شرب بول الإبل والبقر والغنم عند السنة والشيعة- خليل حيدر يطلب توضيحاً طبياً

زاوية الكتاب

كتب 2721 مشاهدات 0


تكاد كتب الصحاح الستة لدى أهل السنة أن تجمع على الفوائد العلاجية لبول الجمل أو «أبوال الإبل»، فهل في الكتب والمراجع الشيعية إشارة مماثلة لفوائد بول البعير كعلاج لبعض الأمراض؟ والجواب نعم، كما نرى في موسوعة «وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة»، دار احياء التراث العربي، طهران 1387هـ الجزء 17، من تأليف العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، المتوفى سنة 1104هـ - 1731م.
وقد جاء في «باب جواز شرب أبوال الإبل والبقر والغنم ولعابها والاستشفاء بأبوالها وبألبانها»، عدة نصوص مروية بالإسناد عن أئمة الشيعة، مما يمكن العودة إليها في هذا الكتاب ومنها:
-1 «عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سئل عن بول البقر يشربه الرجل قال: إن كان محتاجاً إليه يتداوى به يشربه، وكذلك أبوال الإبل والغنم».
-2 «عن جعفر عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: لا بأس ببول ما أُكل لحمه».
-3 «عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن موسى- الكاظم- عليه السلام يقول: أبوال الإبل خير من ألبانها، ويجعل الله الشفاء في ألبانها».
-4 «عن زرعة عن سماعة، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن شرب الرجل أبوال الإبل والبقر والغنم يُنعت له من الوجع، هل يجوز له أن يشرب؟ قال: نعم لا بأس به».
-5 «عن المفضّل ابن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام، أنه شكا إليه الرّبو الشديد فقال: اشرب له أبوال اللقاح، فشربتُ ذلك، فمسح الله دائي». وعن معنى كلمة اللقاح، يقول معجم لسان العرب: «اللِّقْحة أي الناقة القريبة العهد بالنتاج وناقةٌ لاقحٌ، إذا كانت حاملاً».
فاللقاح هنا جمع «لاقح»، وهي الناقة الحامل أو التي ولدت للتو.
فمراجع الأحاديث الشيعية لا تؤكد فوائد بول الناقة، وبخاصة «اللقاح» منها فقط، بل وكذلك بول البقر والماعز وعموم الغنم وربما سائر ما يُؤكل لحمه من الدواب المماثلة.
بالمقال، نرى في «صحيح البخاري»، أهم مراجع المذاهب السنية ضمن كتب الصحاح الستة، الحديث المعروف الوارد في باب «قصة عكل وعُرينة»، عندما حاول النبي (صلى الله عليه وسلم) مساعدة جمع من العرب قدموا عليه في المدينة يشكون حالهم، فسمح لهم بالاستفادة من «ذودٍ» للرسول من الإبل، أي قطيع من الإبل، عددها بين الثلاث والعشر، مع راعٍ لها.
ويضيف صحيح البخاري، «وأمرهم أن يخرجوا فيه- أي في الذود- فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحَرَّة- موضع في جزيرة العرب بالقرب من المدينة- كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي (صلى الله عليه وسلم) واستاقوا الذود، فبلغ النبي، فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم- بعد اعتقالهم- فسَمَروا أعينهم، وقطعوا أيديهم وأرجلهم، وتُركوا في ناحية الحرّة حتى ماتوا على حالهم».
وفي حديث آخر، باب أبوال الإبل والدواب والغنم، يقول عن الذين ذهبوا مع الإبل للاستفادة من أبوالها وألبانها: «فانطلقوا، فلما صَحُّوا- أي تحسّن حالهم- قتلوا راعي النبي (صلى الله عليه وسلم) واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء بهم، فأمر بقطع أيديهم وأرجلهم، وسُمِّرت أعينهم، وألقوا في الحرّة يستسقون فلا يُسقون. قال أبو قلاّبة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله» وفي حديث ثالث «تركهم بالحرة يعضّون الحجارة».
وفي حديث رابع: «قال سلام: فبلغني أن الحجاج قال لأنس: حدثني بأشد عقوبة عقابه النبي (صلى الله عليه وسلم) فحدثه بهذا، فبلغ الحسن فقال: وددت أنه لم يحدثه».
وفي سنن ابن ماجه إشارة إلى نفس القوم وشربهم من ألبان الإبل وبولها، وكذا في جامع الترمذي.
وجاء في قاموس الوسيط: «سمل العين: فقأها بمسمار أو حديدة محماة».
ويقول معلق في موقع بالانترنت باسم «فهد البشري»:
«بول الإبل العربية وحيدة السنام يُستخدم طبياً منذ قرون في اجزاء متفرقة من الدول العربية، يُشرب في الغالب لعلاج الاستسقاء وبعض الأمراض الباطنية المستعصية، كما يُستعمل موضعياً لبعض الأمراض الجلدية وللشعر. أشار القرآن الكريم في «سورة يس» للاستعمال الطبي لأبوال الإبل في قوله {ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون} آية 73، وأوصى بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ويضيف البشري: أجريت التجارب في مستشفى «ودمدني» التعليمي بالسودان، وتم تشخيص 30 حالة من مرضى الاستسقاء Ascites بواسطة ثلاثة من اختصاصيي الباطنية، حيث قُسم المرضى إلى مجموعة دراسة 25 مريضاً يتم علاجهم بجرعة يومية صباحية 150ML من بول الإبل، ومجموعة عيارية (5 مرضى) عولجت بعقار الفروساميد Frusemide 40 mg injection مرتين يومياً لمدة أسبوعين.. «ومن ناحية التجارب السريرية أظهرت كل من المعالجتين انخفاضا واضحا في حجم الاستسقاء، بيد أن الانخفاض كان أسرع نسبياً في الحالات المعالجة بعقار الفروساميد المعروف بفعاليته الإدرارية، ووجد أن بول الإبل يعمل كمدر بطيء ومسهل جيد، بول الإبل يوفر لمرضى الاستسقاء الأملاح الضرورية وبعض البروتينات، أربعة من من المرضى في المجموعة الدراسية استمروا في استعمال أبوال الإبل لمدة شهرين، وكانت النتيجة أن تليف الكبد زال تماماً، حسب نتيجة فوق الصوتية، حيث رجعت الكبد لحالتها الطبيعية في الحجم، الملمس، الوظائف، حتى بعد متابعة المرض لفترة ما بين 9 إلى 18 شهراً».
[موقع http:ejaba.googel.com- هل صحيح أن البخاري روى حديثاً يدل على أن شرب أبوال الإبل فيه شفاء؟].
لماذا لا نسمع صوت أطباء الكبد والمسالك البولية والبيطريين في مثل هذه الأمور؟ بودنا أن نسمع تعليق أهل الاختصاص.. من أطباء مختلف المذاهب!

خليل علي حيدر

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك