تداعيات تنحي ملك اسبانيا لابنه

خرجت مظاهرات في 40 مدينة اسبانية اليوم للمطالبة بإجراء استفتاء شعبي حول استمرارية النظام الملكي البرلماني عقب اتخاذ ملك اسبانيا رئيس الدولة الاسبانية العاهل خوان كارلوس قرار التنحي عن العرش لصالح ابنه الأمير فليبي.

واعتبرت منظمة (مجلس الدولة الجمهوري) التي دعت الى تلك المظاهرات في بيان 'ان الوقت حان ليقوم جميع المواطنين الاسبان بالدفاع عن الحق الديمقراطي وتقرير مستقبل البلاد والاختيار بين الاستمرار في النظام الحالي وبين النظام الجمهوري'.

وقالت المنظمة ان الأغلبية البرلمانية الحالية والمؤيدة بنسبة 90 بالمئة لتنصيب الأمير فيليبي ملكا لإسبانيا في 19 يونيو المقبل 'لا تمثل ال90 بالمئة من المواطنين الاسبان' مشددة في هذا السياق على ان 'القوى السياسية الكبرى في البرلمان الاسباني لم تعد تمثل التشكيلة الجديدة للمجتمع الاسباني الذي عانى في السنوات الأخيرة من الازمة والاقتطاعات التقشفية'.

وأضافت المنظمة التي نشأت عام 2012 وتنضوي تحتها اكثر من 50 منظمة سياسية واجتماعية وثقافية في اسبانيا 'ان الظروف الراهنة تتطلب عملية دستورية جديدة بقيادة المواطنين الاسبان لتقرير مستقبل البلاد'.

وشهدت العاصمة مدريد أكبر المظاهرات الشعبية التي جابت بعض أهم شوارع المدينة والتي من المقرر ان تنتهي بمجلس شعبي في ساحة (بويرتا ديل سول) لمناقشة الخطوات اللاحقة لمتابعة العمل وتحديد مواعيد لمظاهرات جديدة للمطالبة بإجراء الاستفتاء الشعبي.

يذكر ان الملك الاسباني كان اعلن يوم الاثنين الماضي تنحيه عن العرش بعد 39 عاما على رأس الدولة الاسبانية فيما سارعت الأحزاب السياسية الكبرى وعلى رأسها الحزب الشعبي الحاكم والحزب الاشتراكي المعارض اللذين يشكلان الأغلبية البرلمانية الى الإعلان عن تأييدهما لاستمرارية الحكم الملكي في اسبانيا.

وعلى الجانب الاخر طالبت ثلاثة احزاب هي (اذكيردا اونيدا) و (بوديموس) و (ايكو) بتنظيم استفتاء شعبي حول استمرار النظام الملكي البرلماني في اسبانيا معتبرة ان الوقت قد حان لتتبنى اسبانيا النظام الجمهوري.

ومن المقرر اعلان الأمير فيليبي ملكا لاسبانيا في 19 يونيو الجاري وذلك بعد مصادقة ملجسي البرلمان على مشروع قانون التتويج الذي اعده مجلس الوزراء الاسباني الأسبوع الماضي علما ان الأصوات المؤيدة للحزبين الرئيسيين كفيلة بضمان الموافقة على القرار.

وكان رئيس البرلمان الاسباني خيسوس بوسادا قال في تصريح صحافي الأسبوع الماضي ان التأييد البرلماني لتنصيب الأمير فيليبي ملكا سيبلغ نحو 90 بالمئة من الأصوات فيما أظهرت دراسة أعدتها (سيغما دوس) الدولية للاستشارات الاستراتيجية وبحوث الرأي العام ان 62 بالمئة من الشعب الاسباني يؤيدون تنحي الملك خوان كارلوس عن العرش لصالح ابنه فيليبي.