براءة مواطن من الاتجار والتعاطي أمام مسجد الفردوس

قضت محكمة الجنايات الكلية برئاسة المستشار وليد الكندري وعضوية الاستاذين علي عبدالعال وشريف أبو الضراير ،ببراءة مواطن من تهمتي الاتجار في المواد المخدرة وتعاطيها وأمرت بمصادرة المضبوطات .

وتتلخص أحداث هذه القضية في أن أحد ضباط وزارة الداخلية وأثناء توجهه لأداء صلاة العصر في مسجد منطقة الأندلس ،شاهد مركبتين يتوقفون بجانب المسجد والفرع ،ويترجل كل منهم من سيارته ويجلسون على الرصيف ،فأخرج أحدهم ميزان حساس وأخرج الآخر كيس يحتوي على مخدرات قام بوضعه على الميزان ،وعلى الفور قمت بالتدخل فأخذ أحدهم الميزان وهرب وتمكنت من الإمساك بالمتهم ،وأخرج سلاح ناري من جيبه فقمت بالسيطرة عليه وانتزعته منه ،لكن حضر مجهول بسيارة وساعد المتهم على الهروب معه وتمكنت من انتزاع سترة المتهم وقدمتها إلى ضابط مخفر الفردوس الذي قام بتفتيشها وعثر بداخلها على المواد المخدرة وعلى المبلغ النقدي ،فأبلغته بأن هذه السترة تعود إلى المتهم ح.س والذي يسكن معنا في ذات المنطقة.

وتداول نظر الجناية في جلسات متعاقبة وحضر مع المتهم المحامي/ سلطان المنديل من مكتب المحامية دلال الملا والذي استدعى شهود الإثبات بهذه القضية وقام بتوجيه الأسئلة إليهم لبيان عدم صحة روايتهم،ومن ثم ترافع شفاهة شارحا ظروف الدعوى ومؤكدا لعدم معقولية أقوال شهود الإثبات ،لأنه لا يستقيم مع حكم العقل ومع طبائع الأمور أن يقوم تاجر مخدرات يفترض فيه الحرص الكافي بأن يجري عملية بيع وشراء مخدرات أمام  مرأى ومسمع من الناس في وضح النهار أثناء خروج كافة المصلين إلى صلاة العصر ،خصوصا أنه يسكن ذات المنطقة حسب إقرار شاهد الإثبات فكان يتعين عليه لو صدق الإتهام أن يجري البيع في منزله أو في مكان آخر لا يشاهده فيه شخص.

وأشاد المنديل بحكم المحكمة الصادر ببراءة المتهم موضحا أن التوصل لهذا الحكم ليس أمر غريب على القضاء الكويتي وأن الحكم قد أصاب كبد الحقيقة وأبدى تبريرات سائغة من تلقاء نفسه تؤكد عدم صحة هذه الواقعة وأن لها صورة أخرى مختلفة تماما لما ذكر في الأوراق وأن ضابط الواقعة قام باختلاق حالة تلبس لا يصادفها الواقع ،لتلك الأسباب ولأسباب أخرى قضت المحكمة ببراءة هذا المتهم من الاتهام المسند إليه.