داهم القحطاني ينتقد توني بلير:
زاوية الكتابيدعو لحرب صليبية جديدة يبدأها لمحاربة الإسلام
كتب إبريل 28, 2014, 9:03 ص 2382 مشاهدات 0
توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الفاشل جدا في السياسة الخارجية، والذي لم يستطع حزبه تحمل استمراره في فترة رئاسية ثانية فاستبدله عام 2007 بجوردون براون. يطل على العالم مرة أخرى، عبر شبكة بلومبرج التلفزيونية في لندن ليحمل نذير الشؤم للعالم ويقول وهو من سعى لتدمير العراق عن بكرة أبيه عسكريا وسياسيا واجتماعيا بأن ما أسماه التطرف الإسلامي في الشرق الأوسط يمثل أكبر تهديد للأمن العالمي.
ويطالب الغرب بتناسي الخلافات مع روسيا، التي فصلت للتو إقليما كاملا من أوكرانيا خارج إطار القانون الدولي. ومع الصين التي تنتهك حقوق الإنسان علنا. من أجل التوحد ضد ما أسماه بلير بالتطرف الإسلامي.
وهكذا يجد توني بلير فرصة لبدء حربه الصليبية الجديدة ضد الإسلام وهي حرب يريد هذه المرة أن يشارك فيها العالم بأسره.
والاتهام لبلير ببدء حرب صليبية جديدة وجهه له الكاتب في الجارديان سيوماس ميلن في تعليق أولي على خطبة بلير.
توني بلير 'الأحول' يرى بعين ما أسماه التطرف الإسلامي في باكستان وأفغانستان واليمن وليبيا وسورية لكنه لا يرى بالعين الأخرى الجيوش الغربية وجيوش الطغاة، الذين يساندهم الغرب، ولا روسيا وهم يقومون جميعا بقصف وذبح وقتل وتشريد مئات الملايين من المسلمين يخضع معظمهم لنظم ديكتاتورية يساندها الغرب نفسه التي يعتبره بلير ضحية محتملة لما أسماه التطرف الإسلامي.
بلير يتجاهل كل ذلك وحين تتطرف فئة معينة قد بلغ اليأس فيها ما بلغ ولا تجد أملا للخروج من هذا القهر الغربي، يعتبر توني بلير أن هذه الفئة تستحق حربا عالميا ثالثة يحشد لها، في خطاب قبيح مليء بالكره للإسلام لم تستطع إخفاءه كل محاولاته للتفرقة بين ما أسماه الإسلام الراديكالي والإسلام المعتدل.
خطاب توني بلير تعرض للانتقاد والهجوم الشديد في بريطانيا عقر داره لكن لماذا؟
بالطبع لأن البريطانيين يعرفون جيدا المآسي التي جرها بلير على بريطانيا حين خاض حرب العراق ضد الرغبة الشعبية العارمة في بريطانيا، والتي تجسدت بمظاهرة المليون التي حشدها المعارضين لحربه في 2003.
لكن لماذا يسعى توني بلير لهذه الحرب الصليبية؟
السبب الأول أن توني بلير لا يزال يعاني من تخلي حزبه عنه في بداية فترة رئاسته الثانية بسبب إخفاقاته في العراق، والتي وإن لم تمنع نصرا متواضعا لحزب العمال على المحافظين في الانتخابات التي تلت حرب العراق في 2005 إلا أنها أثخنت جراح الحزب وتسببت في هزيمته في انتخابات 2010. ولهذا يسعى بلير لأن يخلق شماعة لهذه الخسارة في العراق ويلقيها على ما أسماه التطرف الإسلامي فيخرج بريئا من شؤم هذه الحرب.
لكن محاولته هذه لم تنجح حين تساءل بعض المحللين البريطانيين، بعد خطاب بلير، عن جدوى حربه في العراق وعن ضياع عشرات الأرواح من الجنود في العراق وأرواح جنود التحالف في مدينة الفلوجة تحديدا في معركة قاسية انتهت، كما يقول هؤلاء المحللون قبل أشهر حين احتل تنظيم القاعدة أجزاء من الفلوجة ليتضح أن توني بلير وحربه المشؤومة لا تزال تجر الويلات على بريطانيا.
السبب الثاني الذي جعل توني بلير يسعى لحربه الصليبية الجديدة رغبته الشخصية في أن يكون له دور عالمي بعد فشله الذريع الآخر في منصبه كموفد في اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط والذي أفقدها بسوء أدائه أي تأثير أو فاعلية ما جعل الراعي الأمريكي لمباحثات السلام يعمل منفردا وينجح وحده في إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مائدة المفاوضات قبل أن يتعنت الجانب الإسرائيلي وتتجه السلطة الوطنية الفلسطينية إلى المصالحة مع حركة حماس الإسلامية لتتوحد الجهود الفلسطينية ضد التهميش الدولي للحقوق الفلسطينية.
السبب الثالث لحرب توني بلير الصليبية رغبته في التأثير على رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون فيما يتعلق في صنع السياسة الخارجية لبريطانيا التي مالت إلى التهدئة في عهد الحكومة الائتلافية بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار.
المؤسف في خطبة بلير أنه لا يخفي انحيازا تاما لإسرائيل حين يربط أهمية التصدي لما أسماه التطرف الإسلامي بوجود إسرائيل الديمقراطية وهو كلام مؤسف حقا أن يصدر من موفد اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط الذي يفترض أن يكون وسيطا محايدا.
إذن توني بلير يركز على عنف بعض التيارات الإسلامية لكنه يتجاهل الأسباب ويتجاهل أن التطرف اليميني أسوأ بمراحل من عنف المتطرفين، فحوادث القتل التي تتكرر في أوروبا وأمريكا تفوق في ضررها عنف المتطرفين ومنها مجزرة جزيرة يوتويا في النرويج والتي قام بها اليميني المتطرف أندريس بريفيك والتي كان من ضحاياها:
المسلم كرار مصطفى قاسم، والمسلم إسماعيل حاجي أحمد، والمسلم جميل محمد جميل.
توني بلير والمحافظون الجدد يريدون لصق تهم الإرهاب بالإسلام لهذا يجب التصدي لخطابهم المتطرف من دون تأجيل فلا شيء أكثر إرهابا من التحريض ضد أمة كاملة تحت شعارات مخادعة.
تعليقات