عن السياسيون نجوم الفضائيات، تكتب فوزية أبل
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2014, 1:16 م 531 مشاهدات 0
يبقى الحوار هو الخيار الاستراتيجي الوحيد الذي يفتح الباب لحل القضايا الخلافية، والتنوع جوهر عملية التنافس السياسي.
الانقسام السياسي والاحتقان متعدد الأوجه، اللذان تعيشهما الكويت في هذه الفترة يثيران المخاوف من الوصول إلى حالة انحسار كلي لمقومات إعادة بناء الفكر المؤسساتي والتماسك المجتمعي.
الذي يحصل هو أنه بمجرد أن تطرأ مشكلة معينة فإنها تطفو على السطح بسرعة وتسيطر على الأذهان وتملأ «مانشيتات» الصحف وتتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي وتتوالى ردود الأفعال المتشنجة من هنا وهناك، وتطغى هذه المشكلة الطارئة على المناقشات المتعلقة بملفات أساسية مطروحة على الساحة.
عودة أجواء التشنج إلى الساحة السياسية تفتح الباب أمام تساؤلات بديهية عما إذا كان الصراع الشارعي والشّد الإعلامي هما الآلة المطلوبة لحل المشاكل. وهكذا وفي ظل هشاشة الجهد التنموي تحولت الفضائيات ووسائل التواصل إلى مجال رحب لبروز «نجوم» التصعيد السياسي أو الردود المتقابلة. وكأن القرارات تتخذ في خضم التحديات الإعلامية، وليس في نطاق المعالجة الرصينة داخل المؤسسات، وفي مواقع القرار.
الأحداث المتتالية أثبتت عجز أغلب السياسيين والأقلام والأصوات والتحليلات عن الخروج بأفكار جديدة قادرة على وضع الأمور في طريق الحل.
ويبدو أن لغة الحوار أصبحت غائبة أو مغيبة. ففي معظم دول العالم التي تعيش أزمات أو خلافات عدة من المستحيل حل المشاكل %100. فالتعددية والتنوع في الثقافة السياسية والمجتمعية لهما إيجابيات كثيرة. ويبقى الحوار هو الخيار الاستراتيجي الوحيد، وهو الذي يفتح الباب لحل القضايا الخلافية، والتنوع جوهر عملية التنافس السياسي.
ما من قوة سياسية استطاعت استقطاب المجتمع كله تحت مظلتها، حتى لو وصل «التأصيل السياسي» إلى ذروته. فقوى المجتمع غالبا ما تبحث عن تعاقد اجتماعي وسياسي يجمع أكثر مما يفرّق.
ففي المشهد المحلي نجد أن الفجوة تتعمق في مفاصل الحياة والتداخل بين البعد السياسي ومكونات البعد الاجتماعي صار يهدّد نسيج المجتمع.
وهذا يدفعنا إلى الحديث عن إيجاد مبادرة حسن نية تؤدي إلى تقريب وجهات النظر وتسهم في الخروج من حالة الانقسام والاصطفاف.
ولا بد أن تتسع طاولة الحوار لكل من يؤمن بالعمل السياسي السليم والتوافق.. بتعبير آخر، إيجاد مشروع جامع وتفاهم مشترك لحل سياسي يساعد في الخروج من الاستقطاب الراهن.
فهذا يضع آلية التوافق في سياقها الصحيح، فلا يكون توافقيا «مصطنعا» أو «مفروضا» من قوة سياسية واحدة، أو من شخصيات ذات منحى فكري واحد لا تقبل أبسط مقومات الحوار مع الأطراف الأخرى.
فما يواجهه البلد من تحديات تفرض علينا واجب إعادة إنتاج الأفكار، وتجديد الخطاب والفكر، وتغيير العقلية السياسية. وعقد اجتماعي جديد يعتمد على التوافق، ويكرّس ثقافة الدولة، وثقافة التنوع واحترام الآخر وثقافة الحوار.
فوزية أبل

تعليقات