ما يطالب به الشعب الفلسطيني الآن أصبح من الأحلام.. بنظر حمد السريع

زاوية الكتاب

كتب 504 مشاهدات 0


الأنباء

سوالف أمنية  /  أطفال الحجارة

حمد السريع

 

منذ ما يقارب الثلاثين عاما انتفض الشعب الفلسطيني في مواجهة التسلط والقمع الإسرائيلي وانطلق الشباب إلى ساحات المواجهة متسلحا بإيمانه بقضيته وبحجارة يحملها في يدها ضد أعتى أسلحة الدمار التي يملكها الجيش الإسرائيلي.

سقط المئات من أطفال الحجارة في تلك الانتفاضة وبدأ العالم ولأول مرة يتعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني ويضغط على الحكومة الإسرائيلية لتقديم التنازلات لوقف تلك الانتفاضة التي وافقت على الكثير من المطالب والشروط التي وضعها شباب الانتفاضة وكان خطأهم القاتل أنهم أرغموا إسرائيل على دخول قيادة فتح لتتسلم السلطة.

قيادة فتح وبعد أن انتشرت رائحة الفساد بأغلب صفوفها فإنها كانت تبحث في ذلك الوقت عن مكان تحط الرحال فيه، وجاءت موافقة الحكومة الإسرائيلية على دخولهم للأراضي المحتلة على طبق من فضة.

خلال أشهر عديدة من دخول القيادة الفلسطينية استطاعت إخماد الانتفاضة وانشغلت بالدخول في صراع سياسي مع أطياف المجتمع الفلسطيني دون استثمار للانتفاضة وكسب مزيد من المطالب حتى تقسمت الأراضي المحتلة إلى جزأين وأصبحت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية صعبة.

الظروف السياسية السابقة والتي كانت تساند الشعب والقيادة الفلسطينية انتهت قوتها وأصبحت المواقف بعيدة عن دعم النظام خاصة بعد قيام الثورات العربية وانشغال الشعوب والحكومات العربية بمشاكلهم الداخلية السياسية والاقتصادية.

ما يطالب به الشعب الفلسطيني الآن أصبح من الأحلام بسبب الظروف السياسية أو الاقتصادية التي يعاني منها وكذلك بسبب توقف الدعم السياسي العربي أو الإقليمي له.

الحكومة الإسرائيلية تعلم ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ضعف، ولهذا فإنها لن تخضع لأي مطالب مهما صغرت ولن تقدم تنازلات وإن كانت مستحقه لعدم وجود رادع أو قوة تستطيع فرضها عليها سواء داخليا من المجتمع الفلسطيني أو خارجيا من الدول العربية.

تحركات القيادة الفلسطينية على المستوى السياسي في الضفة أو القيادة السياسية في غزة لا جدوى من ورائها، ما لم تكن هناك عزيمة وإصرار من الداخل على مواجهة إسرائيل ليس بأسلحة فارغة لا تسبب أي أضرار على الأراضي المحتلة عدا تعاطف العالم مع إسرائيل، بل يجب أن يكون التحرك سلميا على غرار ما حدث سابقا في انتفاضة أطفال الحجارة لكسب المطالب والحقوق المشروعة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك