'أمن الخليج' بين الرؤية والإرتجال‎

عربي و دولي

1265 مشاهدات 0

أمن الخليج

تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر «الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج: رؤية من الداخل»، الذي يقيمه مركزالبحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة 'دراسات' 23-24 ابريل 2014م لمناقشة المشكلات التي تهدد أمن الخليج. وسيكون لي مشاركة بعنوان 'التعاون الدفاعي بين دول مجلس التعاون التحديات والآفاق' .وليس من العسير أن نفهم لماذا يقام المؤتمر وان يشارك فيه كل منشغل أصيل بقضايا أمن الخليج. لكن مالا يمكن فهمة هو الضجيج القائم عن 'أمن الخليج'مؤخرا بوتيرة أكثر من المعتاد وبخطابات منسوخة من خطابات بوش الاب ومارغريت تاتشر إبان الاحتلال العراقي للكويت،أوالحرب العراقية الايرانية ويتردد فيها الخوف على 'أمن الخليج' بشكل تعبوي . صحيح إن كثرة الهزات التي يمر بها الخليج قد تبرر أن تكتب فيه الاتفاقيات الامنية يوم بيوم. وقد رحبنا بذلك ترحيب حار بمستوى إستوائي .لكننا نرفض التدخل الارتجالي لرضع العلاقات الدولية والأمن ممن حالت هشاشة فكرهم دون حفظ أمن بلدانهم.وفي محاولة لفك شفرة تصريحات الاهتمام' بأمن الخليج' وضعنا قوالب تحليل بسيطة، فلم تخرج تلك الاهتمامات عن :

1- الحصوله على تسهيلات استراتيجية في الخليج.ويملأ هذا القالب بمثالية حلف شمال الاطلسي بإطلاق خطابات موسمية كتصريح أمينه العام 4 ابريل 2014م بأن 'أمن الخليج' مصلحة استراتيجية للحلف.لكنه يستدرك بخبث و قبل ان نطلب الانضمام إليهم بان الحلف يريد بناء علاقات لا تنتهي بالعضوية‏. فما هي نهاية مشوار مبادرة اسطنبول طالما نحن على علم ان الناتو قام لحماية دول الحلف ثم تطور ليصبح لحماية مصالح دول الحلف. وأن رؤيته الجديدة القيام بدور سياسي بديل لمجلس الأمن! فلماذا لانزال نقلب بضاعته أصلاَ !

2- تتحول كلمة 'أمن الخليج ' لمفردة بروتوكولية، قبل وخلال زيارة مسئول مهم للخليج .فحين أفتتح عبدالله غول2 إبريل 2014م منتدى مجلس الأعمال الكويتي/التركي قال ان نظرة بلاده إلى منطقة الخليج ذات أبعاد استراتيجية و أن استقرار وأمن الخليج مهم لتركيا. ومثله وزير الخارجية الروسي الذي أكد من الكويت 20 إبريل 2014م اهتمام بلاده بحفظ أمن الخليج.

3-أما أكثر فترات إرتفاع درجة الحميمية لــــ'أمن الخليج'فخلال الازمات السياسية العربية وتبعاتها الاقتصادية. فبعض الساسة العرب لازال يرهن على جودة ' البضاعة المستوردة'، حيث استعار مبدأ كارتر ' Carter Doctrine' الذي ربط في 1980م أمن الخليج بالأمن القومي الاميركي مباشرة- حين كانت دبابات T72 من الجيش رقم 40 السوفيتي في افغانستان في طريقها للخليج – ومثله ربط السياسي العربي الفذ أمن الخليج بالأمن القومي لبلده،رغم عدم الحاجة لذلك الاطار لوجود اتفاقية الدفاع العربي المشترك منذ 1950م.

ونضيف أيضا إن إيران أعلنت وبتصريحات شديدة المراوغة في ألفاظها إن الخليج سيكون بعهدة بحريتنا في حالة انسحاب أمريكا.ثم صدمتنا باكستان بدعم ايران في ذلك بمناورات بحرية مشتركة رغم صراع النفوذ بينهما في افغانستان ثم اختطاف 5 جنود ايرانيين من قبل منظمة تحتمي بحكومة إسلام آباد. ولم يرعبنا احد بمسلحي حركة 'بوكو حرام'بعد،لكن وزير داخلية عربي حذرنا من 'داعش' كخطر على'أمن الخليج' .وبعد فشل الاعتماد على العرب وعلى الغرب نجد انفسنا كشخوص في تراجيديا 'أمن الخليج' أمام مخرجين :

1- تبني رؤية موسكو،بعقد ملتقى دولي لأمن الخليج.من باب أننا 'نسكن بالصدفة فوق نفط العالم'ومن ثم يتم دفعنا نحو'المادة 77'من ميثاق الأمم المتحدة،فنقع 'تحت الوصاية' أو بمحض اختيارنا تحت 'الانتداب' الذي هو مساعدة الأقاليم التي لم تبلغ بعد الدرجة التي تمكنها من الاستقلال بنفسها، وهو في حالتنا مسمى مهذب لما هو أكثر تعاسة فتصبح 'لم تبلغ درجة تمكنها من الدفاع عن نفسها.'

2- تبني ماينادي به مؤتمر 'دراسات' فقد حان الوقت للانتقال إلى درجة أعلى من التعاون بهدف تطوير المجلس إلى منظومة اتحادية يتم من خلالها تطبيق مبدأ الامن الجماعي لحفظ أمن الخليج بدل تركه لكل ذي مخلب وناب. 

واليوم تنطلق فعاليات مؤتمر«الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون» وقد حقق مركز 'دراسات' بحصر الفعاليات في إطار يعرضه أبناء الخليج فقط تحت عنوان 'رؤية من الداخل' انجاز بحد ذاته يستحق عليه الاشادة.

الآن - د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك