تقنيات جديدة لاقتفاء الأثر
عربي و دوليتفادياً لتكرار مأساة 'الطائرة الماليزية' المنكوبة
مايو 13, 2014, 6:48 م 460 مشاهدات 0
تدرس منظمة الطيران المدني الدولي وسائل مختلفة لتحديد مسارات الطائرات التجارية تفادياً لفقدان أثرها كما حصل مع طائرة «بوينغ» المنكوبة لرحلة الطيران الماليزي «إم إتش 370»، وذلك عبر اعتماد تدابير مثل تتبع الطائرات عبر الأقمار الاصطناعية أو التشغيل التلقائي لنظام نقل بيانات الرحلة.
وبعد اختفاء هذه الطائرة في الثامن من آذار (مارس) وعلى متنها 239 شخصاً خلال رحلة للطيران الماليزي من كوالالمبور إلى بكين، عقدت منظمة الطيران المدني الدولي الإثنين والثلثاء في مونتريـال اجتماع خبراء بهدف درس استخدام تكنولوجيا موجودة بإمكانها توفير الوسائل المطلوبة لتأمين تعقب عالمي للطائرات بكلفة معقولة.
ومن شأن هذه الوسائل التكنولوجية، سواء تلك المعتمدة على الأقمار الاصطناعية أو غيرها، أن تسمح بنقل مجموعة من العوامل المتغيرة الأساسية (الموقع، الارتفاع، السرعة) وفق وثائق العمل لمنظمة الطيران المدني الدولي.
وتم إصدار توصية في هذا الاتجاه من جانب المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليل إلى المنظمة المختصة التابعة للأمم المتحدة بعد حادثة سقوط طائرة «إير فرانس» التي كانت تجري رحلة بين ريو دي جانيرو وباريس في حزيران (يونيو) 2009 والذي أوقع 228 قتيلاً.
وتم تحديد موقع هيكل طائرة الـ«ايرباص 330» في نيسان (أبريل) 2011 -بعد قرابة عامين على الحادثة- على عمق 3900 متر في منطقة لا تغطيها أجهزة الرادار.
من جانبه أشار الاتحاد الأوروبي في وثيقة نشرتها المنظمة المختصة بالطيران على الانترنت إلى أنه «بالنسبة للرأي العام عموماً، يبدو من غير المقبول أن يفقد أثر أي رحلة طيران ببساطة.
إذ يجب اقتفاء أثر الطائرة باستمرار حتى في المناطق الواقعة خارج نطاق تغطية أجهزة الرادار، وفي حال حصول حادثة يجب تحديد موقعها فوراً».
وكان خبراء منظمة الطيران المدني الدولي طلبوا من المتخصصين في صناعة الأقمار الاصطناعية (غلوبال ستار، اينمارسات، روكويل، ثايلس الينيا) تقديم اقتراحات وتفنيد حسناتها وسيئاتها.
واعتبرت المنظمة أن ثمة حلولاً تجارية لم يتم التفكير بها حتى الآن تقدم تغطية شاملة بكلفة لا تصل إلى 100 ألف دولار.
وباتت بعض شركات الطيران تجهز طائراتها بأنظمة تتبع، في ما يشبه تلك الموجودة في الشاحنات أو الناقلات البحرية، باستطاعتها تتبع آلياتها عبر المحيطات في الوقت الحقيقي.
كما اقترحت إحدى هذه الشركات المصنعة للأقمار الاصطناعية، البريطانية «اينمارسات»، بالقيام بعملية التتبع هذه مجاناً لـ11 ألف طائرة تجارية مجهزة بتقنيات اتصال عبر الأقمار الاصطناعية، ولم يتم تشغيل هذه الخدمة بعد، إلا أن «اينمارسات» استخدمت أقمارها الاصطناعية في المساعدة على إعادة تحديد مسار طائرة «بوينغ 777» المنكوبة التابعة للطيران الماليزي.
وحتى مع إطفاء أنظمة الاتصال الخاصة برحلة «إم إتش 370» للطيران الماليزي، ظلت الطائرة ترسل إشعارات من المحطات الموجودة على الأرض ومنقولة عبر الأقمار الاصطناعية.
وقد يحدث اقتراح آخر ثورة صغيرة بالنسبة لفرق البحث في حال حصول حوادث، واقترح المشغل نفسه خدمة الصندوق الاسود في الحوسبة السحابية، إذ يسجل صندوقان أسودان في كل طائرة كل بيانات الرحلة ومن شأن نظام كهذا أن يحفظ هذه البيانات والمحادثات عن بعد بواسطة نظام معلوماتية قائم على «الحوسبة السحابية» منذ لحظة حصول عامل غير متوقع كحصول تغيير غير محسوب في خطة طيران الرحلة.
وهذه البيانات يمكن تلقيها تلقائياً من جانب الشركة أو السلطات المسؤولة عن حركة الملاحة الجوية، وهذا الأمر سيسمح بالعثور سريعاً على هيكل الطائرة المنكوبة والحصول على إجابات بشأن أسباب الحادث لنقلها إلى أقارب الضحايا.
ومن غير المتوقع أن تصدر منظمة الطيران المدني الدولي أي تدابير فورية في هذا الاتجاه الثلثاء، لكنها ستتبع على الأرجح اقتراح شركات الطيران التي تأتي ضمن إطار اتحاد النقل الجوي الدولي، بإنشاء مجموعة عمل لتتبع الطائرات التجارية مع تحديد هدف بإصدار توصيات في غضون فترة لا تتجاوز الأشهر الخمسة المقبلة.
تعليقات