نبيل الفضل: سهولة إراقة دم الوزراء من الأسرة
زاوية الكتابكتب يوليو 7, 2007, 11:35 ص 1007 مشاهدات 0
يسهر المصباح
والأقداح...
والذكرى معي... وعيون الليل يخبو نورها في ادمعي. هذان البيتان يعبران بدقة عن حال
اي كويتي في الخمسينات من عمره عرفت فتوته وشبابه كويت الستينات والسبعينات، عندما
كانت عروس الخليج تزهو وتزدهر وتنمو.
هذه حالته وهو يرى كويت اليوم مصابة بالامراض من كل نوع وكل جرثومة، حتى طفح الجدري
على وجهها، وانهك الرمد عينيها، وتنازعتها الاملاح والسكر والضغط وانسداد الشرايين.
هذه حال خمسينيي العمر من الكويتيين، خاصة وان الاقداح قد تكون ملأى بالشاي او لبن
النياق، لقد فرطت الكويت من بين ايدي اهلها ومحبيها، وما لم ينله منها اعداؤها
وغزاتها، حطمه ابناؤها باسم الوطنية الزائفة والديموقراطية المنحرفة وبرلمان
المشانق السياسية، التي لا تفرق بين المتهم والمدان، وبين الوزير والزبال.
محزن جداً ان تنتهي قصة الأمس الكويتية الجميلة هذه بهذه النهاية المأساوية التي
تضحك الشامتين، ومؤلم جداً ان يتم حرق البلد وتاريخها امام اعين »مسؤولين« يفترض
بهم حمايتها من اعدائها ومن ابنائها اذا ما جنحوا عن محبتها وفضلوا انفسهم عليها.
منذ اسبوعين نشرت جريدة الجريدة مذكرات أحمد الخطيب، وهي مذكرات لابد ان تكون في
قادم الايام جزءاً من توثيق تاريخ الكويت عن المرحلة التي عايشها الخطيب، ونشر تلك
المذكرات في جريدة كويتية يومية يعمق من مصداقية تلك المذكرات ورصانتها الوثائقية،
او هكذا يفترض.
لذا فقد استغربنا ان تنشر الجريدة قصة يرويها الخطيب عن حادثة قام فيها بطرح الشيخ
المرحوم فهد السالم ارضاً ووضع عقاله في رقبته!!. وكان ان ثارت دماء ولائنا للأسرة،
كما ثارت خلايا المنطق في عقلنا على تلك القصة الغريبة، فقمنا بانتقاد الخطيب نقداً
لاذعاً على ما كتب.
واليوم. اليوم نتقدم من الدكتور احمد الخطيب بالاعتذار والأسف على ما كتبنا، فبعد
مرور اسابيع ثلاثة على نشر مذكراته ومنها تلك القصة الغريبة، لم نسمع و لم نقرأ ولم
نعلم ان احداً من ذوي الشأن قد رد وصحح رواية الخطيب!!.
لا مجلس وزراء، ولا ديوان اميري، ولا مجلس اسرة، ولا أي فرد من افراد الاسرة
الحاكمة رفع اصبعه احتجاجاً على ما كتبه الخطيب، من وضعه لعقال الشيخ فهد السالم في
رقبته بعدما طرحه ارضاً!!.. إذن؟!
إذن ليس امامنا وامام الآخرين حيال هذا الصمت »الصباحي« سوى افتراض ان رواية أحمد
الخطيب عن عقال فهد السالم رواية صحيحة ولا غبار عليها. ولابد من شكر أحمد الخطيب
على توثيق تلك الحادثة.. لماذا؟!
لان تلك الحادثة التي قام فيها الخطيب بوضع عقال فهد السالم في رقبته، توضح لنا
سهولة أن يقوم أحمد الشحومي بوضع عقال أحمد العبدالله الأحمد في رقبته وخلعه من
منصبه، وتسهل علينا قبول مشهد مسلم البراك وهو يضع عقال علي الجراح في رقبته
واطاحته من منصبه.
فمادام الجماعة ساكتين وقابلين بعقال فهد السالم معلقاً برقبته، فسكوتهم مفهوم
وقبولهم متوقع لعقال أحمد العبدالله متدلياً من رقبته وعقال علي الجراح مشدوداً على
عنقه.
والله وحده يعلم عقال من سوف يوضع في رقبته في قادم الأيام!!.
رحم الله ابا الطيب إذ يقول:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميتي ايلامُ
ورحم الله ابا الطيب اذ يقول أيضاً:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
والدم الوحيد الذي نراه في هذه الأيام القبيحة هو دماء وجه الوزراء، وخاصة من أبناء
الأسرة، ما بين استجواب »يا أحمد« واستجواب »اقعد.. اقولك.. اقعد«.
واليوم نحن لا نعيش حكم الشعب، وانما نعيش حكم الغوغاء.. حرفياً.
كيف لا، وقد ماتت »الغضبة« عند ربعنا.. وتوفي الغضب؟! رحمهما الله.
أعزاءنا
كنا نظن ان السفر والابتعاد عن الساحة الكويتية سيريحنا من المناظر المؤلمة التي
كنا نتوقعها، ولكن للأسف حتى عندما نرتحل فان الكويت ترتحل معنا. لعن الله الولاء
كم هو مكلف، وكم هو مرض اقسى من مرض.. السكر وأصعب منه علاجاً.
الوطن
تعليقات