حكومتنا ومعارضتنا واختياراتنا الانتخابية لم تنضج بعد.. بنظر وليد الجاسم
زاوية الكتابكتب إبريل 11, 2014, 12:01 ص 742 مشاهدات 0
الوطن
مراهق في الستين
وليد جاسم الجاسم
مقال جميل جداً كتبه الدكتور فيصل أبوصليب في الزميلة (عالم اليوم) أمس سجّل عبره ملاحظة بالغة الأهمية حول استراتيجيات عمل المعارضة في الكويت التي تعتمد دائماً على ردود الأفعال أملاً في تحريك الشارع لدعمهم وبلوغ الأهداف بعد ذلك.
د.أبوصليب قال (التجربة أثبتت بأن المعارضة في الكويت تعتمد على ردود الأفعال وبأنها غير قادرة على تحريك الرأي العام دون وجود قضية يمكن استغلالها في إثارة الجمهور من أجل خلق الضغط اللازم لتحقيق الأهداف).
وضرب مثلاً بقضية الإيداعات التي تم كشفها عبر (مساعدة خارجية) – كما قال - ورأى ان مرسوم (الصوت الواحد) مثال آخر لنفس الأسلوب في العمل، والآن بعد فترة ركود للمعارضة جاءت قضية (الشريط) التي تحاول المعارضة عبرها تحريك الشارع مرة أخرى لتحقيق الهدف. ويرى د.أبوصليب ان الهدف هذه المرة هو حل مجلس الأمة للمشاركة بانتخابات الصوت الواحد ومن ثم دخول البرلمان من جديد.
أذكر أن نقاشات كثيرة جمعتني خلال السنوات الماضية مع بعض الأطراف الفاعلة في قطاعات المعارضة، وبالفعل كانت استراتيجيتها المعتمدة دائماً تنتظر (غلطة) من الحكومة لتستغلها وتحيي قواعدها وتحقق الضغط الشعبي المطلوب لإسنادها في أغراضها.
ولعل التطور الوحيد الذي حققته المعارضة هو قدرتها المبكرة على إدراك أهمية وسائل التواصل الاجتماعي حتى سيطرت عليها وتسيّدت ساحتها فيما كانت الحكومة وأنصارها ينعمون في سبات مترف عميق، وعندما استيقظت الحكومة وحاولت أن تفعل شيئاً.. تبيّن لها ان هذا العالم الالكتروني أصبح خارج نطاق سيطرتها، ولم تحقق فيه أي قدرة حقيقية عدا عن زرع بعض الأراجوزات وبعض صيادي المكافآت ممن يتم استئجار خدماتهم تارة هنا.. وتارة هناك.
بالفعل.. المعارضة الكويتية لم تبلور رؤيتها واستراتيجيتها ولم تتمكن من وضع برنامج عمل واضح ولا أهداف مرسومة ومعلنة للجميع.. وكل ما هنالك بعض الجمل والمفردات الجميلة والمؤثرة التي تستخدم خلال الحملات الانتخابية لدخول البرلمان.. وبعدها نظل ندور في نفس الدوائر المغلقة ونسمع نفس المفردات ونشاهد نفس الأحداث التي تتكرر مع أبطال مختلفين.
الزبدة: حكومتنا لم تنضج بعد.. ومعارضتنا لم تنضج بعد.. واختياراتنا في صناديق الاقتراع كناخبين أيضاً لم تنضج بعد.. رغم اننا دخلنا العقد السادس من عمرنا الديموقراطي.
تعليقات