المواطن شريك في الفساد الحكومي.. برأي نواف البدر
زاوية الكتابكتب مايو 3, 2014, 1:27 ص 726 مشاهدات 0
الجريدة
علتنا باطنية!
نواف فهد البدر
لم أستغرب كثيراً عندما كنت أتصفح إحدى الصحف الإعلانية وأشاهد إعلاناً عن بيع فيللا في غرب مشرف بـ750 ألف دينار! ولم أستغرب كثيراً عندما وجدت أسعار إيجار الدور الواحد في بيان أو جنوب السرة يصل إلى ألف دينار! يا ترى ماذا تريد الحكومة من المواطن؟ هل تريد أن يصل إلى مرحلة الانفجار؟ لدي أصدقاء متزوجون حديثا استأجروا شقة غرفتين وصالة بـ450 ديناراً!! ومعاش الزوج لا يتعدى 800 دينار فقط.
لماذا التلاعب بحاجات الناس الأساسية، هذا للمواطن، وقس عليه حال الوافد الذي اكتوى أيضاً بنار ارتفاع الإيجارات، وحال أسوأ فئة في المجتمع وهم البدون!
الوضع في الكويت لا يسر إطلاقا، بلد يتبرع بعشرات المليارات سنوياً للدول الصديقة والشقيقة، بينما من يعيش على أرضه يتألم من ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات، بلد يتبرع بالمليارات والناس تذهب إلى المستشفيات الخاصة نظراً لسوء الخدمات الحكومية، بلد يصدر المليارات! ولا يستطيع أن يقبل الطلبة خريجي الثانوية في جامعة الكويت لعدم وجود قدرة استيعابية في جامعته! الخلل والفساد في كل مكان في الحكومة، والمشارك فيه بالتأكيد هو المواطن، نظرا لأن المواطن هو الوزير والوكيل والمدير والموظف، كلنا نرى مظاهر الفساد ونتحدث عنها، ولكن لا نستطيع أن نقول إن قريبنا أو صديقنا أو شقيقنا مشارك في هذا الفساد العام!
أخطر فساد يمكن أن يدمر الوطن هو فساد وزارة الداخلية، شاهدت الفيديو للمواطن الكويتي الذي عرض الإعلامي محمد الملا في تلفزيون الشاهد قضيته التي يقوم بها أحد رجال الأمن بتهديده بشكل مباشر وصريح عند باب منزله.
المشكلة أن رجل الأمن يقول للمواطن 'حط عينك في عيني' واقرأ اسمي: 'راح أضرك! ومرة أخرى يقول له 'راح أهينك!'، هل هؤلاء يرقون لأن يكونوا رجال أمن؟ بالتأكيد لا نعمم والأغلبية العظمى من رجال أمن نرى أنهم أخيار، وهم إخواننا وأهلنا، ولكن هل تعتقدون أن الإنسان في الكويت أصبح يأمن على نفسه لدى وزارة الداخلية؟
وكارثة أخرى نشرها المواطن مشاري العيسى عن اعتداء رجال أمن على موظفة وافدة لديه وضربها وسحلها بالشارع، ومن ثم تركها بعد تدخل مواطنين، وتعهد بتقديم شكوى ضدهم!!
ياوزير الداخلية نعلم أنك تريد لرجال الأمن هيبة، وكلنا نريد لهم هذه الهيبة، لكن مع الحق والقانون ودون ظلم الناس، ونريد منكم الضغط على الضباط والأفراد لوقف أي تجاوزات مشابهة.
تعليقات