مكاسب حماس من إطلاق 'جونستون'
عربي و دولييوليو 7, 2007, 10:44 م 216 مشاهدات 0
كانت ملامح الغيظ بارزة على قسمات وجه مستشار الرئيس الفلسطيني، ياسر عبد ربه، وهو
يحاول جاهدا وضع العصي في طريق طوفان الإعلام، الذي امتدح نجاح حماس، بالإفراج عن
مراسل بي بي سي في غزة ألن جونستون، صباح الأربعاء.
عبد ربه، الذي أفاق مسرعا لتقديم رؤية 'مقعرة' لتفاصيل عملية الإفراج، لم تسعفه
التراكيب اللغوية لتقديم 'وجبة تشويه مهضومة'، في وصف ما جرى، غير وصفها بكونها
'مسرحية'، قائلا إن حركة حماس 'كانت على صلة بجيش الإسلام سابقا'، ووصف هذه
العلاقة بـ'الاختلاف بين السارقين'.
اندفاع عبد ربه له وجه آخر إيجابي خدم حركة حماس، تمثل بادراك الرئاسة وحرسها
القديم الثمن الغالي والكبير لورقة الإفراج عن جونستون محليا وعربيا وعالميا،
فسارعوا عبر مختلف الوسائل، لتشويه وإجهاض الحدث، الذي تجاوز رئاسة السلطة، بل
وأجبرها على تقديم التهنئة رغم مرارة التصريح.
ويمكن إجمال مكتسبات وانعكاسات عملية الإفراج عن جونستون، وأثرها على حماس في
النقاط التالية:
أولا: حماس بتحريرها جونستون، وجهت رسالة إلى العالم، أنها الأقدر على حفظ الأمن
وفرضه على كامل مساحة القطاع، وأنها الجهة الوحيدة القادرة على حل العقد الأمنية
المستعصية، التي فشلت بها كيانات السلطة الأمنية، وعلى رأسها عقدة تحرير جونستون،
وهي التي استعصت على جميع لافتات الأجهزة الأمنية السابقة، التي كانت تضم أكثر من
13 ألف عسكري، ومن ورائها تيار فتح المدني، بكل تشكيلاته وأطره التنظيمية والحركية
المسلحة.
ثانيا: تحرير جونستون، منح حماس عالميا شهادة براءة فعلية من تهمة الإرهاب،
المقرونة بخطف الرهائن وجز رؤوسهم والتباهي بها عبر شاشات الإعلام وشبكات الانترنت.
ثالثا: تحرير الصحفي جونستون، كشف للعالم سماحة الإسلام الذي تؤمن به حماس، منهجا
للحياة وسياسة واقع.
رابعا: تحرير جونستون، بين للعالم كيف تفرق حماس بين المواطن العادي وسياسة بلده
'المعادي'، فحماس لم تتعامل بمنطق الكسب السياسي مع الحكومة البريطانية ذات
التاريخ القاتم مع حماس وحضورها وأيدلوجيتها في الصراع مع المحتل، بل ترفعت عن
أسلوب الابتزاز، وقدمت الأخلاق العالية التي نادى بها الإسلام في التعامل مع الذمي،
على المصالح، رغم حساسية ظرفها.
خامسا: تحرير الصحفي دون إراقة دماء، أعطى للمراقبين إشارة أن حماس تمتلك أوراقا
عدة للنجاح وبسط الأمن غير الورقة العسكرية، فهي قادرة على التفاوض ببراعة عند
لزومه بذات حجم المقدرة عند اقتضاء غيره من الوسائل، ما يعطي انطباعا عن مقدرة
وحيوية الحركة وتكيفها مع كل الظروف والمستجدات.
سادسا: الإفراج عن جونستون، سيولد لدى المواطن الغزي على وجه الخصوص، قناعة راسخة،
أنه أمام حركة قادرة على توفير الأمن واسترداد الحق والأخذ على يد الظالم ونصرة
المظلوم، وهي النعم التي فقدت منذ توقيع أوسلوا عام 1993م (عام ولادة السلطة).
سابعا: زادت حماس، بنجاحها في تسوية ملف جونستون، من حرج الرئيس عباس وقيادات الحرس
القديم في فتح، والتي نشطت مؤخرا وما تزال في تسويق ما جرى في غزة، على أنه انقلاب
على الشرعية، فما حصل سيرفع من شعبية حماس ويزيد من أسهم الإعجاب بها على كل الصعد،
خصوصا أنه سيدفع صوب التفكر بالنموذجين الأمنيين في غزة 'نموذج الفلتان الأمني'
قبل سيطرة حماس، ونموذج ما بعد سيطرتها على القطاع، وقد أثبت الأخير نجاحه على
الأول بكل المقاييس.
ثامنا: الإفراج عن جونستون، سيخدم سمعة حماس لدى الأوساط الصحفية والإعلامية، التي
تنظر لعمليات قتل وخطف الصحفيين على أنها جريمة كبرى، بوصفهم سفراء الخبر والمعلومة
للناس، كما أنه يقدم حماس بوصفها الجهة القادرة على حماية حرية الرأي وحياة
الصحفيين، بغض النظر عن تغطياتهم وتوجهاتهم ودرجة حيادهم.
تاسعا وأخيرا: ورقة جونستون، ستزيد موقف حماس قوة في أية جولة حوار قادمة، وستقنع
رعايا الحوار المرتقب بأهمية الأخذ برؤية حماس الأمنية في أي بناء مستقبلي للأجهزة
الأمنية ودورها.
المصدر : العصر
آلان
تعليقات