د. صلاح الفضلي ناصحا د.عبدالمحسن جمال 'راجع نفسك وأعد حساباتك وابتعد عن الكتابة حتى لانعتقد أنك رفعت الراية البيضاء'

زاوية الكتاب

كتب 1181 مشاهدات 0


                           عبدالمحسن جمال الذي تغير

الذي يقرأ سلسلة المقالات الأخيرة للدكتور عبدالمحسن جمال خلال الأشهر الثلاثة الماضية لا يكاد يصدق أن كاتب هذه المقالات هو نفسه النائب السابق وأحد رموز المعارضة السياسية في الكويت وواحد من فرسان مجلس الأمة خلال العقدين الماضيين. في مقالات د. عبدالمحسن الأخيرة تحامل واضح على مجلس الأمة على اعتبار أن الغالبية العظمى منهم أصحاب مصالح، ولا أدري هل هذا شيء جديد على مجلس الأمة، فتاريخ مجلس الأمة يشهد بأن غالبية أعضاء مجلس الأمة كانوا أصحاب مصالح، وفي الأغلب بتنسيق كامل مع الحكومة، في مقابل قلة من النواب الوطنيين المخلصين.
هل هذا الواقع القديم المستمر مدعاة للمطالبة بحل مجلس الأمة كما يتمنى د. عبدالمحسن جمال، وهو ما صرح به في مقاله الأخير مطالباً الحكومة بتهديد النواب بحل المجلس والعودة إلى صناديق الانتخابات إذا ما استمروا بالتلويح بالاستجواب. هل يعقل أن يحل مجلس الأمة بهذه السرعة؟ مهما اختلفنا على نوعية نواب المجلس الحالي فهم في المحصلة تجسيد لإرادة الشعب، ولا معنى لإعادة الانتخابات لمجرد أن نتائجها لم تعجبنا. هل من يحرض على حل مجلس الأمة هو نفسه عبدالمحسن جمال الذي تسجل له مضابط جلسات مجلس الأمة دفاعه الصلب عن حق النواب في مساءلة الوزراء وعدم خشيته من التهديد بحل مجلس الأمة. هل هذا هو عبدالمحسن جمال الذي جلس يفترش الأرض في ساحة الإرادة ضمن الجموع المطالبة بالدوائر الخمس بعد العبث الحكومي ومن تواطأ معه من النواب في جلسة تعديل الدوائر الشهيرة. أعتقد أن د. عبدالمحسن يمر حالياً بمرحلة انعدام وزن، ولن نستغرب إذا ما استمر على هذا المنوال أن يصبح من مؤيدي الحل غير الدستوري لمجلس الأمة في مقالاته المقبلة.
لا أعتقد أن د. عبدالمحسن ينكر أن هذا التغير الجذري في مواقفه وقناعاته جاءت على أثر حادثة التأبين، ومع ما صاحب هذه الحادثة من حملة تخوين شرسة طالت مجموعة من الشخصيات الوطنية ومنهم د. عبدالمحسن إلا أن هذا لا يبرر الانقلاب المفاجئ في القناعات، وإذا كان د. عبدالمحسن يعتقد أن الآخرين تغيروا وكشفت حادثة التأبين الوجه الحقيقي لهم وتبين أنهم أصحاب مصالح، فلماذا تغير هو أيضاً وبدأ ينظر إلى التجربة الديمقراطية الكويتية نظرة سلبية، وتحول من فريق المعارضة إلى فريق الموالاة، هل كل ذلك نتيجة صدمة التأبين؟! 
مقالات ما بعد التأبين تسيء إلى تاريخ عبدالمحسن جمال الناصع، ولذا من الأفضل للدكتور عبدالمحسن أن يراجع نفسه ويعيد حساباته، ولعل من المناسب في فترة المراجعة هذه أن يتوقف عن الكتابة الصحفية، لأن من يقرأ مقالاته سوف يعتقد أنه رفع الراية البيضاء.
[email protected]

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك