اسبانيا تحتج لدى السفارة البريطانية:

استدعت وزارة الخارجية الاسبانية اليوم القائم بالأعمال في السفارة البريطانية في مدريد على خلفية التصادم الذي حصل بين قوات الحرس المدني الاسبانية والشرطة البحرية البريطانية في مياه (جبل طارق) امس الخميس.

وقالت الخارجية الاسبانية في بيان انه تم استدعاء القائم بالاعمال في سفارة بريطانيا لدى اسبانيا في ضوء غياب السفير البريطاني فيديريكو تريو للاحتجاج على سلوك الشرطة البحرية البريطانية والتحذير من خطورة الحادث والحث على اتخاذ تدابير لمنع تكراره في المستقبل.

واضاف البيان ان التصادم جرى امس عندما كانت دورية الحرس المدني الاسبانية تستعد لسحب قارب متواجد في المياه المحيطة بجبل طارق بعد التحقق من قيام ركابه بتهريب التبغ موضحا ان عدة سفن تابعة للشرطة الملكية البريطانية جاءت الى المكان وعرقلت مسير الدورية الاسبانية متسببة في عدة تصادمات بين السفن وفي تعرض عنصر في الحرس المدني الاسباني للاصابة.

وذكر البيان ان هذا الحادث 'خطير جدا' ليس لانه تسبب في الإصابة الجسدية لعنصر في الحرس المدني الاسباني فحسب بل لانه يمثل تدخلا في مهام مكافحة ظاهرة التهريب داعيا في هذا السياق الى تكثيف الضوابط الاسبانية على الحدود مع (جبل طارق) برا وبحرا للتصدي لتلك الظاهرة التي تلحق اضرارا كبيرة بالاقتصاد الاسباني.

ويأتي ذلك بعد ان كانت اسبانيا وبريطانيا استدعيتا مطلع الشهر الجاري سفيري الدولتين على خلفية حادثة مشابهة وتصادم بين القوات البحرية البريطانية والحرس المدني الاسباني بعد توغل باخرة بحث اسبانية تابعة لإحدى المنظمات البيئية الاسبانية في مياه جبل طارق لأخذ عينة من المياه في عمل روتيني تقوم به عدة مرات سنويا الامر الذي اعتبرته بريطانيا 'عملا غير قانوني وتحركا أمنيا خطيرا'.

ويعد ذلك فصلا جديدا في اطار التنازع بين البلدين على سيادة مياه جبل طارق التي تؤكد اسبانيا انها لم تتخل عنها للعرش البريطاني في عام 1713 بموجب معاهدة (اوترخت) التي تنازلت فيها لبريطانيا عن القلعة والمدينة والدفاعات والميناء في 'الصخرة' دون المياه المحيطة بها.

من جانبها تعتبر بريطانيا انه وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار فإن مياهها الإقليمية تمتد ل 12 ميلا حول الصخرة.