اللجوء إلى الطب 'الإسلامي' و'الأعشاب' لعلاج الأمراض بات حتمياً.. هذا ما يراه خليل حيدر
زاوية الكتابكتب إبريل 25, 2014, 1:08 ص 1308 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / هذه ليست 'الحبة السوداء'!
خليل علي حيدر
هذا أوان دخول «الطب الإسلامي» و«الطب الشعبي» و«طب الاعشاب» الميدان. فالاطباء باتوا يحذرون من بكتيريا خارقة للمضادات، حيث باتت هذه المطهرات والمعقمات وغيرها غير قادرة تدريجيا على مواجهة ما تسمى بـ«البكتيريا الخارقة»، التي طورت مناعة ضد الدواء! لدرجة ان بعض البكتيريا، كما تنقل مجلة «التايم»، صارت الآن تقاوم كل الادوية، فهل تحسم فيها بعد طب الغرب، اشكال الطب الاخرى الدينية والشعبية الموروثة؟
ان الموقف كما يحذر الاطباء بالغ الخطورة. ويحذر اطباء غربيون من ان حالات مرضية عادية قد تصبح قاتلة في المستقبل القريب جدا مع تطور البكتيريا الى نوعيات اكثر مقاومة للعقاقير التي نستخدمها ضدها. وتقول الصحف منذ فترة محذرة من ان الاطباء في انجلترا وحدها يقومون «بوصف نحو 35 مليون مضاد حيوي لمرضاهم كل سنة.. ولكن العقاقير لم تعد مفيدة او مثمرة ولم يتم انتاج فئة جديدة منها منذ سنة 1987». (الجريدة، 2013/11/23).
ويحذر مقال مترجم في الصحيفة نفسها ان مليون شخص يصاب في امريكا سنويا بالتهابات خطيرة بسبب ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية، ويموت 23 الف شخص منهم لهذا السبب.
وتضيف الصحيفة ان الاطباء «حذرونا من مقاومة المضادات الحيوية منذ عام 1945 على الاقل لكننا لم نكن نصغي للتحذيرات». واليوم نصف وصفات المضادات الحيوية تكون غير ضرورية او غير فاعلة كما ينبغي، كما ينطبق الامر نفسه على المضادات الحيوية المعطاة للمواشي.
من اكبر مشاكل تصور ما يجري في دنيا الامراض، ان غير الاطباء والمختصين منا يعتبر «الجراثيم» كالكفار، «ملة واحدة». ولكن اهل العلم يفرقون بينها، بين بكتيريا وفيروسات، ويقولون ان مع ظهور البكتيريا المقاومة للادوية تزداد حدة المخاطر، ويقولون ان انفلونزا عام 1918، التي قتلت حوالي خمسين مليون شخص حول العالم، قرابة خمسة اضعاف من سقطوا قتلى في الحرب العالمية الاولى، 1918-1914.
ما الذي ستفعله المستشفيات المعاصرة عندما تتكدس فيها الحالات غير القابلة للعلاج؟ اذ لا يبدو ان طب الاعشاب واشكال الطب الشعبي والآسيوي والاسلامي قادر على الحلول محل «الطب الغربي» وتشير الصحف الى نمو سوق الاعشاب الطبية المليئة بمنتجات لعلاج اي شيء من الروماتيزم الى العجز الجنسي، الى قرابة اربعة مليارات دولار بحلول عام 2017. وثمة تحذيرات من احتواء هذه الادوية على معدلات عالية من السموم والمواد الكيماوية، على الرغم من الترويج لها كمنتجات «طبيعية» (الحياة 2013/12/23).
وجاء في خبر لوكالة كونا من جدة بالمملكة العربية السعودية، ان الباحثة الدكتورة فاتن خورشيد، نجحت في استخلاص طريقة علاج فريدة مستنبطة من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية، و«اشارت الى انه يمكن استخدام بول الابل بفعالية في علاج سبعة انواع من السرطان تشمل سرطان الرئة والدم والكبد والجلد والقولون والدماغ والثدي، الى جانب الالتهاب الكبدي الوبائي» (الوطن، 2012/3/1).
وكان الدكتور «عبدالباسط محمد سيد»، استاذ الفيزياء الحيوية في المركز القومي للبحوث في القاهرة، وأحد المهتمين بالطب النبوي، كما جاء في القبس، 2001/6/3، قد فاجأ الكثيرين عندما قال: «الحبة السوداء التي قصدها الرسول صلى الله عليه وسلم في احاديثه ليست هي حبة البركة المتداولة في كل محلات العطارة. بل بالسؤال والبحث في مكة، وجدنا انها حبة صغيرة جدا نادرة الوجود».
وأضاف «استاذ الفيزياء الحيوية»، الذي درس خصائص الحبة السوداء في شعاب مكة، ان «نتائج استخدامها مذهلة، فهي مثلا تفيد في التئام كرات الدم البيضاء بما يزيد الف مرة عن استخدام اي عقاقير طبية، لكن من كل جبال مكة حيث توجد الحبة، تم جمع 200 جرام فقط، ويجري اكثارها حاليا بطريقة علمية للاستفادة منها «كما اشار د.عبدالباسط نفسه الى «مادة ذكرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تضاف للثريد او الفتة مثل البهارات، وهي مفيدة للغاية، ووجد ان النساء السعوديات اقل اصابة بسرطان الثدي نظرا لاستخدامهن المادة في الطعام».
ورغم تأكيد د.عبدالباسط سيد حول انخذاع المسلمين في الاسواق بماهية «الحبة السوداء» التي اشادت بها النصوص الدينية، وان هذه الحبة في الحقيقة ليست ما نراها في الجمعيات وفي كل مكان، الا ان الكثيرين بنوا ثروات ضخمة ولا يزالون من خلال تسويقها ومزجها بالعسل تارة وبالحلويات تارة اخرى، ولا رقيب ولا حسيب.
وقد قامت صحيفة القبس مرارا باجراء تحقيقات حول «محلات العطارة» في الكويت، حيث تباع الاعشاب والمراهم والمسكنات المنسوبة الى الطب الشعبي والطب الاسلامي وغيرهما، ونشرت تحقيقات في 2013/12/24 و2014/2/12. ويقول هشام البدري في التحقيق، «ان خطورة الخلطات العشبية تكمن في عدة اشياء منها مصدر هذه الاعشاب حيث ان منطقة زراعتها ربما تكون ملوثة بالمعادن السامة مثل الرصاص والزرنيخ» ويضيف معددا «مصائب محلات العطارة»، فيذكر منها الغش والتلاعب، وكذلك «لو قمت بزيارة مخازنهم سترى الفئران والحشرات التي لن تراها في غابات افريقيا». واضاف الاستاذ البدري: «من اغرب الاشياء التي تباع في الاسواق الشعبية مواد اسماؤها غاية في الغرابة لا تنم الا عن جهل كبير اصبح يسيطر على عقول بعضهم: دم العفريت، جمرة جهنم، ضوء الليل، ثلج سخن، رأس سلحفاة عاقر، لبن العصفور، جناح هدهد يتيم، لسان نمر أخرس». هذه الادوية والحقن قد تكون بانتظارنا في المستوصفات والمستشفيات قريباً.. ان تصاعدت مقاومة الفيروسات والبكتيريات، وظهرت منها فصائل جديدة لا تستجيب للمضادات الحيوية!
تعليقات