(تحديث3) حكومة المالكي تدين موقف السعودية
خليجياتهمتها بدعم الإرهاب والتدخل بشؤون العراق الداخلية، والخارجية العراقية تنفي مغادرة اي بعثة دبلوماسية
يونيو 17, 2014, 3:32 م 2836 مشاهدات 0
حملت الحكومة العراقية السعودية الثلاثاء مسؤولية الدعم المادي الذي تحصل عليه 'الجماعات الارهابية' وجرائهما التي رات انها تصل الى حد 'الابادة الجماعية' في العراق، معتبرة ان موقفها من الاحداث الاخيرة 'نوع من المهادنة للارهاب'.
وقال مجلس الوزراء العراقي في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انه لاحظ 'موقفا وحيدا مستغربا يصدر من مجلس الوزراء السعودي واننا (…) ندين بشدة هذا الموقف الذي نعتبره ليس فقط تدخلا في الشأن الداخلي وانما يدل على نوع من المهادنة للارهاب'.
وكانت السعودية اتهمت امس الاثنين وفي اول تعليق رسمي على الاحداث الامنية الاخيرة في العراق، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدفع بلده نحو الهاوية بسبب اعتماده سياسة 'اقصاء' العرب السنة، مطالبة ب'الاسراع' في تشكيل حكومة وفاق وطني.
وحملت الحكومة العراقية في بيانها اليوم السعودية 'مسؤولية ما تحصل عليه هذه الجماعات من دعم مادي ومعنوي وما ينتج عن ذلك من جرائم تصل الى حد الابادة الجماعية وسفك دماء العراقيين وتدمير مؤسسات الدولة والآثار والمواقع التاريخية والمقدسات الاسلامية'.
ورات الحكومة العراقية ان 'على الحكومة السعودية ان تتحمل مسؤولية ما يحصل من جرائم خطيرة من قبل هذه الجماعات الارهابية، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في هذا المجال، وستتابع الحكومة العراقية ذلك بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي'.
واعتبرت كذلك 'ان محاولة إضفاء صفة الثوار على هذه الجماعات من قبل وسائل إعلام تابعة للحكومة السعودية، تعد اساءة بالغة لكل ما هو ثوري ومحاولة لشرعنة الجرائم التي تقوم بهما هذه المجموعات والتي هي ليست خافية على احد في كل مكان حلت به'.
كما دعت بغداد الحكومة السعودية الى 'ضرورة التركيز على وضعها الداخلي ومراعاة عدم التهميش والاقصاء في بلدها فهي احرى بهذه النصيحة من العراق الذي تدور فيه عملية ديموقراطية وانتخابات حرة شهد العالم بنزاهتها'.
ويسيطر مسلحون ينتمون الى تنظيم 'الدولة الاسلامية في العراق والشام' الجهادي المتطرف وتنظيمات اخرى وعناصر من حزب البعث المنحل على مناطق واسعة من شمال العراق منذ اسبوع في اطار هجوم كاسح بدا في محافظة نينوى واحتلال عاصمتها الموصل، ثاني مدن العراق.
ومن جهتها نفت وزارة الخارجية العراقية اليوم قيام اي بعثة دبلوماسية اجنبية بغلق مقارها ومغادرة بغداد على خلفية تطورات الاحداث الجارية في العراق.
وقالت الوزارة في بيان لها انه ' لا صحة ولا مصداقية للانباء التي تحدثت عن قيام بعض السفارات والبعثات الدبلوماسية الاجنبية بغلق مقارها ومغادرة بغداد' مؤكدة انها على تواصل منتظم مع جميع البعثات في سبيل توفير افضل سبل وشروط عملها لخدمة المواطنين ومصالح بلدانها.
وقال البيان انه خلال الازمات وكسياق معمول به تقوم البعثات الاجنبية احيانا باتخاذ تدابير احتياطية واحترازية كتخفيض الملاك غير الضروري او اعادة توزيع عامليها داخل البلد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على إجراء حوار في محاولة لوقف العنف الطائفي الذي اندلع هذا الشهر.
وأضاف إن الحكومات التي تهمل حقوق الإنسان تخلق 'أرضية خصبة للتطرف والارهاب.'
