عن حقيقة التمثيل 'البرلماني – الحكومي' على الشعب!.. تكتب فاطمة الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 934 مشاهدات 0


الشاهد

رحم الأمة 

د. فاطمة الشايجي

 

تعبير يتم استخدامه للإشارة إلى أن صناديق الاقتراع في الانتخابات هي من تنجب لنا نواب الأمة بإرادة الأمة.ولكن نحن منذ عشرين سنة أو أكثر ورحم الأمة لا ينجب مولوداً صالحاً تقياً يخاف الله، لذلك نجد من يقول ان الخلل في الأمة. ولكن هل بالفعل الخلل في الأمة؟ استأت كثيرا من هذا الإسقاط، ومن الذين يقولون إن الخطأ هو في اختيار الشعب لنوابه، وهو إسقاط يبين أن الشعب لا يعي شيئا. ولكننا كشعب نملك من الوعي ومن الحس الوطني ما يكفي لحفظ وطننا الغالي.

قد أكون وما زلت أقول اننا نحتاج إلى وعي بثقافة الديمقراطية لنعرف بعد ذلك كيف يمكن لنا أن نتعايش وسط تعددية مختلفة في كل شيء، ولكنها متفقة على أنها تعيش على أرض الكويت، وتحت سمائها، ولا تختلف في حبها للكويت.ولكن هذا لا يعني أنني أقول ان شعب الكويت سيئ بناء على وجود حفنة من النواب السيئين، فأنا لا أقيّم شعبا كاملا بناءً على تصرفات 50 ممثلا نيابيا فرضوا على الأمة بوسائل مختلفة. فكرت كثيرا كيف يمكن أن نردع من يروج «كما تكونوا يولى عليكم»؟ وقبل الإجابة عن هذا السؤال أودّ أن أوضح سبب رفضي لهذا الإسقاط المشين، فهو يعني أننا شعب سيئ، ولا نفهم، ولا يوجد لدينا استعداد للتعلم من خبراتنا السابقة، ولكن هل نحن هكذا بالفعل؟ هل نحن بالفعل نختار كل مرة نفس النواب بأنفسنا؟ أم أن رحم الأمة يتم تلقيحه عن طريق أنابيب،فينجب لنا نواب أنابيب.

قد يكون من الصعب ردع من يروج «كما تكونوا يولى عليكم» ولكني أتوجه لمن يطنطن بها دائماً هذه الأيام. هل شاركت بالانتخابات؟ إذا كانت الإجابة بنعم إذاً أنت أحد أفراد الشعب السيئ لأنك تقول «كما تكونوا يولى عليكم».وإذا كانت الإجابة بلا إذاً لا يحق لك أن تعترض وتتهم باقي الشعب وتصنّفه أنه فاسد لأن النواب فاسدون. والسبب أن اختيارات معظم الشعب لم تفز بالانتخابات. وقد يكون أغلب من فاز قد فاز عن طريق تلقيح (صناديق) رحم الأمة، ولنا في كثير من الطعون التي قدمت دليل على وجود حمل صناعي لرحم الأمة.

عن نفسي، أنا بنت الكويت، ومواطنة أعرف واجباتي قبل حقوقي، وأعرف أن المشاركة في الانتخابات واجب وحق وطني؛ لذا لم أفكر في مقاطعة الانتخابات. وشاركت كما شارك العديد من المواطنين الشرفاء. ولكني أرفض أن يقال عني انني أسأت الاختيار فأنا لم أختر شخصا ونجح في الانتخابات منذ بداية تصويت المرأة. وجميع من اخترتهم تم اختيارهم بناء على تقييمي لفكرهم وكفاءتهم  ولكن لم يوفقوا بالانتخابات. وهناك الكثيرون مثلي، إذاً الخلل ليس في الأمة وإنما في الطبيب الذي أشرف على ولادة الصندوق.

يقول الفيلسوف والمؤلف الفرنسي ألبير كامو «الحكومة بطبيعتها ليس لها ضمير، وأحيانا يكون لها سياسة»، وجميع حكومات العالم لها سياسة إذاً نحن نحتاج إلى ضمير النواب لتكون المعادلة متزنة، ولكن للأسف اتفق النواب مع الحكومة على سياسة واحدة وهي التمثيل على الشعب. وكل نائب فاز بالانتخابات نتيجة كذب، أو خداع، أو مال سياسي، أو رضا منه بالتزوير لا يمثل إلا نفسه. لذا لا تلصقوا بالشعب الكويتي تهما، ولا توجهوا له الإهانات، فهذا الأسلوب لا يساعد على نشر الوعي والثقافة الديمقراطية، بل هو أسلوب تضعون فيه أنفسكم في خانة الفاسدين.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك