فضل الله يدعو للانتصار إلى العمالة الأجنبية من الاضطهاد والعنصرية
عربي و دوليوصف التعامل معهم بـ'الانحدار القيمي والخلقي'
سبتمبر 3, 2008, منتصف الليل 540 مشاهدات 0
وصف المرجع الإسلامي الشيعي محمد حسين فضل الله التعامل مع العمالة الأجنبية بـ'النزعة العنصرية في اعتبار هذه الشرائح من مستوى إنساني ثانٍ أو ثالث'، لافتاً إلي 'وجود خلل اجتماعي وتربوي وشرعي وقانوني في التعاطي مع العمّال الأجانب العاملين في المنازل أو المؤسسات'.
وأشار فضل الله إلى دخول مسألة العمالة الأجنبية في التعقيدات السياسية وبروز حالات اضطهاد وعنف وتشفٍّ، مؤكداً حرمة هذا النوع من التعاطي الدالّ على انحدار قيمي وخلقي وتخلّف حضاري.
وشدد على الجهات المعنية بالإشراف على عمل الأجانب أن تفرض قوانينها بما يمنع ذلك، وبما يمنع أيضاً التحرش الجنسي الذي يخضع له العامل الذكر أو العاملة الأنثى من أرباب العمل، ومشيراً إلى أن ما يجمع العامل بربّ العمل هو عقد العمل بينهما، وأنه لا يحقّ شرعاً أو قانوناً لأي من الطرفين الإخلال بموجبات العقد، ملاحظاً وجود حالات حيث تحوّل العاملة الأجنبية إلى أم بديلة، ما قد يشكّل عبئاً على العاملة بما لا يفرضه العقد.
وأضاف إنّ ما يرشح في الإعلام من معلومات وإحصاءات حول أحوال العاملين والعاملات الأجانب في لبنان بخاصة، وفي بلدان العالم الثالث والعالمين العربي والإسلامي بعامة، سواء في المنازل أو في المؤسّسات، يشير إلى خلل اجتماعيّ وتربويّ وقانونيّ وشرعيّ في حركة المجتمع في نظرته وتعاطيه مع هذه الشريحة الإنسانيّة، بما يُدخل المسألة في دائرة الحُرمة الشرعيّة في بعض الأحيان، أو في دائرة الإخلال بموازين التربية في أحيان أخرى، أو في تهديد السلام الداخلي في داخل المنازل والمؤسّسات.
وأوضح، هناك ثمّة خللٌ إنسانيّ في النظرة إلى هذه الشريحة، ولا سيّما مع اختلاف اللون والعرق، مشيراً إلى أن هناك مؤشّرات كثيرة تتحدّث عن حالات من العنف الجسدي والنفسي، من قبل أرباب العمل والعمّال الأجانب، سواء كانوا في إطار المنازل ـ وهي الحالات الغالبة ـ أو في إطار المؤسّسات؛ وهذا أمرٌ محرّم شرعاً، ومرفوضٌ قانوناً.
وتابع إنّ التعاطي غير الإنساني وغير الأخلاقي وغير الشرعي، لا يشكّل خللاً من الناحية الإنسانية والأخلاقية والشرعية فحسب، بل يحمّل صاحب الظلم وزراً فيما لو اتّجهت الضغوط على العامل لتدفعه للإقدام على الانتحار أو العنف في حقّ نفسه أو الغير؛ فإنّ الظُلم من الغير قد يكون أحد محفّزات الظُلم من النفس، عليها أو على الغير؛ وعلينا أن نتّقي الله في هذه النفوس الإنسانيّة؛ لأنّها ـ في شكلٍ وآخر ـ تمثّل أمانةً إنسانيّة وشرعية وقانونيّة؛ والله من وراء القصد.
تعليقات