ديمقراطيتنا ليست مُفعلة بسبب الحكومة.. بنظر علي الذايدي
زاوية الكتابكتب إبريل 27, 2014, 12:06 ص 432 مشاهدات 0
عالم اليوم
بلا عنوان / ديمقراطيتنا.. عقد الألماس الزائف
علي الذايدي
مع تواتر الأنباء عن حل قريب لمجلس الأمة يدور بأذهاننا سؤال مهم جدا.
سواء أكانت الانتخابات بصوت أم بأربعة أصوات، أو بأي شكل آخر، هل هذا هو الحل؟
وهل لو أفرزت عملية تصويت الناخبين برلمانا شرسا يمارس أعماله بكل مصداقية ومسؤولية، فكيف سيكون موقف السلطة منه؟
بالتأكيد ستقوم بحله وإيجاد مبرر دستوري وقانوني لهذا الحل كالعادة؟
لذا نستنتج أن الحل في ذاته ليس حلا، ولكن الحل يكمن قبول الحكومة لاستجوابات المجلس والتعامل معها، والوزير الذي يضع نفسه تحت خط النار عليه صعود المنصة والدفاع عن نفسه كما هو حاصل في أغلب دول العالم المتحضر.
الديمقراطية خيار ارتضيناه فلا بد من الرضا بنتائجه والتزاماته مهما كانت فلا يجوز أن نأخذ الديمقراطية مجزأة فنقبل ببعضها ونرفض البعض الآخر.
هذه الحالة من عدم القبول بمتطلبات الديمقراطية من قبل الحكومة تجعل الديمقراطية الكويتية أشبه بعقد ألماس جميل المنظر ولا يقدر بثمن ولكنه لا يساوي شيئا، لأن عقد الألماس إذا لم يكن يحيط بعنق امرأة جميلة فهو مجرد عقد ألماس يعرض على إحدى الفترينات ويعلوه التراب فلا تكتمل قيمته حتى تشتريه إحدى الفاتنات، ونفس المبدأ نطبقه على الديمقراطية الكويتية التي تشبه عقداً جميلاً من الألماس ولكنه غير مفعل لأن الحكومة تريد أن تأخذ منه ما يناسبها فقط وتتجاهل ما يتعارض مع مصالحها ، فتهدد بحل المجلس كلما كثرت الاستجوابات أو هدد احد النواب باستخدام هذا الحق.
أصبحت الانتخابات شيئا تعود عليه الناس ولم يعد للعملية الانتخابية تلك الهيبة في النفوس بسبب عدم اكتمال الأربع سنوات التي كان من المفترض أن تكون عمر المجلس، ولذلك أصبحت انتخابات البرلمان أكثر شبها بانتخابات الجمعيات التعاونية التي تتم كل سنة ما أسقط هيبة المجلس وعملية الاقتراع فيه من نفوس الناخبين، نتمنى من السلطة أن تقبل بخيارات الشعب والحرص على التعاون مع المجلس لا من باب التحدي، ولكن من باب دعم مسيرة التنمية في البلاد ومن باب مصلحة الدولة العليا، أما إذا لم تحل المشكلة بين البرلمان والحكومة حلا جذريا فستكون الانتخابات كل 6 أشهر ما سيشكل عقبة أمام التنمية وعقدة أمام التطور في البلاد.
تعليقات