الإيدز يستشري في 'موقعه الأول'

عربي و دولي

619 مشاهدات 0


مع ساعات الصباح الأولى، تسطع أشعة الشمس على صفحة المياه في بحيرة فيكتوريا، ويعود الصيادون إلى المرفأ بعد ليلة طويلة محفوفة بالأخطار. وبعد الانتهاء من عملهم اليومي في الصيد وبيع غلتهم، منهم من يعود إلى عائلته، ومنهم من يمضي وقته بين بائعات الهوى في حانات كاسنسيرو.

في هذه المنطقة تحديداً سجلت الإصابة الأولى بمرض نقص المناعة المكتسبة في ثمانينات القرن الماضي، واليوم يحمل 43 في المئة من سكانها البالغ عددهم عشرة آلاف نسمة هذا الفيروس القاتل، فيما نسبة الإصابة بهذا المرض 7 في المئة في سائر مناطق البلاد.

ويقول جاسوا مونونزي الذي يملك أربعة مراكب في البحيرة: «شرب الخمر وملاقاة النساء هما أبرز سببين لجذب الصيادين الى هنا».

ويعمل جاسوا منذ عشرة أعوام في كاسنسيرو الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود مع تنزانيا. ويقول: «لم يتغير شيء هنا في هذه السنوات إلا وجوه المومسات» اللواتي يتجولن في هذه المنطقة العابقة بروائح القمامة والمخلفات البشرية.

واليوم، باتت نسبة الإصابة بفيروس «اتش آي في» الأعلى في صفوف جماعات الصيادين،وفق ما يقول المدير التنفيذي لمركز المعلومات حول الإيدز في كامبالا عاصمة أوغندا ريموند بياروهانغا الذي يرجع السبب في ذلك الى «تدفق عاملات الجنس من خارج القرى».

فالكثيرات من بائعات الهوى يقصدن هذه المنطقة التي يتمتع الصيادون فيها بدخل مرتفع نسبياً، في ذروة موسم الصيد، ثم يعدن حاملات بعض المال في جيوبهن، إضافة الى فيروس نقص المناعة غالباً.

وينتقل الفيروس من المومسات الى الصيادين، والعكس بالعكس، وينتقل بعد ذلك الى زوجات الصيادين، ومنهن احياناً الى رجال آخرين يعاشرنهن حين يكون ازواجهن في البحيرة.

ويشير بياروهانغا إلى أن «الأشخاص الذين يقصدون المنطقة لشراء السمك يمضون ليلتهم فيها، وغالباً ما ينتهي بهم الأمر في حضن إحدى زوجات الصيادين»، وهكذا يواصل المرض تفشيه بين سكان المنطقة وقاصديها.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك