محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب
مقالات وأخبار أرشيفيةفي مسجد الراشد مساء أمس
أغسطس 28, 2008, منتصف الليل 944 مشاهدات 0
المستقبل لهذا الدين وإننا أمة خلقت لتبقى ليست امة مؤقتة كسائر الأمم تؤدي دورا ثم تنتهي أو انها امة قابلة لأن تزول بل نحن امة لن تزول الى آخر الزمان عزيزة ممكنة .
بهذه العبارة استهل فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب المحاضرة الختامية لفعاليات مشروع رياض الجنة في مسجد الراشد يوم أمس .
وأكد فضيلته على أن الله حافظ هذا الدين بالعلماء وأهل الخير والصالحين يغرس فيهم حب هذا الدين ليبلغوه للناس وضرب مثال على ذلك ان فرعون كان يقتل كل الأطفال وأبى الله إلا أن يجعل موسى عليه السلام يتربى في بيت فرعون حتى اهلك الله فرعون وجنوده وأتم لموسى عليه السلام الدين ، وضرب مثالا آخر على حفظ الله عز وجل لدينه قصة أصحاب الأخدود عندما اجتمع الساحر والملك بكل إمكانياتهم ليصنعوا من غلاما ساحرا فأبى الله إلا أن يهلكهم به .
وأضاف الشيخ على أن الله يغرس لدينه من الصالحين على مر الأزمان ليحفظ بهم البلاد والعباد وينشر بهم الخير والصلاح للناس .
وأشار الى اننا في هذا الزمن ورغم تلاطم امواج الفتن والمحن على امتنا إلا أننا نجد نماذج مباركة طيبة مشرقة نتفائل بها ونرتاح اليها من العلماء الربانيين والمشايخ والدعاة المخلصين يبلغوا للناس دينهم بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ونجد أيضا اطفال صغار يحفظون القرآن كله ويتنافسون في تجويده وتلاوته .
ثم طلب الشيخ من الحضور ان يسأل كل واحد نفسه هل هو من غراس الله لهذا الدين وهل هو ممن استقام على دين الله ودعا اهله وابناءه للتمسك بهذا الدين قولا وعملا أم أنه ممن لا يعنيه أمر هذا الدين ولا يهتم به .. وهل سأل احدنا نفسه كيف يكون من غراس الدين وكيف ينصر الله به هذا الدين ؟
ثم عدد الشيخ بعضا من الأمور والتي يتحقق من خلالها نصرنا لهذا الدين وذكر
أولها : هو تجاوز عقبة النفس الآمارة بالسوء فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا) في اغلب خطبه وهو رسول الله الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان ابراهيم عليه السلام يدعو ربه ان يجنبه وبنيه عبادة الأصنام وهو خليل الله وهو أبو الأنبياء وهو امام الموحدين كان يدعو بهذا الدعاء ايمانا منه بضرورة الدعاء واعتقادا منه بأن النفس أمارة بالسوء فحرص على الدعاء قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ وقد حرص جميع الأنبياء والرسل على تهذيب انفسهم ودعاء الله بأن يثبت أنفسهم على التقوى والايمان والصلاح .
وأضاف على أنه يجب أن يحطم كل واحد منا صنمه فكثيرا ما نرى ونسمع عن اناس وضعوا لأنفسهم أهداف هذه الأهداف دنيوية خالية من أي غايات ايمانية او دينية فيعيشوا لتحقيق هذه الأهداف ويجتهدوا لتحقيقها بما اوتوا من قوة هذه الاهداف اصبحت عند البعض وكأنها صنم يعمل من اجلها ويصادق من اجلها وينفق من اجلها ويسافر لأجلها فيحيا ويموت عليها .
فالعمل مطلوب ولكن على الجميع ألا يتناسوا حق الله عليهم قال تعالى : (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) .
ثم استدل الشيخ بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم فيه مثال واضح على من عمل لهذا الدين واخلص النية لنصرة هذا الدين وعلى من لم يرفع بذلك رأسا : قال صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) .
وذكر الشيخ أن الأمر الثاني والذي يتحقق فيه نصرتنا لهذا الدين هو ضرورة التعرف على الامكانيات والمواهب والطاقات الكامنة لنسخرها ونستخدمها في سبيل الله عز وجل قال سبحانه : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) فالله يبتلي عباده بما آتاهم من طاقات وامكانيات هل حفظوها ونصروا في الدين ام ضيعوها وحاربوا فيها الدين .
وأضاف الى انه كم من صاحب مال معذب بماله وكم من صاحب اولاد معذب باولاده وكم من صاحب منصب معذب بمنصبه قال ابن القيم : (من لم يشكر نعمة الله عذب بذات النعمة ولا بد) .
كما وجه الشيخ نصيحة قلبية للحضور بضرورة ان يخلو الواحد مع الله ليحاسب نفسه ويزن اعماله ويستدرك ما فاته من الفرص والطاعات ويجدد الايمان في قلبه قبل ان يدركه رمضان وهو مقيم على الذنوب والمعاصي والتقصير في جنب الله .
كما أكد على ضرورة ان يكثر العبد من النوافل ومن صيام التطوع ومن السنن حتى يحبه الله ويوفقه الى الخير ويستعمله في طاعته ومرضاته .
كما أكد على الحرص على الدعاء وتحري مواطن الاستجابة وساعاتها فالدعاء هو العبادة كما أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وفي ختام المحاضرة توجه الشيخ الى الله بالدعاء بأن يبارك في هذه الجهود الطيبة وأن يوفق جميع القائمين على هذه المشاريع الطيبة في وزارة الأوقاف وفي مبرة طريق الايمان وأن ينفع بها .
وبعد المحاضرة القى الشيخ / وليد الكندري كلمة موجزة بين فيها مسيرة مشروع رياض الجنة في مسجد الراشد وتقرير عن ابرز انجازاته كما اعلن عن ختام الفعاليات في مسجد الراشد لتبدأ في مسجد جابر العلي في منطقة جنوب السرة مع اول ايام شهر رمضان الكريم ثم قام فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ / وليد الكندري مدير مشروع رياض الجنة بتكريم السيد / عصام الراشد تثمينا لجهوده الطيبة والمباركة في احتضان المشروع طوال الفترة الماضية في مسجد الراشد .
تعليقات