صحراء دجادو.. قبلة الحالمين بالذهب

عربي و دولي

1158 مشاهدات 0




تحولت منطقة 'دجادو' بالنيجر إلى وجهة يقصدها آلاف الباحثين عن حلم الثراء عبر اكتشاف ما تحمله باطن الأرض في تلك المنطقة من الذهب.
فمنذ إعلان النيجر عن منطقة 'دجادو' موقعا للذهب، يتواجد أكثر من 60 ألف شخص وفقا لتقديرات المراقبين من أكثر من 15 جنسية، معظمهم من النيجر وتشاد، بالإضافة إلى عدد من الليبيين والسودانيين والموريتانيين والنيجيريين في قرية 'توبو دي يابا' وهي بلدة ريفية قريبة من 'دجادو'، تلك المنطقة الصحراوية القاحلة الواقعة على بعد 1900 كم من العاصمة نيامي يحدون حلم العثور على المعدن الثمين.
وقال رئيس بلدية 'دجادو' 'سيدي آبا لوّل' إنّ بلدته هي المستفيدة الوحيدة في الوقت الراهن من هذا الاكتشاف، بما أنّها فرضت ضريبة على الأجهزة المستعملة في التنقيب، حيث تحصل يوميا على جرام واحد من الذهب عن كل جهاز مستعمل، وعلى مبلغ 20 ألف فرنك إفريقي (حوالي 41.82 دولار) كرسم دخول كل منقب إلى الموقع.
وقال النائب السابق 'آجي ماردي طاهر' وهو يتحدث عن النقلة النوعية التي تعيشها المنطقة جراء اكتشاف وجود المعدن الثمين فيها: 'المنطقة في طريقها لأن تتحول إلى قطب منجمي، ونقطة ارتكاز هامة في تاريخ المنطقة، إلا أن طرق التنقيب تقتصر على الوسائل التقليدية، وعمليات بيع الذهب تجري بمنأى عن قنوات التوزيع الرسمية'.
وفي المقابل؛ شهدت المنتجات والسلع الأساسية ارتفاعا مجحفا في أسعارها، ونقصا ملحوظا في كمياتها المتوفرة للبيع في المتاجر، منذ اكتشاف الذهب في هذه المنطقة النائية من البلاد.. فلقد أصبح من النادر الحصول على المعجنات والحليب المجفف والبسكويت من متاجر 'ديركو' و'سيغيدين' و'شيرفا' (قرى تابعة لبلدية دجادو). كما سجّلت القوارير من حجم 25 لترا، والتي تستخدم في نقل وحفظ المياه وغيره من المشروبات نقصا فادحا وصل إلى حدّ الاندثار تماما من رفوف التجار.
ولئن شكّل اكتشاف الذهب في 'دجادو' نعمة بالنسبة للبعض، فقد رأى فيه البعض الآخر نقمة.. وهؤلاء الذين عبّروا عن سخطهم من هذا التغيّر قدّموا مجموعة من الحجج من قبيل 'قارورة بسعة 25 لترا كانت تباع في السابق بألف فرنك إفريقي (2.09 دولار)، ارتفع ثمنها اليوم إلى ألفين (4.18 دولار). كما ارتفعت كلفة التنقّل من 'أغاديز' (كبرى مدن شمال النيجر) وصولا إلى 'ديركو' (بلدة ريفية في نفس المنطقة) من 10 آلاف فرنك إفريقي (أي حوالي 20.91 دولار) إلى 50 ألفا (104.54 دولار). أمّا سعر البنزين فقد شهد هو الآخر ارتفاعا صاروخيا حمله من 750 فرنكا إفريقيا للتر الواحد في السابق (1.57 دولار) إلى 1.250 فرنك إفريقي (أي 2.61 دولار).
تقع دجادو بأقصى الشمال الشرقي للنيجر، على الحدود مع ثلاث دول هي نيجيريا وليبيا والجزائر، وعلى بعد 1900 كم من العاصمة نيامي، و930 كم عن 'أغاديز' كبرى مدن الشمال النيجري. ويعيش في واحاتها الأربعة حوالي 4 آلاف ساكن.
ويأتي اكتشاف الذهب بـ 'دجادو' في الوقت الذي أصبحت فيه المنطقة مركزا لعبور الآلاف من الناس المتّجهين نحو ليبيا، ما يعني أنّ عددا كبيرا منهم سيفضّل العدول عن رحلته والبقاء في أرض تبشّر بتحويل حياة أصحابها إلى جنّة.
ومن جهته؛ يرى رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة عبدة موموني بنيامي 'كوناتي موسى' أنّ موقع الذهب في 'دجادو' يطرح 'تحدّيات ومخاطر' في الآن نفسه.
وأوضح 'موسى' في تصريح للأناضول أنّ 'الذهب يتواجد في معظم الحالات في الرواسب الغرينية التي نقلتها وأودعتها التيارات المائية، وهو ما يستدعي إجراء بحوث على عمق آلاف الأمتار..
وطرح 'موسى' فرضيتين لتشكل الذهب في هذه المنطقة من النيجر، الأولى جيولوجية (الجيولوجيا هي دراسة علم الأرض) بحتة، حيث يفترض الأولى أن المصادر الجذرية قد تكون طفت إلى السطح بفعل العوامل الحرارية (المتعلقة الحرارة). أما الثانية، فهي انتروبولوجية (الانتروبولوجيا هي دراسة علم الإنسان)، ومرتبطة بالشعوب الذين سكنوا المنطقة في العصر القديم.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك