انتخابات هز الوسط!.. بقلم عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 588 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  انتخابات هز الوسط!

عبد العزيز صباح الفضلي

 

شر البليّة ما يضحك، تابعت بكل استمتاع حالة الهيستيريا التي أصابت مؤيدي الانقلاب بسبب الخيبة التي حلّت بهم من ضعف الإقبال على التصويت، في انتخابات الرئاسة تحت حكم العسكر.

فبرغم استخدام الانقلابيين كل الوسائل المتاحة من الترغيب والترهيب لحض الناس على التصويت إلا أن الرد الصاعق بالمقاطعة من الشعب المصري قد أصابهم في مقتل.

ما إن اتضحت معالم مقاطعة الشرفاء للانتخابات الهزلية، والتي أطلق عليها المصريون انتخابات الدم، حتى استنفر الانقلابيون وأذنابهم لحث الناس على التصويت، فبدءا من تمديد التصويت إلى الساعة العاشرة، ثم أتى اليوم الثاني والوضع على ما هو عليه من ضعف الإقبال حتى لجأوا إلى تمديد التصويت ليوم ثالث، وفي العادة يكون التمديد من أجل كثرة الناخبين أو تعذر الوصول، وهذا ما لم يتحقق في هذه الانتخابات الهزلية.

ثم قاموا بترغيب الناس للحضور إلى لجان التصويت حيث يتم تشغيل الأغاني عند هذه المقار من أجل جمع الشباب واستقطابهم، فخاب أملهم، واستمرت المقاطعة.

لجأوا إلى أسلوب الترهيب بالتهديد بإيقاع غرامة 500 جنيه لمن لم يشارك، وتحويله للنيابة - ولا أدري كيف ستتم محاكمة أكثر من 20 مليون ناخب لم يشاركوا في التصويت - ومع ذلك قاطع الناس التصويت.

لم يدخر الانقلابيون وسيلة إلا واستخدموها، وشاهدنا مقاطع فيديو تعرض دعوات عبر مكبرات الصوت في بعض المساجد وهي تحض الناس على المشاركة، وتحرم عليهم المقاطعة!!

لم يتورع البعض عن وصف المقاطعين للانتخابات بالخونة!! بينما لو تأملنا واقع الحال لوجدنا أن وصف الخيانة إنما يتناسب مع من انقلب على الرئيس «مرسي» الذي أتى للحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة.

طبعا المشهد لم يخلُ من مشاركة «حزب النور» والذي سعى جاهدا للحض على التصويت بدءا بالنشيدة التي أصدروها، ومن ورعهم الزائف أنهم لم يستخدموا فيها الموسيقى والإيقاع.

قام «حزب النور» باستخدام سيارات عليها مكبرات تطوف الشوارع وتحضهم على المشاركة تحت ذريعة تحقيق الاستقرار! ولا أدري كيف تنطبق دعوتهم هذه مع اللقاءات التي تمت بين السيسي وبعض الأطراف والتي وعدهم بها بمزيد من المكتسبات!!

وأعلنوا أن حزب النور سيوفر 4 آلاف سيارة نقل جماعي، لنقل الناس إلى مقار الانتخابات، ومع ذلك الاستجابة كانت ضعيفة.

إن ضعف الإقبال على هذه الانتخابات هي رسالة واضحة من الشعب المصري برفضه للانقلاب ولحكم العسكر، ولعلها من بشائر عودة الوعي لهذا الشعب الشقيق، وإنني متفائل بأن ضعف المشاركة في التصويت لها ما بعدها، وبأنها من العوامل التي ستعجل بسقوط الانقلاب بإذن الله.

أخيرا كم أتمنى لو استطيع أن أُقبّل رأس كل من قاطع الانتخابات وفاء لدماء إخوانهم الشهداء الذين سقطوا على أرض مصر الطاهرة دفاعاً عن الحرية والكرامة، ولا عزاء لمن خانوا تلك الدماء.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك