نوابنا شوهوا الديموقراطية!.. هكذا يعتقد شملان العيسى
زاوية الكتابكتب إبريل 26, 2014, 11:50 م 532 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / درس من أمريكا
د. شملان يوسف العيسى
تعتمد قوة النظام الامريكي على عدة مفاهيم أساسية مدونة في الدستور الامريكي من أهمها مفهوم فصل السلطات بمعنى أنه لا يجوز للسلطة التنفيذية سواء على المستوى المحلي أو الولايات أو الفيدرالي التدخل في صلاحيات السلطات الاخرى سواء كانت السلطة التشريعية أو القضائية.
ما أعجبني في ممارسة الديموقراطية الامريكية هو ان الشعب الامريكي يمارس صلاحياته على جميع المستويات ففي المدن والقرى الصغيرة تمارس الديموقراطية بشكل مباشر، فالشعب يدير أموره من خلال مجلس المدينة المنتخب City Council ففي المدينة التي اقضي فيها فترة النقاهة من المرض (أبوكركي – ولاية نيومكسيكو) يجتمع مجلس المدينة الاسبوع القادم لمناقشة اقتراح بزيادة الضرائب بمبلغ زهيد لتوفير الخدمات للمعوقين عقليا.. كما يبحث مجلس المدينة اقرار مبدأ ان يكون رئيس الشرطة في المدينة شخص منتخب من الشعب لتهدئة الاحتجاجات الشعبية التي اثيرت حول لجوء قوات الشرطة في المدينة الى استعمال القوة المفرطة لكبح العنف المتزايد احيانا في معالجة القضايا الامنية في المدينة، الطريف في الموضوع ان وزارة العدل الامريكية على المستوى الفيدرالي هي التي بادرت وحذرت المسؤولين في المدينة من ازدياد العنف لدى معاملة الشرطة مع المواطنين.. لأن بعض المواطنين في المدينة اشتكوا لوزارة العدل الامريكية من تجاوزات قوات الشرطة للحقوق المدنية للمواطنين باللجوء للعنف المفرط في معالجة القضايا اليومية بدون أي سند قانوني.
رئيس مجلس المدينة خاطب المواطنين في مدينته بأن المجلس امامه قضايا جوهرية اساسية لا يمكن حلها الا بتعاون الجميع من المواطنين.
هنا تكمن قوة النظام الديموقراطي الامريكي حيث يلعب الشعب دورا مباشراً في ادارة شؤونه فإذا اراد الشعب مثلا تحسين الخدمات التعليمية أو الصحة أو مساعدة المعوقين فما على الشعب الا المساهمة في تقديم هذه الخدمة عن طريق دفع الضرائب لتلقي ما يريدونه من خدمات.. هنا لا تتدخل الحكومة على مستوى الولاية أو المستوى الفيدرالي في شؤون المدينة.. المهمة الرئيسية للولاية أو الحكومة الفيدرالية هو المراقبة والتأكد من عدم تجاوز القانون، فوزارة العدل الامريكية نبهت المسؤولين على مستوى المدينة من التجاوزات غير القانونية التي تقوم بها قوات الشرطة المحلية في المدينة.
ديموقراطيتنا في دول العالم، ما عدا الهند وجنوب افريقيا وبعض الدول في امريكا اللاتينية وآسيا، قد شوهناها بممارساتنا، فنحن في الكويت مثلا ورغم مرور اكثر من نصف قرن على ممارستنا الديموقراطية لا نزال نجهل اهم مبادئها وهو مبدأ فصل السلطات واحترام دولة القانون، نحن كشعب تصورنا بأن الديموقراطية تعني فقط التصويت للانتخابات في موعدها.. دون ان نتحمل نتائج قراراتنا الانتخابية.. فالنواب الذين انتخبناهم نطالبهم بتوفير كل التسهيلات لنا من زيادة في الرواتب والاجور وزيادة المعاشات التقاعدية وغيرها من المطالب المكلفة على الميزانية من دون ان نفكر في عواقب مطالبنا على المال العام.. النواب شوهوا الديموقراطية لأنهم لم يلتزموا بوظيفتهم في التشريع وكل همهم ابتزاز الحكومة وزيادة دخلهم والتلاعب في مشاعر المواطنين لاعادة انتخابهم وزيادة اموالهم ونفوذهم الشخصي.
السلطة التنفيذية تستحوذ على مقدرات البلد المالية وهي المهيمن على السلطة الادارية من خلال الدولة الريعية التي تعطي السلطة الحاكمة والحكومة صلاحيات توزيع الثروة على المواطنين بالطريقة التي تخدم مصالحها ويشاركها النواب في هدر المال العام.. يمكن الاستفادة من الديموقراطية الامريكية لو التزم الجميع بمبدأ فصل السلطات واحترام دولة القانون والتخلص تدريجيا من الانفراط المطلق في هدر المال العام لكسب الولاء السياسي.. هل هنالك أمل من شعب لا يدفع الضرائب ولا يؤدي الخدمة العسكرية؟
تعليقات