عبد الفتاح السوسو ! بقلم خالد بوقدوم

زاوية الكتاب

كتب 1109 مشاهدات 0

خالد بوقدوم

'دييغو، الذي في الملاعب،لتتقدس يدك اليسرى، لتجلب لنا سحرك، لتكن أهدافك كما في السماء كذلك على الأرض....'
هذه صلاة اتباع 'الكنيسة المارادونية' التي اسسها صحفيين ارجنتينيين، هما هرنان واليخاندرو، وهي طائفة جديدة بالدين المسيحي من فرط حبهم للاعب اعتبروه رباً و'المخلص الجديد' لهم.
نعم.. 'من حب عبد عبده '، فالفكرة التي قوبلت بالبداية بالضحك والاستهزاء، اصبحت حقيقة اتباعها اكثر من مائة الف في الارجنتين وغيرها من الدول، ومن المتوقع استنساخها 'مصريا' كما النعجة 'دوللي' ،عبر ملايين قد شغفها حباً'عزيز مصرالجديد' عبدالفتاح السيسي، الذي قال فيه استاذ الفقه المقارن سعد الهلالى : 'الله بعث السيسى ومحمد إبراهيم رسولين لحماية الدين'، وقد شبههما بموسى وهارون..لكن سامحه الله لم يذكر لنا من هو 'عجل السامري'!!هذا قول الاستاذ بالفقه، اما قول الاستاذة بالرقص..الراقصة بوسي: 'اللي بيقول إن الرسول أشرف خلق الله… أكيد ما شفش السيسي'، فيما وصفه كاتب بقصيدة شعرية 'بالواحد القهار'، بينما طالب كاتب آخر واظنه افهم القوم بعدم تأليه السيسي لانه بشر مثلهم، في الوقت الذي اعلن فيه القمص عويضه عن ذوبانه بعشق الرجل!!
هذا العشق الذي هبط على السيسي فجاة وعلى غفلة، كالفائز بجائزة يا نصيب، كلاهما استغنى فجاة دون ان يعرق له جبين، الاول جماهيريا، والثاني ماليا، لذلك فمن المرجح ان يولي ذلك العشق دبره مبكرا، والانجليز قالوا وقولهم حق:' easy come easy go'.
الشواهد كثيرة ودالة على ان مافعله هرنان واليخاندر، قد يؤسس مثله اليخاندرو مصري، احد مخابيل الدهناء وربما علت 'الزبيبه ' جبهته، يقيم مذهبا جديدا يسميه' السّيسيّة' وفيه ينادى بالسيسي وليّا للاسلام، فيصنعون لهذا الولي الصالح، وما هو بصالح، اصناما عامة ضخمة تحمل اسمه (XL-CC) مصنوعة من الجرانيت، تنصب في الميادين تقربهم الى الله زلفى، واصناما خاصة صغيرة في المنازل(S-CC) للاستخدام الشخصي والفوري، مصنوعة من اللحم للاغنياء والفول للفقراء، وربما جاع احدهم فاكل 'سِيسِيهْ' تماما كما كان يفعل كفار قريش، باكل آلهتهم الاصنام المصنوعة من التمر، في حين قد يصنع اصحاب 'الكيف' اصنامهم من 'البانجو'، فاذا جاء احدهم 'كيفه' دخّنه هنيئا مريئا، وقد علت ضحكاته :هيك السيسي ولّا بلاش'، فيرد عليه جليسه الاكثر نشوة منه:لا لا...مش كده:'هكذا السيسي والّا فلا'، فتتعالى ضحكات القوم مجلجلة، على طريقة ضحكات مشركي قريش في المسلسلات الدينية!! ولان الكفر يجر من 'زمارة رقبته' كفرا آخر، فربما تملق بعضهم حبتين ان لم يكن عشر حبات زيادة، فرووا الحديث عن السيسي في خطبته العصماء عن الجيش: عن محمد بن ابراهيم عن حازم الببلاوي عن عدلي بن منصور ان السيسي قال :الجيش نار،لا تلعبوا بيه ولا تلعبوا معاه' .رواه الاعلاميان(محمود سعد وعمرو اديب).ولان الاقباط شركاء الغرام مع المسلمون بالسيسي فلا غرابة ان يركب غالبيتهم الموجة، وتبتل ملابسهم هم ايضا، معتقدين ان 'المسيح المخلّص' ما هوالا 'السيسي'!! ولان الدنيا دوارة فقد يعود الاخوان للحكم، فيشنون حملات تفتيش على اتباع السَيسيَة... 'وانصحكم من بدري... اللي عنده سيسي يطلّعه'...فهو اسلم له!!!
ان السيسي الذي يسير بخطوات ثابتة نحو كرسي الرئاسة، سيعيش اصعب ايامه عقب تتويجه بالزعامة، ودخول معترك الحياة الزوجية مع الشعب ان صح التعبير، وقد ينقلب الحال بينه وبينهم الى طلاق بالثلاثة، بعد ان غداّهم وعشاّهم وعودا واماني طوال فترة الخطوبة في الفترة الانتقالية!!
ان قائد الانقلاب الذي اقتات وما زال يقتات على حرب الاخوان، لا يمكنني حيال ذلك الا ان اسال سؤالا يدغدغ لساني: اذا كان السيسي قد بنى ما بنى من نجومية، نظير اطاحته بالاخوان.. فكيف لو اطاح بفريق البرشا؟؟؟؟
ان كل بطولات السيسي العسكرية المتمثلة بالتنكيل بمعارضيه، لن تشفع له غدا عندما تروح السكره وتيجي الفكره للشعب، الذي سيفهم وقتها ان الرئيس المؤقت لم يكن اكثر من حمالا للحطب، وان اسعار رمز الازمة الاقتصادية المصريه انبوبة 'البوتوجاز' نارا ذات لهب، حينها وحينها فقط، لن يرحمه الشعب أبدا، فلا يجد المشير 'عبد الفتاح السوسو' الا الهرب...كما فر زملاء له من قبل على مقاعد الحكم... وان غدا لناظره قريب!!!

الآن - رأي: خالد بوقدوم

تعليقات

اكتب تعليقك