عن خطباء المقابر ووعاظها!.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 565 مشاهدات 0


القبس

خطباء المقابر ووعاظها..!!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

«كفى بالموت واعظاً» من قول رسولنا الكريم، وفي هذه حكاية، ففي المقابر جنازة سيصلى عليها وتدفن، ومصلون اتوا للصلاة على الميت ثم حمله (تشييعه) الى مثواه الاخير، وثالثها الى القبر، حيث يدفن ثم بعد ذلك الدعاء له لانه يحس بهم قبل ذهابهم، بعد ذلك اتيان ملكي السؤال عن ربه ودينه ونبيه، وهذه المشاهد الثلاثة، وقبلها رؤية القبور منذ دخول المقبرة حتى الخروج منها، والدعاء بالرحمة لاصحابها، اقول كلها عظات، واحدة بعد الاخرى، اذا لماذا الموعظة عند القبور والصراخ والتشويش من قبل بعض الاشخاص المستمرين على ذلك، يوميا؟ حيث لم تأت بذلك سنة نبوية تدل على ذلك وتثبت صحتها على الاستمرار والدوام، وان استمرارها قد يكون من المحدثات في الدين والافتئات على رسول الله في سنته، وخذ على هذا من اشغال المشيعين عن الذكر والدعاء للميت، والصمت المطلوب في مثل هذه الحالات التي اقتضت السنة بذلك، وكم من معارك حدثت مع اولئك الوعاظ من الاساتذة والمشايخ والوجهاء والعامة، ولكن لا فائدة ترجى منهم، فكانوا لا يأخذون بنصيحة ناصح ولا علم عالم ولا توجيه موجه، يرون انهم العلم كله والدين كله والحق كله، فلا يرون الا ما تعلموه وتعصبوا له، ويا ويل من يجادلهم او يحاججهم سيخرجونه من الملة والدين، اي والله! انا واحد ممن نعتوه بالنفاق بل كبير المنافقين، وذلك عندما قلت لا يجوز تكفير الناس او اضلالهم لخطأ اخطأوه، فلعلهم تأولوا ذلك، فعندما رددت عليهم اطلقوا عليّ تلك الاوصاف! من يؤمن عندهم ان الدين النصيحة؟ انما النصيحة هذه منهم الى غيرهم وليست من غيرهم لهم، اذاً هنا ستقوم القيامة ويكفر ذلك الانسان ويخرج من الملة! ثم من يقول ان هؤلاء اهل لما نصبوا انفسهم له؟

تصوروا ان احدهم في احدى المرات دعا للحرب على الشيوعيين والليبراليين ومن يتبعهم! ولما قال لهم احد المشيعين وما دخلنا نحن بذلك؟! ولماذا هنا في المقبرة تلقى مثل هذه المحاضرات؟ فوالله ان احدهم اذا وقف يخطب على القبر يمكث اكثر من نصف ساعة يتكلم، اي فترة تجهيز الميت ودفنه والدعاء له! والله المستعان.

• الضجيج.

«يا دجاجة بيضك ما يساوي غيضك»!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك