التطبيق الجديد Fire Eagle من ياهو يطارد مشتركيه عبر أجهزتهم الإلكترونية

عربي و دولي

1066 مشاهدات 0


 

 

 
 
 أطلقت شركة «ياهو»، موقعاً الكترونياً جديداً تحت اسم Fire Eagle يقوم بـ «مطاردة» مشتركيه عبر أجهزتهم الإلكترونية، وفي مقدمها الهواتف النقالة، ليقدم لهم نصائح تبدأ من المنازل المعروضة للإيجار وصولاً إلى المطاعم المتخصصة ببيع وجبات بعينها.

وعلى رغم أن التكنولوجيا ذاتها ليست جديدة، إذ تتوافر خدمات مشابهة عبر مزايا تحديد الموقع بالأقمار الاصطناعية. غير أن فرادة الموقع الذي أسسته «ياهو» ينبع من عدم حاجة المتلقي إلى الإفصاح عن موقعه كلما أراد الحصول على الخدمات، بل يكفي التسجيل لمرة واحدة، ويقوم بعدها الموقع بـ «ملاحقته» في تنقلاته.

وتنبع أهمية هذا التطور من واقع أن شركات البرمجة باتت تقدم خدمة تـحـديد الموقع على مختلف الأجهزة، وتعتمد الشركات على إرسال الصـور وأشـرطة الفيديو التسويقية إلى النـقـطة التي يـحددها لها المتلقي في حال رغب بذلك. لكن ميزة «مطاردة» المشترك لتحديد الموقع الموجود فيه وإرسال الرسائل إليه «إذا رغب بذلك» تقدّم حصراً عبر الموقع المذكور.

ومن المزايا التي قد يحصل عليها المشترك نتيجة خدمات الموقع فرصة إطلاع أصدقائه على مكان وجوده لحظة بلحظة عبر موقع «فيس بوك» الاجتماعي، والحصول على معلومات تتعلق بالمطاعم والمحال الموجودة في منطقته، أو في أي منطقة جديدة يبلغها.

وقال الشريك المؤسس في «ياهو» دايفيد فيلو، إن الشركة كانت ترغب في تكنولوجيا خاصة بها لتحديد المواقع، لكن افتقاد الخدمة في شكلها الحالي على شبكة الانترنت دفع نحو طرحها ضمن موقع إلكتروني، في محاولة لكسب قصبة السبق في هذا الإطار.

ومن المتوقع أن تواجه «ياهو» منافسه شديدة من شركة «آبل» التي صممت عشرات من مواقع الخدمات المشابهة المتاحة للتحميل على الهواتف النقالة، غير أن الشركة تعتبر أن ميزات Fire Eagle فريدة من نوعها، وتحض منافسيها «جوجل» و «آبل» على الانضمام إليها لتحسين هذا النوع من الخدمات.

ولم تتضح بعد الطريقة التي ترغب «ياهو» من خلالها في جني المال والأرباح من الموقع الجديد، ويقول خبراء إن عمله سيضمن اجتذاب الإعلانات الذكية التي ستقصد زبائن بعينهم خلال وجودهم في أماكن محددة.

وفي نفس السياق أطلق الخبراء والمتخصصون في مجال حماية الخصوصية للمستخدم عبر الإنترنت تحذيرات جدية من خطورة التطبيق الجديد , حيث أكدوا أنه لربما يبدو للوهلة الأولى على أنه إضافة جيدة وغير ضارة إلى مجموعة التطبيقات التفاعلية التي تشهد نمواً متسارعاً عبر الويب، إلا أن العواقب للانتشار الواسع لمثل هذا البرنامج تحمل الكثير من المخاطر الكامنة.

ويظهر التطبيق الجديد للوهلة الأولى على أنه أداة لا تشوبها شائبة، لاسيما في الوقت الذي تطمنئن فيه ياهو المستخدمين بإمكانية مسح كافة البيانات المتعلقة بأمكان تواجدهم في حال رغبتهم في ذلك وعدم الاحتفاظ بسجل حول ذلك. هذا بالإضافة إلى أن ياهو تحذر المستخدمين أن يتوخوا الحذر من التطبيقات الأخرى التي من شأنها أن تقوم بتخزين سجلات تحتفظ بكافة البيانات حول أمكان تواجدهم.

وأعرب المتخصصون في القانون عن قلقهم حيال تطبيق Fire Eagle من حيث انتهاكه لخصوصية المستخدم، لاسيما مع خبرتهم الطويلة التي حصلوا عليها في هذا الشأن من خلال مواجهتهم للعديد من القضايا الناتجة عن قيام شركات الويب بانتهاك خصوصية المستخدمين.

وقالت خبيرة من إحدى الشركات القانونية المتخصصة أن المخاوف الرئيسية تكمن في حالة استخدام شخص ما لهاتف محمول ليس له والذي يحمل التطبيق الجديد Fire Eagle. ولعل الشركات التي تقوم بتأجير الهواتف المحمولة في الدول الغربية وأولياء الأمور الذي يسمحون لأبنائهم بإعارة هواتفهم المحمولة إلى أصدقائهم خير مثال على ذلك.

وأضافت أن ياهو تمنح الحقوق لأصحاب الأجهزة الإلكترونية باستخدام تطبيقها الجديد مقابل إعطاء كافة مستخدمي تطبيق Fire Eagle الحق بالخصوصية.

كما أشارت أن خطط حكومة المملكة المتحدة الأخيرة التي ستدفع شركات الهاتف ومزودي خدمات الإنترنت ومشغلي الشبكات بتسجيل وتحفظ كافة المكالمات الهاتفية وزيارات مواقع الإنترنت والرسائل النصية، خطوة تبررها الحكومة بأن من شأنها الحد من مستويات الجريمة ومنع الهجمات الإرهابية، إلا أنها أحدث جدلاً واسعاً بين أوساط المعنيين والمراقبين. وتساءلت الخبيرة القانونية عن الأمر الذي سيجعل الحكومة لا تستخدم المعلومات الناتجة عن تطبيق Fire Eagle في إطار خططها الأخيرة.

ويرى أحد خبراء القانون أيضاً أن المشكلة تكمل في أن معظم الشركات التي تحاول جمع أكبر قدر من البيانات حول المستخدمين، تقوم بذلك بدوافع تجارية بحتة، الأمر الذي وقعت في شراكه ياهو هذه المرة، حيث أن للأمر أبعاداً أخرى.

وأكد أن قضية موقع التواصل الاحترافي LinkedIn يقوم ببيع المعلومات الخاصة بمستخدميه إلى الشركات المتخصصة في مجال توظيف الموارد البشرية. وأشار أيضاً إلى أن القوانين التي أجبرت جوجل على تقديم كافة البيانات الشخصية لأكثر من 100 مليون مستخدم في موقع YouTube كانت بسبب القضية التي رفعتها شركة فياكوم.

ولربما كانت لدى ياهو أجندة مشابهة فيما يتعلق بتطبيق Fire Eagle، حيث قالت لدى إطلاقه أنها تدرك رغبة المستخدمين في الحصول على إمكانية تخزين البيانات الخاصة بمواقعهم من خلال تطبيق Fire Eagle، وأنها ستأخذ ذلك بعين الاعتبار إذا التمست حاجة لذلك.

ويمكن مشاهدة هذه الخدمة على الرابط التالي : http://fireeagle.yahoo.net

 

الآن: تقارير

تعليقات

اكتب تعليقك