ناصر المطيري يكتب: المحافظون الجدد بين التكليف والتشريف
زاوية الكتابكتب إبريل 9, 2014, 12:50 ص 1154 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / المحافظون الجدد تشريف أم تكليف؟!
ناصر المطيري
على مدى سنوات خلت بقي منصب المحافظ والمختار في الكويت منصبين تشريفيين ليسا فاعلين وقليلا التأثير في الحياة العامة في البلاد، بينما الوضع الصحيح والمفترض كما هو الحال في البلدان المتطورة ادارياً ان يكون المحافظ بمثابة حاكم محلي للمحافظة يدير شؤونها المحلية والبلدية يتمتع بسلطة اتخاذ القرار في التطوير والتغيير بما يحقق مصالح الناس ويخفف من معاناتهم في مواجهة الخدمات المتعلقة بالمناطق التابعة للمحافظة.
المحافظون الجدد نبارك لهم تشرفهم بمناصبهم الجديدة وأخص بالذكر هنا المحافظون الشباب، فالواضح من تعيينات المحافظين انها جاءت بثلاثة من الشباب والدماء الجديدة وثلاثة آخرين من فئة المتقاعدين ممن جاوزوا الستين سنة ويقفون على أعتاب السبعين أطال الله بقاءهم.
لعلي هنا أتوسم وأتفاءل خيرا بجيل الشباب من المحافظين المتطلعين لتحقيق انجاز وترك بصمة مؤثرة من العمل والعطاء بما يخدم مستقبلهم الاداري والسياسي، ولكن أجد شعورا معاكساً تجاه «المحافظين الكبار»، فهم تقاعدوا من مراكز عملهم منذ سنوات وأعطوا كل مالديهم من جهد واخلاص، ولم يتقاعدوا من وظائفهم الا بعد ان شعروا بأنهم قدموا خلاصة عملهم، وعطاؤهم قد نفد وجهدهم قد استهلك؟ وهنا - معاذ الله- لا نقلل من شأن هذه الشخصيات الكبيرة بل هم محل تقدير واحترام ومكانتهم محفوظة في المجتمع، ولكن كما ان هناك ما هو مناسب فهناك أيضا ماهو أنسب وأوجب.
ثم ان اسناد المناصب الكبيرة لكبار السن يتنافى ويتناقض مع توجهات مجلس الوزراء الذي عمد الى احالة القياديين ممن بلغوا ثلاثين عاما في الخدمة الى التقاعد وذلك بهدف افساح المجال للدماء الجديدة لتأخذ فرصتها في العمل والانتاج والابداع بما يعود على مؤسسات الدولة بالتطوير والانجاز وهذا توجه محمود.
نعم قد لانختلف مع من يقول يجب الاستفادة من خبرة الكبار، ولكن ذلك ينطبق في جوانب محدودة في عالم اليوم المتطور، ولكنها خبرة ربما لاتتناسب مع الزمن الراهن والمستقبلي والتطور المهني والتقني السريع الذي تشهده الأنظمة الادارية في البلاد، فما كان نافعاً فيما مضى من زمن لم يعد صالحا ومتواكباً مع هذا الزمن الذي أصبح فيه العمل أكثر سرعة وديناميكية وصارت مؤسسات الدولة تدار بشبكات الكترونية تتجاوز بيروقراطية الماضي.
مانتطلع اليه اليوم ان يتم منح المحافظين والمختارين صلاحيات فاعلة في محافظاتهم حتى تتضح للناس القدرات والطاقات في الانجاز التي يمكن ان يؤديها المحافظون الكرام، لأن العمل هو ميدان الاختبار للجميع، والانتاج والخدمة هما معياران للنجاح الحقيقي، لكي يصبح المنصب تكليفا لا تشريفا.
تعليقات