المليفي: لا مانع من توجيه استجواب آخر لرئيس الوزراء

محليات وبرلمان

مستغربا حساسية رئيس الوزراء من النقد وتجنيد الآخرين للدفاع عنه

1223 مشاهدات 0


لم يكن سعد العبدالله حساسا من النقد كالرئيس الحالي!

رد ديوان الرئيس محاوله يائسة لخلط الأوراق واستدرار العواطف

هل هناك إنجازا تنمويا واحد للحكومة منذ تسملت رئاستها قبل عامين؟

لدينا حكومة غير قادرة برئيسها على إنجاز شيء؟

 

 قال النائب أحمد المليفي في تصريح صحفي '  لم أشأ أن ادخل في جدل حول رد ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء على تصريحي الخاص بسفر سمو رئيس مجلس الوزراء إلى أمريكا في ظل الاحتقان السياسي الذي تعاني منه البلد وفي ظل مشاكل عده على الساحة السياسية تمثل كل واحده منها أرضا خصبه لصدام محتمل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وما يستتبع ذلك من تداعيات على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي ظل الظاهرة المتكررة لسفر رئيس الحكومة عند وقوع المشاكل . ولكن ما ورد في البيان من تطرق للدستور والحق الدستوري المطلق  في الأداء والممارسة   ومحاولة الحظر على توجيه النقد والمساءلة له يعد توجها خطيرا وبناء قاعدة في التعامل تمثل انحراف عن مبادئ الدستور وقواعده فهي قاعدة مبنية على شفا جرف هاوي لا بد من انهيارها ألا وهي عدم المساس والتطرق إلى أعمال وممارسات رئيس مجلس الوزراء.
 كما أن البيان حاول تحريف الرسالة التي وجهتها وهي الاعتراض على توقيت السفر الغير مناسب سواء بالنسبة للأوضاع المحلية أو حالة الإدارة الأمريكية التي شارفت على الانتهاء وليس الاعتراض على القضايا التي يراد مناقشتها في محاولة لاستدرار العواطف بلحن من القول .  فالكثير من الدول التي تقرأ السياسة جيدا وتحترم نفسها ووقتها قد علقت كل ملفاتها المهمة ذات العلاقة مع الإدارة الأمريكية بانتظار نتيجة الانتخابات الأمريكية القادمة.

أما القول بأن توجيه الانتقاد والمحاسبة لممارسات رئيس مجلس الوزراء فيه خروج عن الدستور فهذا الكلام بدأ البعض  منذ فتره يردده بأن هناك خطاب خاص وتعامل مميز يجب أن يكون عند التطرق إلى أعمال وممارسات رئيس مجلس الوزراء ولم نشأ الرد عليه في حينه  ولكن أن يأتي هذا الكلام في بيان رسمي من ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء فهذه تحتاج إلى وقفه وإعادة الأمور إلى نصابها الدستوري الصحيح حتى لا تختلط الأمور .

في البداية أقول أن الدستور الكويتي قد حدد شخصية واحده لا يجوز المساس بها وتوجيه النقد أو المسائلة لأعمالها وهي سمو الأمير عندما نص في المادة 54 من الدستور على أن ( الأمير رئيس الدولة وذاته مصونة لا تمس ) أما ما عدا ذلك من شخصيات عامه بما فيها سمو رئيس مجلس الوزراء فهي مسئوله أمام مجلس ألامه عن كافة أعمالها  وقد تتحول هذه المسؤولية إلى مساءلة  فلا وجود في الدستور لسمو صفة إلا صفة سمو الأمير أما ما عدا ذلك فهم تحت الرقابة والمساءلة وقد سبق أن تم توجيه استجواب إلى سمو رئيس مجلس الوزراء ولن يمنع ذلك من توجيه استجواب آخر في أي وقت  لسمو الرئيس فهو مسئول إداريا وماليا وسياسيا عن كافة أعماله  ولا يوجد في ذلك أي تداخل بين الفصل بين السلطات المنصوص عليه في المادة 50 من الدستور وتوجيه النقد السياسي والمالي والإداري إلى ممارسات سمو رئيس مجلس الوزراء فقد نصت المادة 99 من الدستور على حق كل عضو من أعضاء مجلس ألامه  في توجيه ما يراه من أسئلة إلى رئيس مجلس الوزراء والى الوزراء كما نصت المادة 100 من الدستور على حق أي عضو من أعضاء مجلس ألامه أن يوجه ما يراه من استجوابات إلى رئيس مجلس الوزراء والى الوزراء .

وعلى ذلك فان رئيس مجلس الوزراء لا يتميز بأي ميزه دستورية في ممارسة أعماله فهو خاضع للرقابة والمساءلة ولا يجوز إضفاء أي شكل من أشكال الحصانة أو الصيانة على ما يقوم به من ممارسات سواء كانت إدارية أو سياسية أو مالية فلا حصانه ولا صيانة إلا للذات الأميرية ومن يقول بغير ذلك فقد تجاوز نصوص الدستور وتطاول على أحكامه .

كما أنني استغرب هذه الحساسية التي يتعامل بها سمو رئيس مجلس الوزراء مع ما يوجه له من نقد لم نجدها عند من سبقه من رؤساء الوزراء السابقين فكلنا يعلم كم من النقد الشديد والقاسي الذي وجه إلى سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله الصباح رحمة الله عليه رغم انه كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء ولكنه تقبله بروح ديمقراطية عالية ، ولم يجند له الآخرين للدفاع عنه ! والشعب الكويتي يعلم تكلفة هذا التجنيد ودوافعه للدفاع عن ممارسات غير صحيحة . 

كما جاء في البيان أن الزيارة تهدف إلى مناقشة قضايا حساسة ومهمة تتعلق بمصير أسرانا في غوانتنامو وما يتعرض له  أبنائنا الطلبة الدارسين في أمريكا من مصاعب ومضايقات في حصولهم على الفيزا والاتهامات الموجهة إلى بعض الجمعيات الخيرية بارتباطها بالإرهاب وفيها تلميح بل وتصريح كأننا لا نهتم بهذه القضايا وهو قول عار عن الصحة فقضية أبنائنا المحتجزين في غوانتنامو وأبنائنا الطلبة ليست وليدة الساعة فهي نشأت وبدأت منذ أحداث سبتمبر وكان لنا موقف واضح منها مع السفير الأمريكي في حينه ويعلم الكثير من الطلبة وأولياء أمورهم وإخواننا المتابعين لمحتجزينا في غوانتنامو  كيف تدخلنا لحل الكثير من المشاكل العالقة في حينه  فلا احد يستطيع أو يملك أن يشكك أو يزايد علينا في ذلك كذلك كانت لنا مداخله واضحة في مجلس الامه بالنسبة لدور الجمعيات الخيرية والإسلامية واشرنا بالذات إلى جمعية إحياء التراث وجمعية الإصلاح ودورهما في العمل الخيري ودفاعنا عنهما ثابت في مضبطة جلسة الرد على الخطاب الأميري في مجلسنا هذا .

 لذلك فعندما يركز رد ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء على هذا الجانب في محاوله لخلط الأوراق واستدرار العواطف  فهي عملية مكشوفة ومحاولة يائسة لمن لا يملك حجة في الإقناع للدفاع عن موقف ضعيف وقضية خاسره لا يمكن الدفاع عنها .

