الغاز: هل هو طاقة مهدرة؟ بقلم سالم سحاب

الاقتصاد الآن

3784 مشاهدات 0

ارشيف

ذكرت صحيفة الجزيرة (29 مارس) على لسان الدكتور راشد أبا نمي (رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الإستراتيجية) بأن استخراج النفط في المملكة يصاحبه إهدار مليارات الأقدام المكعبة من الغاز يوميًّا. وذكر أن استخراج كل برميل نفط يصاحبه خروج 600 قدم مكعب من الغاز، أي يوميًّا يُهدر أكثر من نصف مليار قدم مكعب، في حين تتم الاستفادة من جزء يسير من هذه الطاقة المهدرة لتزويد بعض الوحدات السكنية والمؤسسات الاقتصادية.
ويتساءل الدكتور راشد عن السر وراء عدم استخدام الغاز في إنتاج الطاقة الكهربائية -مثلاً-، بدلاً من هدر الطاقة النفطية الباهظة الثمن، أو استخدام أردأ مشتقاتها المضرة بالبيئة ومن ثم الإنسان!
وتأكيدًا لكلام الدكتور راشد، فإن كثيرًا من الدول تستخدم في الحافلات العامة محركات تسير بالطاقة الناتجة من الغاز. ولو طُبقت هذه الممارسة على الحافلات العامة الكبيرة في المطارات ومسارات النقل الجماعي والناقلات التجارية الكبيرة، لتم توفير ملايين اللترات من الديزل والبنزين يوميًّا، ولكانت عوائد هذا التوفير كافية لتمويل أي استثمار (مهما بلغ) لإنتاج الغاز وفق أحدث الأساليب والتقنيات المعاصرة، ومن ثم تصديره. وإضافة إلى ذلك يمكن إلزام سيارات الأجرة، ومركبات نقل الطلاب والطالبات وحافلات الشركات باستخدام الغاز وفق خطة مدروسة محكمة. وليس ذلك ضربًا من الخيال، لكنه واقع ممكن تحقيقه لو أردنا، وأخشى أن تمر سنوات طويلة قبل التنبه إلى هذه الإشكالية كما هو الحال مع قطاع النقل العام الذي تنبهنا له مؤخرًا، فاعتمدت له مئات المليارات التي كان يمكن توفيرها عبر البدء في هذه المشروعات منذ عقود مضت، بدلاً من توفير الوقود للسوق المحلية بكميات هائلة مقابل أثمان متدنية جدًّا.
والنقطة الأخرى التي أثارها الدكتور راشد هي عن الأثر البيئي السلبي الباهظ على البيئة الناتج عن حرق هذا الغاز في الهواء المفتوح، وكنت وزملائي ممن عايش هذه السلبية عندما كنت طالبًا في جامعة البترول والمعادن منذ أكثر من 40 سنة.
صراحة كنت أحسب أننا قد تجاوزنا هذه المعضلة (البيئية والاقتصادية) منذ سنوات طويلة!

الآن - العربية

تعليقات

اكتب تعليقك