الإسلام بريء من فظائع داعش!.. بنظر علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 1887 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  مسلمون.. مسيحيون

علي أحمد البغلي

 

الأب باولو دا لوليدو هو رجل دين ينحدر من أصل إيطالي، كان يعمل في البطريركية الكاثوليكية في سوريا، وكان من أبرز الشخصيات الداعمة للحراك الشعبي ضد النظام السوري البعثي، مما دفع الأخير إلى الضغط على البطريركية الكاثوليكية لترحيله من سوريا، بعد عقود أمضاها في أرجائها خدمة للكنيسة ورعاياها والشعب السوري. الأب باولو دفعته شفقته الكنسية التي تربى في كنفها وآمن بها قولاً وفعلاً حتى النخاع إلى الذهاب لمدينة الرقة شرق سوريا في زيارة بهدف التوسط للإفراج عن صحافيين أجانب اختطفهم التنظيم سيئ الذكر «داعش». داعش الذي يدعي الإسلام السلفي النقي ليل نهار بدل أن يفرج عن الصحافيين الأبرياء الذين جاؤوا يغطون لصحفهم ووسائل إعلام بلدانهم البلاوي التي يلحقها النظام وداعش والنصرة ومن لف لفهم بالبشر والحجر في سوريا الجريحة، قام، أي داعش، باحتجاز الأب باولو في 28 يوليو 2013، ولم يسمع عنه أحد حتى وقت قريب، حيث ترددت أخبار أن «داعش»، الذي لا يجيد غير فن القتل، قد أعدم الأب باولو. وينقل أحد الشهود أن القيادي الذي أمر بقتل الأب باولو يدعى كساب - الله لا يكسبه دنيا وآخرة - حيث أمر شياطين تنظيمه بوضعه في سيارة، وذهبوا به إلى السد (الذي كان محكمة شرعية) بمنطقة المنصور وجرى إعدامه هناك، وتم إخفاء الجثة ليجري في ما بعد رميها في حفرة مشهورة بمدينة الرقة تدعى «الهونة» بجانب منطقة السلوك (جريدة الشرق الأوسط 27 مايو 2014)، هذا غيض من فيض من الفظائع التي يرتكبها أعتى مجرمي العصر من داعش وغيره، ويربطونها بالإسلام، فهذا هو إسلامهم وأفكارهم غير السمحاء، ونحن أمة محمد دين السماحة والتسامح منهم براء.

• • •

في حين تمتلئ أدبيات بعض رجال الدين والحسبة لدينا بالتحريض على القتل وسفك الدماء، ليس ضد أعداء أمة الإسلام، بل يحرضون ضد من يعتبرونه خارج أفكارهم الإسلامية الشاذة والخاصة بهم. رأينا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يزور الأماكن المقدسة في الأردن وفلسطين وإسرائيل، الأماكن المقدسة لكل الأديان من يهود ومسيحيين ومسلمين، ويصلي من أجل أن يعم السلام ربوع تلك الأراضي المقدسة التي اختفت من أدبيات أصوليي التشدد والتكفير والتحريض على القتل وسفك الدماء، وهنا تساؤل مشروع، فالقدس والمسجد الأقصى وهو أولى القبلتين والذي أسري إليه رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فلماذا لم نعد أو لم نر منذ عقود أحد المجاهدين الإسلاميين من حماس او إخوان أو داعش أو النصرة، يدعو إلى تحرير هذا المعلم الإسلامي المقدس من يد اليهود المحتلين؟ أو يدعو على الأقل إلى تدويل تلك المدينة التي يقدسها المنتمون إلى كل الأديان السماوية؟!

• • •

البابا فرنسيس دعي للذهاب إلى متحف المحرقة أو الهلوكوست، واستقبله هناك كبار السن نساء ورجال من الناجين من تلك المحرقة، التي قام بها النازيون ضد اليهود في الأربعينات من القرن الماضي. البابا فرنسيس مع أنه أرجنتيني الأصل، ولا صلة له أو للكنيسة بالمحرقة، ومع ذلك فقد قام بتقبيل ايادي الناجين من تلك الفظاعة البشرية.

فيالها من مبادرة إنسانية متحضرة رائعة، فبينما يجز مجاهدونا الرؤوس ويشقون الصدور باسم الإسلام، يقوم رأس الكنيسة الكاثوليكية بتقبيل ايادي الناجين من فظائع قام بها بشر ينتمون بالصدفة إلى نفس الدين (المسيحي)!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك