سوريا مقبلة على مهزلة مأساوية!.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2014, 1:17 ص 845 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / سورية.. ماذا بقي من الثورة؟!
ناصر المطيري
في الشهر القادم سوف نشهد مهزلة مأساوية في سورية بانتخاب بشار الأسد رئيساً لولاية جديدة على ايقاع البراميل المتفجرة التي تحصد من بقي من الشعب في المدن السورية المنكوبة بعد دخول الثورة السورية عامها الرابع دون حسم بل ربما بانتكاسة مؤلمة.
فعلاً هي ثورة مستمرة او ممتدة طال امد الصراع فيها وتقاطعت المصالح الدولية ازاءها وتحولت سورية لمسرح معارك بالوكالة لقوى اقليمية تنفذها جماعات رفعت شعارات الجهاد وشوهت صورة الثورة وفتت في عضد الجيش الحر عندما اقترب من تحقيق النصر.
وبالنسبة للدور الدولي والانساني تجاه الأزمة السورية تدرك الدول التي تريد الوقوف الى جانب الشعب السوري من اجل مساعدته سياسياً وعسكرياً لاطاحة نظام الأسد انها تدخل في واقع الأمر في صراع شبه مباشر مع كل من موسكو وبكين وطهران، وهذا امر يدفع بهذه الدول الى ايثار التأني الاعتدال في تقديم العون الذي يمكن ان يساند الشعب السوري في تحقيق هدف اسقاط نظام الأسد. والدول المتعاطفة مع معاناة الشعب السوري قد بدأت تعلن عجزها عن الاستمرار في تقديم المساعدات الانسانية اللازمة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنازحين في تركيا والأردن.
وعلى المستوى الداخلي في سورية تتضاءل قوة المجلس الوطني في التأثير الداخلي على الساحة السورية لأسباب عدة من بينها قربه من الدول الغربية، ومطالبته بالتدخل العسكري الغربي ودعمه لحق الأقليات وخاصة الأكراد في حق تقرير المصير، فضلا عن تخوف بعض الاطراف من سيطرة الاخوان المسلمين على المجلس الوطني، وينظر البعض الى تلك الاطراف على انهم ميزان قوي لصالح النظام السوري، اذ انهم الحلقة الاخيرة في حسم الصراع في حالة انضمامهم لقوى الثورة.
ولا يخفى ان القوى السياسية السورية منقسمة على نفسها في تحديد اهداف المرحلة القادمة، ما يجعلها هدفا سهلا للانشقاقات الداخلية، ما يؤكد عمق ازمة القوى الثورية المعارضة، وأياً كانت المبررات، فان هذه الأمور كلها تصب في مصلحة النظام الحاكم في دمشق، وتعوق نجاح الثورة، وتفتح المجال امام سيناريو الحل الخارجي.

تعليقات