روسيا تنتقم من أمريكا وإسرائيل بتسليح إيران وسوريا

عربي و دولي

هل تنهي صواريخ أس300 لإيران وأس 400 لسوريا الهيمنة الجوية الأمريكية على الخليج؟

924 مشاهدات 0

الصاروخ الروسي-أرشيف

لا يوجد شراكة إستراتيجية بين جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية، لكن الحرب بين روسيا وجورجيا والمدعومة معنويا -حتى تتضح الأمور - من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ثم استكمال الولايات المتحدة في الوقت نفسه نصب شبكة صواريخها في بولندا مهددة روسيا، كل ذلك عجل من بحث روسيا عن مكان موجع ترد من خلاله على الضربتين السابقتين .

الانتقام الروسي الأول بدأ يوم الخميس الماضي 21 أغسطس 2008 عندما تم على عجل استدعاء الرئيس السوري بشار الأسد  لكي يوقع على وثائق قبول روسيا توريد الأسلحة التي طالما تلكأ الكرملين في تسليح دمشق بها مراعاة للتوازن الإقليمي في الشرق الأوسط و استجابة للضغوط الأميركية بالالتزام بالتفوق الإسرائيلي، وحتى تظهر روسيا أن الأمر قد تعدى صوت تصفيق الحضور في منتجع سوجيSochi على البحر الأسود ، بل تحول إلى صوت لمحركات حاملة الطائرات الأميرال كوزينتسف  Admiral Kuznetsov  لكي تحرس أسطول محمل بالسلاح الذي طالما أرادته دمشق.

الضربة الانتقامية تلك كانت بالدرجة الأولى لإسرائيل لتدريبها وتسليحها جيش جورجيا ، أما ضربة الدب الروسي الثانية فجاءت في توريد صواريخ أس300 لجمهورية إيران الإسلامية،وهي صفقة قديمة تعثرت كثيرا حتى جاءت البيئة الإقليمية الحالية لترفع الحرج عن روسيا لتبر بوعدها لإيران .

ماهي صواريخ' أس S-300' وهل ستؤدي إلى قلب المعادلات الدفاعية في منطقة الخليج ؟

يقول رجال الدفاع الجوي إن التفوق الجوي Air supremacy هو الحالة التي بها نتمكن من استخدام الجو لأغراضنا الخاصة، وفي الوقت نفسه نقيد قوات العدو الجوية، وهذا ماكان يحق للأميركان التفاخر بضمان تحقيقه في مسرح عمليات الخليج العربي لو كان هناك صدام أمريكي أيراني قبل أسابيع مضت. أما السيادة الجوية أو التفوق الجوي المطلق  Air superiority فهي سيطرة إحدى القوات على سماء المعركة بدون تدخل من القوة الجوية المعادية بحيث تستطيع إف 16 الأميركية تدمير المفاعلات دون التعرض لاشتباك جوي مع المقاتلات الإيرانية ، وهذه السيطرة تغطي منطقة القتال الجغرافية الكلية في جميع الأوقات .وقد كانت الولايات المتحدة قادرة على تحقيق هذه الدرجة من السطوة الجوية في مسرح عمليات الخليج العربي لكن بشرط مضي فترة زمنية تستعمل فيه الحرب الالكترونية لتحييد الطائرات الإيرانية عن مراكز توجيهها، ثم تقوم بسحبها أو دفعها عنوة إلى مناطق اشتباك المقاتلات أو منطقة التقتيل وهي  مناطق خارج مدى أسلحة الدفاع الجوي الأرضية الإيرانية ، ولا تنشر فيها بطاريات صواريخ أرض/جو . كل ذلك كان ممكنا للولايات المتحدة الأميركية وهو سيناريو مكرر لما حدث لطائرات صدام عام 1990م. لكن حصول إيران على صواريخ' أس S-300' لن يقلب المعادلات في منطقة الخليج، بل في الشرق الأوسط كله بعد حصول سوريا على صواريخ' أس S-400'.

