نعيش حالة 'جدب فني' بسبب تسلط الأصوليين.. البغلي مستنكراً
زاوية الكتابكتب إبريل 5, 2014, 12:02 ص 721 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / أساتذة فن القبح!
علي أحمد البغلي
حياتنا خلت من أي لمسات فنية جميلة، فنحن نعيش حالة «جدب فني»، منذ ان استولى على مقاليد امورنا اساطين القوى الاصولية، الذين يُحرِّمون اي شيء يمت للجمال بصلة، والفن بجميع انواعه حرام لديهم. فلم نعد نرى الا ابداعاتهم الاصولية ومدارس التحفيظ، التي تتناسخ ويجنون منها المال الكثير لجيوبهم ولتوظيف المحازيب والمنتمين لاحزابهم الاصولية من مواطنين واجانب، يأتون بهم من الخارج لتسطيح عقول شبابنا وناشئتنا بموروثهم الاصولي الخاص بهم، والذي بسبب اعتقادهم وتمسكهم به سيكون مأواهم الجنة خالدين فيها، ومأوى من خالفهم في العقيدة وفهمها جهنم وبئس المصير!
وهذا ليس بموضوعنا.. أتكلم اليوم عن عدم وجود مسارح تعرض الفن المسرحي وفن الباليه وفن الاوبريت التعبيري.. أتكلم عن عدم وجود دار اوبرا نفرغ من خلال مشاهدتنا لفنها الرفيع شحنات القهر، الذي يحيط بنا من جراء تسلط القوى الاصولية على كل مفاصل حياتنا بفضل خضوع وخنوع حكوماتنا الرشيدة لهم!
أتكلم عن عدم وجود تماثيل او نصب تذكارية جميلة في مياديننا؟! اتكلم عن عدم وجود رسومات وجداريات تزين حوائطنا الصماء!
أتكلم عن جدب فني «يخزق عيوننا» بفجاجة منقطعة النظير مع وجود العشرات من ذوي المواهب الفنية الاصيلة يعيشون بين ظهرانينا على الكفاف او من نتاج اعمالهم الفنية، لان الدولة التي، ربما، استجابت لمثل هذه الافكار بان الفن حرام، أدارت لهم ظهرها!
وفي الوقت نفسه، سايرت اصولييها لنرى العشرات منهم ممن يعيش على حساب المال العام «اكل ومرعى وقلة صنعة»، لانه كسول تفرغ على حساب برامج «الوسطية» والارشاد الديني ومعاهد التحفيظ وعشرات من المؤسسات والبرامج التي تفتقت عنها اذهان الاصوليين لحلب المال العام لمصلحة جماعتهم!
ونتساءل هنا كما كان الامر في السبعينات من القرن الماضي: لماذا لا يعطى فنانونا التشكيليون والمسرحيون والمطربون اجازات تفرغ فني، اسوة بكثير من اشقائهم الاصوليين، الذين احتكروا كل مميزات دولة الرفاه، ولم يتبق للاخرين غيرهم شيء يذكر؟!
تداولت في ذهني هذه الافكار وانا ارى، مصدوما، القوس الجداري الهائل، الذي يبنى بدوار قصر السيف ليحجب ذلك المعلم الجميل، الذي ورثناه من ايامنا الحلوة، واضم صوتي لصوت الاخ الفاضل المهندس جاسم قبازرد وعشرات الاخرين للاحتجاج على اضافة ذلك القبح ليصدم انظارنا كلما مررنا امام ذلك الدوار! ولماذا لا تستدعى حفنة من مهندسينا ومعماريينا وفنانينا ليتباروا في ابتكار ما يليق بذلك المكان الغالي على قلوب اهل الكويت قصر الحكم، الذي تزين قوسه الرئيسي عبارة «لو دامت لغيرك ما اتصلت لك»؟! متمنين ان يطبق مفهوم هذه العبارة على احباب قلب حكومتنا من الاصوليين، الذين يجب على الحكومة ان تحول او تقلب قلبها نحو الفن والفنانين بدلا منهم، فقديماً قالوا: «سبحان مقلب القلوب»؟!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
تعليقات