الشعب قادر على استعادة الوطن من الفاسدين.. بنظر عبد الله العدواني
زاوية الكتابكتب إبريل 30, 2014, 11:59 م 878 مشاهدات 0
الأنباء
دلو صباحي / الابتزاز سيد الموقف
عبد الله العدواني
عجبت لك يا زمن.. وطن غني بموارده التي حباه بها الله.. يعيش أهله ـ ولله الحمد على كل شيء ـ في قلق مستمر وخوف من المستقبل وترقب للمجهول.. عجبت لك يا زمن..
وطن يصعد إلى القمة بفضل الله ومن ثم بفضل أهله الأخيار ثم ما يلبث أن يهبط للقاع رغم زيادة موارده ومدخوله وتحول أهله من الأمية إلى مصاف الدول التي تتمتع بنسب معقولة إن لم تكن مرتفعة في التعليم.
كل ما يمكن أن يقال الآن اننا نهبط ونهبط ونهبط إلى الأسفل في ظل انقسام حاد بين القوى السياسية وصراع لم يجلب لنا من ورائه إلا المزيد من التشرذم والتأخر والتراجع إلى ذيل القائمة والسبب هؤلاء الذين لا ينظرون إلا للمزيد من الاستحواذ ولا يجيدون إلا الضرب تحت الحزام والابتزاز السياسي الذي أصبح هو سيد الموقف.
لست من دعاة التشاؤم واليأس ولا من الناظرين إلى النصف الفارغ من الكوب ولا من هواة البكاء على اللبن المسكوب، لكني أرى أن القادم أسوأ وأظلم بل شديد الظلمة إذا ما استمر الأمر على نفس النهج وذات المنوال وتكرار المشهد الذي يتصدره الابتزاز السياسي للحصول على المزيد.
نعم الوجوه قد تتبدل بل تبدلت بالفعل كثيرا ولكن النهج ذاته يتكرر وبعض السياسيين بذات الطباع وذات التلون والخداع.
وإن تبدلت الأسماء وتغيرت قصة اللحية وترتيب الشارب.. فالعادة في البداية تواضع وأدب.. وشجاعة ومبادئ.. وشفافية وصدق.. ما يلبث أن يتحول هذا إلى أكبر خدعة وأمر كأس شربه الناخب المواطن الذي كان يحلم بأن يصل لمصاف الدول المتقدمة وبات يحلم الآن بأن يصحو فيجد الوسادة لم تسرق من تحته.
وفي زمن الردة والبهتان تتبدل المعايير وينقلب الهرم.
فلا الكفاءة معيار ولا القدرة ميزة، بل إن كل المؤهلات المطلوبة علاقات وتربيطات ومصالح تحكمها اللعبة القذرة والابتزاز الأحمق المكشوف من مدعي الشرف والأخلاق والأمانة.
مللنا الشجب والاعتراض والكشف عن المخادعين، ولكن الحلم يبقى إلى أن يتحقق، رغم المحن وقليل من اليأس، وإن لم تصدقوا أحلامي في استعادة الوطن من المنافقين الفاسدين فاسألوا كتاب التاريخ واقرأوا الخرائط، فالشعوب تستطيع..
تعليقات