 

الميزات الفنية لصواريخ' أس S-300 تشمل امتلاكها قدرات الاشتباك مع الهدف  الجوي على مدى 200 كلم, حيث أن هدف صنع هذا الصاروخ كان هو التعامل مع التهديدات العالية السرعة من الجيل الجديد من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التكتيكية ،حيث
شكل أس 300 عماد الدفاع الجوي في الإتحاد السوفيتي السابق والدول الحليفة له. ويمكنه التعامل مع أهداف على ارتفاع 10 أمتار إلى 33 كيلومتر تحلق بسرعة 10,000 كيلومتر بالساعة  وتستطيع المنظومة الواحدة إطلاق 3 صواريخ في الثانية وتضرب عدة أهداف في وقت واحد كما أن  الرادارات المزودة بها هذه المنظومة تستطيع بسهولة كشف جسم بحجم 25 سنتيمتر  مربع من على بعد 250 كيلومتر. أما  سرعة الصاروخ فهي 2 كلم بالثانية وهي سرعة عالية جدا ً ووزن الرأس الحربي 145كجم high explosive  وطول الصاروخ : 8.5 متر والقطر 0.5 متر، كما أن وزنه  الكلي : 1,800 kg أما الرادارات فهي  وlap Lid or Tombstone engagement radar و Clam acquisition radar ,  و  Big Bird designation radar   .

من صواريخ' أس S-300' نماذج عدة من بينها  'S-300P' للدفاع الجوي الإستراتيجي  و'S-300V' للدفاع الجوي التكتيكي و 'S-300F' للاستخدام بواسطة  السفن الحربية. ويتكون النظام أس S-300 من عربة قيادة وثمانية عربات محملة كل عربة بقاذفين. وقد تم تزويد العربات القتالية الحاملة للنظام بأحدث المعدات التي من شأنها تمييز الأهداف الصديقة من المعادية. كما يمكن بتعديل محدود قيام العربة القتالية بإطلاق وتوجيه الأهداف الجوية 'SAMAN' حيث يمكن للهدف الطائر الطيران مسافة 15 إلى 20 كلم و تمثيل مختلف الأهداف الجوية الحديثة. وهذه الميزة تجعل من النظام مدرسة متحركة  لتطبيقات الدفاع الجوي العملية حيث لا تتوفر في النظام الرادارات والقواذف فقط ،بل حتى الأهداف التي يمكن أن تطير حتى يتدرب الطلبة على إصابتها .
 
خطورة منظومة الصواريخ ' أس S-300' جعلت إيهود أولمرت يزور موسكو لمنع بيعها لسوريا لأن وصولها لدمشق يعني قدرة السوريين على إسقاط كل طائرة تقلع من مطار تل أبيب . حيث لا يوجد  في العالم حتى الآن طائرة مقاتلة  أو صاروخ جوال أو بالستي قادر على التملص من  صواريخ ' أس S-300' مهما كان انخفاض أو ارتفاع طيرانه  أو حجمه ، فهو كما يقول بدو الخليج  من العسكريين قادر على  تدمير 'كل محتركة' أو كما يقول حلفاءهم الاميركان Anything that moves'' .

وقد اعترف رجال  البنتاغون بعدم  استطاعتهم  اكتشاف تقنية للحد من فعالية هذا الصاروخ  بل والقول بأنه أكثر فعالية من صواريخ  باتريوت  الأمريكية التي نصبت في بولندا . وقد تم تصدير الصاروخ  إلى كل من الصين واليونان والهند و إلى عدد من دول شرق أوروبا وإيران  التي أفادت عدة مصادر إلى أن عملية تسلم الصواريخ لها سوف تمتد ما بين عام و نصف العام لكن المزاج الانتقامي  الأخير لدى روسيا قد يسرع من عملية التسليم .

من عجائب هذه الصاروخ  الذي يمكن مشاهدة تفاصيل مواصفاته الفنية والتكتيكية على الروابط المرفقة  هي قدرته على أن ينطلق من سبطانة القاذف بدون اشتعال, ليشتعل على بُعد 25 متراً منه. وهي تقنية روسية تسمى cold launch  يراد منها تقليل إمكانية تفجر الأنبوب في حال الاشتعال داخل القاذف   بالطريقة التقليدية  hot launch وعطب الصاروخ عند الإطلاق  :

http://www.youtube.com/watch?v=I3UTWYtvr40
http://www.youtube.com/watch?v=2PxlpA6TzPc
http://www.youtube.com/watch?v=ZI2qziR4AjM&feature=related


 

فايز الفارسي – الدوحة

تعليقات

اكتب تعليقك