وقال بان في مؤتمر صحفي في جنيف 'أتعشم ان نتمكن من مساعدة الحكومة العراقية قبل كل شيء على إعادة السلام والاستقرار إلى بلادها بالدعم القوي لدول المنطقة والمجتمع الدولي.'
وشدد المبعوث الأمريكي السابق للعراق، بول بريمر، الثلاثاء، على ضرورة إرسال قوات أمريكية خاصة لدحر مليشيات 'داعش' المسلحة في العراق، بعدما سيطرت على مدن وبلدات بالدولة، التي انسحب الجيش الأمريكي منها عام 2011، في خطوة وصفها بـ'الخطأ الخطير.'
وفي حوار ساخن بمقابلة مع برنامج 'اوت فرانت' الذي تقدمه المذيعة آيرين برونت، على CNN, وجه بريمر انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لسحبه كافة القوات الأمريكية من العراق أواخر 2011 دون إبقاء وحدات هناك للحفاظ على استقرار المنطقة.
وشدد على ضرورة إرسال قوات أمريكية للعراق للتعامل مع مستجدات الوضع هناك قائلا: 'نحن بحاجة للابتعاد عن فكرة عدم إرسال قوات على الأرض.. ينبغي علينا ذلك، علينا وضع قوات خاصة ومراقبين استخباراتيين، وضباط لتحديد الهجمات، وأشخاص لتحديد الأهداف داخل تلك المدن لتقصفها الطائرات بدون طيار.'
وتابع: لا يمكن السيطرة على مدينة بواسطة طائرات مقاتلة.'
وتزامنت تصريحات الحاكم الأمريكي الذي ترأس سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق عقب الغزو الأمريكي عام 2003، مع إعلان أوباما إرسال قوات أمريكية لتأمين البعثات الدبلوماسية في العراق.
ولدى سؤاله : ' بعد خسارة 4490 شخصا في الحرب العراقية وتكلفة قدرها 1.7 مليار دولار، كيف يمكن الدعوة لتعريض المزيد من الأرواح لخطر محتمل في ذلك البلد؟'، رد بريمر: 'لأنها مصالحنا.'
وأضاف: 'لا يمكننا السماح لأسوأ جماعة إرهابية باتخاذ قاعدة دعم في دولة فاشلة'، محذرا من توسع رقعة اضطرابات العراق لتمتد إلى حلفائنا بالمنطقة.'
ووصف سحب إدارة أوباما للقوات الأمريكية عام 2011 من العراق، بـ'الخطأ الخطير'، مجادلا بأن غياب التواجد الأمريكي وضع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي في 'موقف مستحيل' للسيطرة على المليشيات المسلحة.
ومن جهته قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي لبي بي سي، إنه يعتقد أن العراق قد لا يبقى موحدا.
وأضاف نجيرفان بارزاني، في مقابلة مع بي بي سي، أنه سيكون من الصعب جدا على العراق العودة إلى الوضع الذي كان موجودا قبل سيطرة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، على الموصل وتكريت في تقدمهم السريع الأسبوع الماضي، ثم تلعفر الاثنين.
وقال بارزاني إن المناطق السنية شعرت بالإهمال من قبل الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية، وإن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للمضي قدما.
وأضاف أن تأسيس منطقة سنية تتمتع بالحكم الذاتي قد يكون حلا.
وقال 'لندع هذا للمناطق السنية لتقرره، لكنني أعتقد أن هذا النموذج الأمثل لهم جميعا. لكن عليهم أن يتخذوا القرار أولا: ماذا يريدون أن يفعلوا بالضبط. ونعتقد، من وجهة نظرنا، أن وجود منطقة سنية هو أفضل حل، كما هو الوضع لدينا في كردستان'.
ويقول مراسل بي بي سي في شمال العراق، جيم ميور، إن الأكراد استفادوا من الفوضى الحالية بتحريك قوات البيشمركة إلى مناطق متنازع عليها، يدعون تاريخيا أنها جزء من كردستان العراق، ويعتزمون الآن الاحتفاظ بها.
تعليقات