الفاتيكان يشهد أول أذان وتلاوة للقرآن
عربي و دوليصلاة اسلامية وأخرى يهودية ومسيحية في وقت واحد لنشر السلام
يونيو 6, 2014, 9:25 م 1938 مشاهدات 0
يفتح الفاتيكان أبوابه الأحد لبادرة تحدث فيه لأول مرة في التاريخ، حيث ستردد أرجاؤه صدى لأذان يصدح فيه، ولصلاة وتلاوة من القرآن، ترافقها في الوقت نفسه صلاة مسيحية مع قراءة مقاطع من الإنجيل، ومثلها يهودية وقراءة فقرات من التوراة، في لحظات روحية من أجل السلام بامتياز.
البادرة أطلقها البابا فرنسيس الأول حين زار عمان وبيت لحم والقدس المحتلة أواخر الشهر الماضي، وبموجبها دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما ونظيره الإسرائيلي شيمون بيريس، للصلاة في الحاضرة الفاتيكانية من أجل السلام 'من دون أن تكون الدعوة وساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل صلاة من دون مشاورات، وبعدها يعود كل طرف إلى بلاده' على حد ما شرح قصده من الدعوة لصحافيين رافقوه على متن الطائرة التي عاد بها إلى الفاتيكان.
ويحتفظ الفاتيكان سراً للآن بالمكان الذي ستجري فيه الصلاة الثلاثية، التي يتوقع إقامتها في حديقة ما بالحاضرة، أو ربما داخل سكن البابا نفسه، وفق ما طالعت 'العربية.نت' في وسائل إعلام إيطالية، أشارت أيضا إلى أن إماماً مسلماً ورجل دين مسيحياً سيرافقان أبو مازن إلى الحاضرة، فيما سيرافق أحد الحاخامات بيريس حين ينتقل إليها صباح الأحد.
أما من الجانب المسيحي فيصلي البابا نفسه مع ضيفيه 'إلا أن كل شخص سيتمكن من الصلاة في إطار احترام هويته الإيمانية' طبقا لما ورد في موقع 'إل سيسموغرافو' الإيطالي، في إشارة إلى أن كل طرف سيؤدي صلاته كما تفرضها ديانته، فيما ذكرت وكالة 'أنسا' الإيطالية أن لقاء يمكن أن يلي أو يسبق الصلاة التي سيتم بث شعائرها دوليا، ومباشرة عبر المحطات التلفزيونية.
وأصدر متحدث باسم بيريس أمس الخميس بياناً أورد فيه ما ملخصه أن المرافقين لبيريس إلى الفاتيكان هم: الحاخام راسون أروسّي، والباحث بشؤون التلمود دانيال سبيربر، إضافة إلى شيخ عقل الطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف، ومعه الشيخ محمد كيوان، رئيس نقابة الأئمة والمؤذنين
وبرزت مشكلة تم تداركها في اللحظة الأخيرة حول سفر أبو مازن إلى الفاتيكان الأحد، لأنه اليوم الموعود لحضوره مراسم تنصيب عبد الفتاح السيسي، رئيساً لمصر التي تلقى منها دعوة للمشاركة بالحفل.
وتم تخطي التداخل بين الزيارتين بما شرحه إذاعيا الأربعاء الدكتور رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية، من أنهم نجحوا بأن يحضر الرئيس عباس الاحتفال صباح الأحد في القاهرة 'ومنها ينطلق بعدها إلى الفاتيكان' وهذه إشارة إلى أن 'الصلاة من أجل السلام' ستقام عصراً، أو عند الغروب على أقل تعديل، أو ربما ليلاً.
ومن جانبه قال قال الفاتيكان يوم الجمعة إن البابا فرنسيس يأمل أن يساعد اجتماع لم يسبق له مثيل بين الرئيسين الإسرائيلي شمعون بيريس والفلسطيني محمود عباس في الفاتيكان يوم الأحد على إنهاء 'المفاوضات التي لا تنتهي' وإحلال السلام لكنه لا يرغب في التدخل في سياسة الشرق الأوسط.
وقال الأب بيير باتيستا بيتزابالا وهو مسؤول كنسي عن المواقع الكاثوليكية في الأراضي المقدسة وأحد أهم منظمي الحدث الذي سيقام يوم الأحد 'هذه لحظة نبتهل فيها إلى الله ليمن علينا بالسلام. هذه لحظة توقف عن ممارسة السياسة.'
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في الفاتيكان 'هذه أيضا دعوة للساسة كي يتوقفوا وينظروا للسماء. الكل يريد حدوث شي ما... تغير شيء ما. الكل تعب من هذه المفاوضات الدائمة التي لا تنتهي.'
وسيمضي الرئيسان نحو ساعتين في حدائق الفاتيكان خلال مراسم تم التخطيط لها بعناية ستشمل الصلاة والتأمل بحضور يهود ومسيحيين ومسلمين.
وسيقوم البابا وبيريس وعباس بتلاوة ابتهالات من أجل السلام قبل أن يتصافحوا ويغرسوا شجرة زيتون في الحدائق. وسيحضر البطريرك المسكوني برثولوميو الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية المراسم.
والدعوة التي وجهها البابا فرنسيس هي واحدة من أكثر لفتاته السياسية جرأة منذ انتخابه في مارس آذار 2013 لكن الفاتيكان قلل من أهمية التلميحات بأن هذه الخطوة هي محاولة من البابا للدخول بشكل مباشر في عملية السلام بالشرق الأوسط.
وقال بيتزابالا 'البابا لا يريد الخوض في القضايا السياسية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتي نعرف جميعنا أدق تفاصيله من الألف إلى الياء.'
ويجرى الاجتماع بعد أكثر من شهر من انهيار محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين وقال بيتزابالا إن البابا يأمل أن يساهم اجتماع الأحد في إمداد الزعيمين بإرادة جديدة للسلام.
وقال 'لن يتدخل البابا فرنسيس أبدا في مناقشات بشأن الحدود أو المستوطنات لكن نيته هي المساعدة في تهيئة مناخ اجتماعي وديني يمكن من خلاله إحلال (السلام)'.
وأضاف 'لا أحد يعتقد أن السلام سيحل يوم الاثنين لكن الهدف من هذه المبادرة هو إعادة فتح الطريق الذي أغلق لبعض الوقت.'
ولن يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صانع القرار الرئيسي في إسرائيل الاجتماع. ومن المقرر أن
تعليقات