 وإنا هنا اسأل سمو رئيس مجلس الوزراء إذا كانت هذه الملفات من أولوياتكم واهتماماتك وهي مواضيع ليست وليده الساعة بل حدثت منذ أحداث سبتمبر فأين أنت كل هذه المدة ! لما  لم تتدخل وتحمل هذه الملفات معك حين تسلمك رئاسة مجلس الوزراء منذ المرة الأولى أي بما يزيد على السنتين  ؟! ولماذا انتظرت كل هذه المدة لتثير هذه المواضيع في الأشهر الثلاثة  الأخيرة من عمر الإدارة الأمريكية ومن مغادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش البيت الأبيض لتطرح عليه هذه الملفات ؟ ماذا يمكن أن يقدمه لك من تعهدات وهو يودع البيت الأبيض ؟ أليس هذا اعتراف منك بالتراخي والتقصير وفقدان بوصله الأولويات ؟  

أما قضية الاستفادة من هذه السفرات في تحقيق مصلحة البلاد والعباد في ظل حكومة أضاعت بوصله الطريق فضيعت الأهداف والغايات فأصبحت أعمالها اجتهادات فردية مبعثره.

 فأريد من ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء أن يجيب على سؤال واحد ليثبت لي وللشعب الكويتي عكس ما أقول ،  لقد تمت زيارات عده  لدول شرق آسيا  وزار سمو رئيس مجلس الوزراء هذه الدول بمعية وفد كبير!  أريد أن يقول لي :
 ماذا حقق كرئيس لمجلس الوزراء بصفته الرئيس التنفيذي والمشرف والمهيمن على أعمال مجلس الوزراء وفقا للمادتين 123 و 127 من الدستور ؟
هل اتخذتم من نهضة دوله مثل سنغافورة وأقول سنغافورة لأنها الأقرب إلى وضع الكويت من حيث التركيبة السكانية والمساحة الجغرافية والظروف السياسية ونحن نتفوق عليهم في الموارد المالية أي عبره ؟ وهل وضعتم بعد السفرة أهداف محدده لتحقيقها مثل الحكومة الالكترونية ؟! ففي بلد مثل سنغافورة لا يحتاج المواطن أن يقدم أوراقه ومستنداته  لكل معامله فالمعلومات متوفرة  لدى الحكومة وتنجز  90% من معاملاتك وأنت في المنزل ؟ 
سنغافورة تعتبر أنظف دوله في العالم ماذا الذي تم تحقيقه في هذا الجانب من قبلكم لدولة الكويت وما هي خططكم للنهوض بالبلد ؟
 سنغافورة تتمتع بواحد من أفضل الموانئ في العالم ماذا عملتم لتقتدوا بهذا البلد الذي زرتموه وزرتم موانئه  ؟
سنغافورة تعتبر واحده من أكثر الدول تنظيما في قيادة السيارات واقل العواصم ازدحاما  فماذا عملتم في هذا المجال ؟
وغيرها من مجالات التعليم والصحة والكهرباء والماء ؟

بل اسأل سؤال أخر أريد أن يحدد لي ديوان سمو الرئيس انجازا واحدا تنمويا تم تحقيقه على ارض الواقع منذ تسلم سمو رئيس مجلس الوزراء الوزارة أي بما يزيد على العامين انجازا واحدا من صنع الحكومة وحدها ؟ 

وحتى اصدق أنا والشعب الكويتي جدية هذه السفرات والعائد منها على المال العام الذي صرف على مثل هذه السفرات والوفود الكبيرة المرافقة لها  وأنها لم تكن لغير ذلك  .  ما هي أجندتكم بعد هذه الزيارات وما هي الأفكار التي خرجتم بها وبموجبها وضعتم  أهدافكم لتحقيقها على ارض الواقع ؟

إلى أن تأتيني الإجابة لن أغير موقفي بشأن ما تقومون به من زيارات وسفرات .

وفي الختام أقول إن المشكلة التي تعاني منها البلد تتمثل بأن  لدينا حكومة برئيسها غير قادرة على تحديد أهدافها فأضاعت أولوياتها فتداخلت المصالح وتضاربت الأهواء فضاعت الأهداف الجميلة والغايات النبيلة فأصبحنا الآن في أمس الحاجة إلى  نهضة عمرية ( نسبة إلى عمر بن عبد العزيز ) تعيد الأمور إلى نصابها والمسار إلى طريقه الصحيح .

 

 

الآن - محرر البرلماني

تعليقات

اكتب تعليقك