الائتلاف ضرورة لا ترف، بقلم سعد العجمي

زاوية الكتاب

كتب 1144 مشاهدات 0


في البداية دعونا نتعرف على أسباب الدعوة لإنشاء ائتلاف يرفع مشروعا واحدا يكون هو خطاب المعارضة في الكويت ، ففي تاريخ الحياة السياسية في الكويت لا أعتقد على حد علمي أن قوى سياسية مختلفة المشارب مختلفة الأيدلوجيات كونت ائتلاف فيما بينها يحمل مشروع إصلاح وطني واسع وأعلنت التزامها ببنوده وبما جاء فيه التزاما كاملا .

ففي فبراير من عام 2013 وتحديدا في 5 فبراير 2013م ومن خلال مسيرة حاشدة في منطقة الفنطاس على أثر صدور أحكام بالسجن لمجموعة من نواب مجلس الأمة السابقين ، كانت هذه الحادثة عامل مساعد لدعوة عامة ظلت تتردد بين أوساط المعارضة فترة ليست ببسيطة حول وجوب الالتفاف حول مشروع للإصلاح السياسي ، حيث تداعت بعض القوى السياسية فيما بينها للاجتماع لتكوين جبهة واحدة ضد ممارسات السلطة القمعية ، وانتهى بها المطاف إلى الإعلان عن مشروع الإصلاح السياسي الشامل لإئتلاف المعارضة في 13 أبريل 2014م ، ولا شك بأن المتابع والقارئ سيلتمس طول المدة الرهيبة بين إعلان الدعوة لتشكيل الإئتلاف وإعلان مشروع الإئتلاف النهائي ، وهذا إن دل فيدل على عدة أمور ، منها:

- أن في الائتلاف مجاميع مختلفة فكريا وأيدلوجيا تحاول أن تصل إلى نقاط الإلتقاء فيما بينها .

- أن مشروع الائتلاف لم يكن نتيجة ردة فعل تجاه إحدى ممارسات السلطة .

- أن من عكف على إعداد مشروع الإصلاح السياسي كان جادا بأن هذا المشروع هو مشروع دولة .

لا شك أن حاسة الاستشعار اليوم بضرورة الائتلاف لم تبلغ مداها عند البعض ، ولكن سيكتشف هذا البعض ممن حاول تهميش ضرورة الاتحاد وقت الرخاء صعوبة وتكلفة الاتحاد وقت الشدة ، حين يغلب صوت الجاهل الجهوري على صوت العقل الهادئ ، وتضيع الحقوق المدنية بحجة الأغلبية الهائجة ، والتخبط في إنشاء بديل وترقيعه بحجة ضآلة الوقت ، لذا فإن للائتلاف ضرورة قد لا نشعر بها إلا بعد حين ، ثم إنه من غير المعقول ولا المقبول أن تدَّعي المعارضة (أي معارضة) الحكمة وتطرح نفسها كبديل وهي لا تعرف الإجابة التي تطرح دائما من الناس 'ماذا بعد؟' ، ومن غير المقبول أيضا أن سلطة كما الحال لدينا في الكويت تمارس النهب الممنهج لمقدرات الأمة وثروات الوطن أن تواجهها معارضة مشتتة لا تملك جبهة واحدة ، وخير دليل على فشل هذا الأسلوب هذا هو مجلس فبراير 2012م المعروف باسم 'مجلس الأغلبية' ، كيف استطاع التستر على مضض على بعض الاختلافات الفكرية والتي عكستها بعض التشريعات العشوائية المضحكة آنذاك .

ما نؤكد عليه هو أن الائتلاف ضرورة لا ترف ، وتشكيل الائتلاف واعلان مشروع الائتلاف هذا بحد ذاته ليس كافيا لنجاح الائتلاف ، بل يجب على مكونات الائتلاف التقدم خطوة أخرى إلى الأمام ودراسة تنظيم الائتلاف ومراعاة الفوارق الفكرية ومراعاة مفهوم ائتلاف القوى الحزبية الذي يختلف تماما عن مفهوم الحزب ، فالحزب يذوب فيه الفرد أما الائتلاف فلا يذوب فيه الحزب بل يظل محافظا على استقلاليته وخطابه السياسي مع مداراة الحد الأدنى الذي يجمعه والأحزاب الأخرى في الائتلاف .

همسة: عدم تقديم البديل والاكتفاء بالمراهنة على فشل السلطة الفاشلة هو فشل بحد ذاته ، وعلى صاحب هذا الرهان الاستقالة من دوره كسياسي .

سعد العجمي

عضو الحركة الديمقراطية المدنية 'حدم'

الآن - رأي : سعد العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك