الخلايا الجذعية بديل مستقبلي لزرع الكبد

القاهرة: الآن ـ مع ارتفاع نسبة الإصابة بفيروسات الكبد المختلفة في مصر وعلي رأسها الفيروس سي‏,‏ ارتفعت نسبة الإصابة بتليف وفشل الكبد‏.‏ ولما كانت عملية زرع الكبد هي العلاج الجذري لتليف وفشل الكبد وتواجهها مصاعب اقتصادية وقانونية بل وصحية فضلا عن صعوبة إيجاد المتبرع المناسب‏,‏ كان لابد أن إيجاد طريقة بديلة آمنة وفعالة وغير مكلفة للعلاج‏..‏فكان العلاج بالخلايا الجذعية فتحا علميا بدأ قبل‏3‏ أعوام‏,‏ ولم تتخلف مصر عن بدء تجريب هذا الأسلوب في ظل تنامي مشكلة مرضي الكبد في مصر‏,‏ وتم اختيار مصر لتكون مقرا دائما للمجموعة الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية وتضم أمريكا واليابان وانجلترا وفرنسا والبرتغال وايطاليا وألمانيا ومصر‏,‏ والتي عقدت أول اجتماعاتها بالقاهرة أخيرا بالاشتراك مع الجمعية المصرية لزرع الخلايا الجذعية بمشاركة‏14‏ دولة‏.‏ ويؤكد الدكتور حسني سلامة أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لأبحاث الخلايا الجذعية إن وجود مصر في هذا التجمع الدولي سيتيح لها الاستفادة من هذه التكنولوجيا مستقبلا بسعر التكلفة‏,‏ باعتبارها من الدول المشاركة في أبحاث الخلايا الجذعية‏.‏ وتناول المؤتمر‏30‏ بحثا لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المختلفة وعلي رأسها أمراض الكبد التي تنتشر بصورة كبيرة بمصر‏,‏ حيث تبلغ نسبة الإصابة بالفيروس سي نحو‏10%‏ بما يعادل‏7.5‏ مليون شخص‏,‏ والإصابة بفيروس الكبد بي نحو‏4%‏ أي‏3‏ ملايين شخص‏,‏ بجانب‏5%‏ مصابون بالتهاب كبدي دهني أي نحو‏3.5‏ مليون‏,‏ وبالتالي يبلغ إجمالي المصابين بأمراض كبدية مختلفة نحو‏17‏ مليون مصاب‏,‏ وعرض نتائج دراسة أجراها بالاشتراك مع الدكتور عبد الرحمن ذكري أستاذ البيولوجيا الجزيئية بمعهد الأورام القومي علاج‏37‏ مريضا من المصابين بأمراض كبد مختلفة بالخلايا الجذعية بينهم‏7‏ أطفال من المصابين بأمراض تمثيل غذائي للكبد‏,‏ وأعطت النتائج نسبة مرتفعة في علاج الأطفال ومرضي التليف غير الفيروسي‏,‏ وظلت الاستجابة مستمرة‏18‏ شهرا وهي فترة المتابعة حتي الآن‏,‏ مما يعد فتحا جديدا لعلاج هؤلاء المرضي دون اللجوء لعمليات زرع كبد وفي بحث للدكتور مارك زيرن أستاذ الكبد بجامعة كاليفورنيا ورئيس المجموعة الدولية للعلاج عن استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض الكبد أوضح أن النتائج الأولية لهذا العلاج المستقبلي كانت مبشرة ومهمة لمرضي الفشل الكبدي‏,‏ في محاولة لاستبعاد الحاجة لنقل الأعضاء‏,‏ وكذلك أكدت نفس النتائج أبحاثا أخري لكل من الدكتور أساو ساكيدا والدكتور كيامو أوكيتا من اليابان والدكتور روي ياناتا من أمريكا والدكتورة نيكول زير نيمن من ألمانيا‏,‏ حيث أكدوا فاعلية الخلايا الجذعية في علاج حالات التليف الكبدي المتقدم والفشل الكبدي‏.‏ و تناول المؤتمر أبحاثا لعلاج مرضي السكر بالخلايا الجذعية أجراه الدكتور مغازي محجوب أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب عين شمس والدكتور ماسيمو بنزاني من ايطاليا والدكتور ستيفين ستروم من أمريكا وجميعها أعطت نتائج مبشرة‏,‏ كما ألقي الدكتور احمد أبو الخير والدكتورة هالة جبر بحثا عن استخدام الخلايا الجذعية في علاج إصابات النخاع الشوكي بنتائج أولية مبشرة‏.