المعلمات يفضلن الروتين الممل على التطوير في عملهم
محليات وبرلمانغياب الرؤية ساهم بتخلف التعليم وتسبب في كوارث تربوية بالمدارس
سبتمبر 9, 2008, منتصف الليل 677 مشاهدات 0
يعتقد البعض أنه لا يمكن اجتياز أسوار المدارس ومعرفة ما يحدث بها من مشاكل و قضايا، ولكن ستسلط الضوء اعتبارا من اليوم على قضايا التعليم بكافة المناطق والمراحل الدراسية، على شكل حلقات متواصلة، وبما أن العام الدراسي بدء منذ الأول من سبتمبر الحالي تتقدم بخالص الأمنيات لجميع الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات بالتوفيق والنجاح.
الجزء الأول ' مستوى المعلمين و مخرجات التعليم '
بدأ التعليم في الكويت بصورة بسيطة، إلا أنه أثبت بجدارة قوته في تلك الأيام، ولعل وظيفة التعليم كانت من أوائل الوظائف التي دخلت المرأة بها, حيث كانت المرأة الكويتية تبحث عن وظيفة لا تجعلها تختلط مع الرجال، ومع ذلك تكون محصورة بإدارة نسائية, وقد بدأن المعلمات تعليم الطالبات في ذلك الوقت، وهن يحملن شهادة الدبلوم، وكانت الجهات التعليمية التي تقوم بإخراج الكوادر التعليمية من معلمات هو معهد المعلمين، والذي كانت تقضي الطالبة به فترة سنتين، وكانت تخصصاته محدودة، مما جعل الطالبة الكويتية تختار تخصصات بسيطة وسهلة في دراستها كمادة اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الفنية والاجتماعيات, وقد كانت أغلب المعلمات يدرسن المرحلة الابتدائية فقط، وواجهن منافسة قوية مع المعلمات العربيات اللاتي كن أغلبهن يدرسن المراحل الأخرى، وهي المتوسطة و الثانوية وغالبيتهم من جنسيات عربية كالفلسطينية والأردنية والسورية و المصرية، وكانت في ذلك الوقت كفاءات عربية أنتجت مخرجات التعليم القوية, و بدأت المعلمة الكويتية تدخل في تنافس معهن تدريجيا، حتى وصلت بعضهن لتدريس المرحلة المتوسطة، وبدأن يتشعبن بالمواد الأخرى فتجد اللغة الإنجليزية و العلوم والرياضيات ولكنهن كانوا قلة .
وفي بداية التسعينيات وبعد الغزو العراقي الغاشم، بدأت المرأة الكويتية الاهتمام بالدخول بقوة في مجال التعليم، و لعل البعض يعتقد أن في ذلك أمر إيجابي و تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة في مجال التعليم، إلا أن هذا الأمر لم يحدث ولكن ظهرت العديد من السلبيات، وأولى هذه السلبيات هي الضعف الشديد في مستوى معظم المعلمات من الكويتيات والوافدات أيضا إلا من رحم الله, فلقد وجدنا أن بعض المعلمات المتخرجات من الكليات التطبيقية، قد تمكنت من تجاوز موادها 'بالواسطة'، وأيضا نجد بعض أستاذة الهيئة التعليمية بهذه الجهة، ضعيفي الأداء ، وقد تمكنوا من الدخول تحت مظلة التطبيقي لأجل الحصول على رواتب عالية فقط، وبما أنهم غير متمكنين بالمواد التي يدرسونها، ناهيك عن الأخطاء الكثيرة التي صدرت منهم والصحف ملأت بأخبارهم، فكيف ستكون هي مخرجات هذه الجهة التي تزج المئات من المعلمين والمعلمات سنويا!؟
التلاعب بدأ منذ أولى خطوات الهرم التعليمي، حيث بدأ بالهيئات التدريسية التعليمية، وانعكس سلبا على المعلمات والمعلمين الذين تخرجوا على أيدي تلك الجهات، ومن ثم نقلوا طريقة تعليمهم الخاطئة الى الطالبات والطلبة بكافة المراحل التعليمية, وقد أهمل الكثير من المعلمين المعلمات المقومات الرئيسية كي ينجحوا في النهوض بالعملية التربوية، ولم نعد نرى طلبة وطالبات أقوياء، قادرين على استيعاب الكم الهائل من المعلومات التي يتلقونها، في محاولة للسعي منهم على التنافس والتطوير من ذاتهم في عدة مجالات.
ورغم قلة عدد المعلمات الكويتيات في الماضي إلا أننا وجدنا أداء منهم يفوق التصورات ونتائج رائعة، بينما الآن وجدنا عكس ذلك عندما تنوعت المجالات لديهن و كثرة أعدادهن، فظهرت العديد من السلبيات، بدءا من كثرة الغياب وثم الأداء المتدني في التدريس، والكثير من السلبيات التي طفحت على سطح التعليم.
على كل متخصص بمجال عمله أن يسعى دوما لتطوير المجال الذي تخصص به، و هذا الأمر يجعله مواكب لعملية التطور الذي نعيشه، ويتمكن من أن يبدع بوسائل متعددة، وهذا الأمر لا بد أن ينطبق أكثر على المعلمات اللاتي أصبحن أكثر فئة من العاملين في الدولة، للعمل على تحسين مستواهم, لأنهم مسئولين أمام الله على الكثير من الطلبة، الذين يحتاجون إلى جذب انتباههم إلى أهمية التعليم، وترغيبهم بالتنافس للكشف عن المعلومات القيمة، من خلال خلق جو دراسي منظم و ممتع بنفس الوقت.
وللأسف الشديد أن بعض المعلمين والمعلمات خصوصا في وقتنا هذا، قد تجاهلوا أهمية تطوير مهنتهم, وبعضهن ربط هذه المهنة أنها مجرد وسيلة رزق فقط, فتجد عملية تعليم الطلبة لا تهمهن بقدر ما يهمها وقت ' الهدة ' وتاريخ ' صرف رواتبهن ' و إيصال المعلومة المهمة للطالب، باتت تغدو كالوجبات السريعة التي تمر سريعا عليهم دون طعم أو مذاق لها، ولا تجدهن يبالين أن فهم الطلبة الدرس أم لا، فهم يقيمون الطلبة بناء على الدرجات التحريرية فقط، وقد يمر عليك أن تشاهد مستوى الطالبات والطلبة، الذين وصلوا مراحل نهائية وهم لا يستطيعون حتى الآن القراءة والكتابة، كما أن بعضهم يعاني ضعفا شديدا في الكثير من المواد , ويرغب بعضهم فقط بالنجاح ليعدي هذه المرحلة لأخرى، ولكن التنافس والوصول لأعلى المستويات لا تجذب أنظارهم.
والمأساة الكبرى تكمن في الدروس الخصوصية، التي كثرت بشدة وانتشرت في المجلات الإعلانية دون الإكتراث لأي عقوبات، فتجد لجوء الطلبة لها يدل على عدم قدرته لاستيعاب ما يشرحه له المعلم والمعلمة في المدرسة, لأنه لا يهتم بالطالب كما كان مسبقا, لأن العملية التعليمية لديهم مرتبطة بمنهج معين ولها وقت معين , كما أن نفسية المعلمات والمعلمين أحيانا تجبر الطلبة والطالبات، بعدم طرح المزيد من الأسئلة التي تتعلق بالدرس، ولكن ربما الأسئلة التي تتعلق بأشياء أخرى خارج موضوع الدرس تجد الابتسامة والردود عليها جاهزة .
التعليم ظهرت سلبياته كثيرا وخاصة مع تأنيث مدارس المرحلة الابتدائية، والتي جعلت من الطلبة البنين في المراحل الأولى، ينظرون لأزياء معلمتهم، ومتابعة طريقة حديثها وتقليدها، وقد تعتقد المعلمة أنهم غير قادرين على ملاحظتها لصغر سنهم، إلا أنهم امتلكوا قدرة هائلة على تسجيل ما يرونه ويسمعونه، لينطبع بمخيلتهم مدى الحياة، ولكن بعض المعلمات تناسوا هذه الملاحظة، واستمروا بالتدريس غير مبالين بالنتائج، مادامت المدارس منعزلة عن الوزارة الأم وعن الأعين في الإدارة المدرسية.
بعض المدارس أصبحت الآن خالية من الإبداعات والإنجازات، التي لابد أن تهتم بها، ولابد أن يشجع الأبناء على دخول المنافسة، ولعل من الأسباب الأولى لذلك، هي مستوى المعلمات اللاتي يفضلن البقاء على روتين واحد، ولا يرغبن بالتغيير ولا يبالين بتطوير العملية التربوية في مدارسهن، وكذلك بعض الإدارات التي تهتم بالقشور وصافي الربح من ' المقاصف ' المدرسية أكثر من صافي ربحهم من ' المتفوقين ' من طلبتها .
وأصبحت وجبة 'الفطور' هي الموضوع المهم لدى بعض المعلمات اللاتي يرغبن بعمل دراسات حول أفضل المطاعم التي تقدم وجبة الفطور، وأخريات تجدهن يشرعن سواعدهن لعمل ركن خاص بغرفة المعلمات لطبخ ' الحمسات المتنوعة ' التي تفوح منها رائحة البصل و الثوم و بعضهن يقمن بتجميع ' القطية ' لعمل بوفيه بسبب مناسبة، قد تكون بمناسبة عودة إحدى المعلمات من إجازة طويلة، أو على سلامة الأخرى بعد عودتها من إجازة الوضع!! وغيرها من المناسبات الكثيرة، التي تنشغل بها المعلمة التي تعرف جيدا كيف تقوم بواجبها نحو غيرها من المعلمات في مثل هذه المناسبات، ولعل البعض الآخر منهن تحب 'الجمعه' لتبادل الأحاديث المتنوعة و بدء ' الحش والنميمة ' عن زميلة لهن، لتنقلب غرفة المعلمات إلى جلسات 'شاي ضحى' مع كثرة الأحاديث، التي لا تتعلق بصميم عملهن، المفترض أن يكون محور أحاديث تجمعات المعلمات خلال فترات الإستراحة.
أخطاء كثيرة تمارس داخل المدارس المغلقة أبوابها, و سلبيات بدأت تطفح على السطح، ولا تجد من يضع الحلول المناسبة لها، فهل يعقل أن يتم تكدس المعلمات والمعلمين في بعض المدارس، وهناك مدارس أخرى لايوجد بها سوى معلم أو معلمين فقط يقومون بتدريس أكثر من مادة!! والأمر من ذلك أن هناك مدارس تمر أشهر على بدء العام الدراسي دون وجود معلمة واحدة للمادة، والسبب في ذلك خضوع المسئولين في المناطق التعليمة لسلاح 'الواسطة' حتى ولو كانت على حساب التعليم!!.
تعليقات