أليس من واجبنا احترام الأطباء والدفاع عنهم؟!.. سلوى الجسار متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 3529 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  ظاهرة العنف على الأطباء

د. سلوى الجسار

 

نتابع بشكل محزن مسلسل الاعتداء على الأطباء في أماكن عملهم في وزارة الصحة، على الرغم من أهمية مهنتهم وضرورة وجودهم لأجل تطبيبنا وعلاجنا. إن العنف ظاهرة منبوذة وغريبة وتصرف غير لائق اجتماعياً وأخلاقياً ودينيا. يعتقد البعض ان استعمال العنف ضد الأطباء وسيلة لاجبارهم على تأدية واجبهم أو لتلبية مطالبهم أو لمحاسبتهم.ان الدور الانساني الذي يقوم به الأطباء وطبيعة عملهم يحتمان علينا احترامهم وتقديرهم على الرغم من بعض الأخطاء التي يقع بها البعض منهم. فان كان هناك خطأ بسوء التشخيص أو العلاج أو لنقص الخبرة في كيفية التعامل مع المرضى أو ذويهم عند البعض منهم فليس معناه تعميم ذلك على جميع الأطباء والقيام بالاعتداء عليهم واهانتهم لفظياً أو جسديا وخاصة عند وجود قنوات ادارية وقانونية يمكن اتباعها في حالة وقوع أي أخطاء او تجاوزات. إن التعمد بايذاء الطبيب والتعدي عليه يعتبر اعتداء على جميع الأطباء وعلى مهنة الطب. لنتخيل قيام الأطباء بالاضراب عن العمل أو العزوف عن مهنة الطب بسبب ظاهرة العنف فمن يقوم بعلاجنا في عصر انتشرت به الأمراض وتعددت أنواعها؟ ناهيك عن انتشار العديد من الأزمات الصحية التي نتعرض لها يوميا، فكم من طبيب أصبح ضحية لأمراض انتقلت إليه العدوى من مرضى مختلفين، وكم من طبيب نقل المرض لأفراد عائلته، أليس من واجبنا احترامهم والدفاع عنهم؟ ولكن في المقابل مع الأسف لم نجد موقفاً إيجابياً وقوياً من وزارة الصحة تستنكر به هذه الظاهرة وتقف بكل قوة مع الأطباء ودعمهم والدفاع عنهم ووضع اجراءات صارمة لمحاسبة من يعتدي على اي طبيب وأين دور اللجنة الصحية في مجلس الأمة للدفاع عن الأطباء واستنكار ظاهرة العنف والعمل على إيجاد تشريع لحماية الأطباء وحفظ كرامتهم وحقوقهم؟ إنني أعتب على وزارة الصحة عند اختيارها أطباء من الخارج وعدم اعدادهم نفسيا واجتماعيا لمعرفة كيفية التعامل مع المرضى وذويهم. فالسؤال: هل يستطيع من اعتدى على طبيب في الكويت ان يتعدى على طبيب خارج دولة الكويت؟ إنني أُجزم بعدم استطاعته بسبب وجود القوانين التي تحمي الطبيب وتدافع عنه ومحاسبة المعتدي. ولكن ما أقول إلا الله يعين أطباءنا ويصبرهم على تأدية واجبهم والله المستعان.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك