عن مسار 'حشد' يكتب - ناصر العيدان

زاوية الكتاب

كتب 2418 مشاهدات 0


 

أكثر دولة في الخليج غيرت رئيس حكومتها في العشر سنوات الأخيرة هي الكويت، التغيير الأول عند فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء، التغيير الثاني عند تولي سمو أمير البلاد مقاليد الحكم، التغيير الثالث عند خروج أكبر مظاهرة في تاريخ الكويت ضد الحكومة.

هذا يؤكد ان تغيير رئيس الوزراء لا يحدث الا حين وقوع 'الحدث الأكبر' الذي لا يأتي بعده حدث أو مناورة سياسية، لم يتغير رئيس الوزراء في الكويت على مدى نصف قرن من الديمقراطية، نتيجة لاستجواب أو إدانة من محكمة الوزراء أو عزل اتى من غير مقدمات 'كبرى' كالتي ذكرناها في بداية المقال.

كنا قديما نعتبر اقالة وزير من استجواب ما انجاز شعبي، وكأن الاصلاح شيشب ناره في جسد وزارته، إلا ان ضعف اختيار الوزراء، وقصر فترات عملهم، وزد على ذلك تكرار تغيير رئيس الوزراء وجعله من الممكن، الذي اعطى للشعب حجراً يضرب به عصفور تغيير رئيس الوزراء وعصفور اصلاح الحكومة ذات الوزراء 'الضيوف'، في آن واحد.

اذاً اصبحت 'اللعبة' البلد في البلد هي لعبة تغيير رئيس الحكومة. فالأموال والقنوات والنواب و 'التكتلات السياسية' الجديدة، كل أولئك سيعملون بجد لإسقاط رئيس الحكومة. التكتلات السياسية السابقة التى تبلور بعضها لاسقاط رئيس الحكومة السابق 'انتهت' وتفرق شملها، لان مهمتها 'الخفية' انتهت، امثال 'كتلة العمل الوطني' التي فرق شملهم رحيل رئيس الوزراء السابق.

الكوميدي في الموضوع، انه بعد ايام من تشكيل 'تجمع المسار المستقل' تشكّل من جديد 'تجمع حشد' بعد سلسلة من الكيانات التي تضم نفس الشخصيات، لكنهم 'كوكتيل' في المواقف، تارة ضد القضاء وتارة ضد الحكومة وتارة ضد مجلس التعاون! الفاصل الفكاهي المنتظر في القادم من المشاهد: هو توحيد خطاب 'المسار' مع 'حشد' لاسقاط رئيس الحكومة، وكلنا يعرف منطلقات 'المسار' الواضحة في ذلك، لكن 'حشد' ستمثل اللغز الأكبر في ذلك.

ومازال 'التجّار' شطّار في التعامل مع صراع كرسي رئاسة الحكومة، فهم دائماً آخر من يتخذ موقفاً، وأكثر من يستفيد من هذا الموقف! وعلى رئيس أي حكومة ان يعلم ان التجار ليس لهم امتداد شعبي.. والرفض الشعبي هو سبب تم اثباته، في تغيير رئيس حكومة سابق.

هناك طريقان لمن ينتوي التحرك لتغيير رئيس الوزراء، اما الحشد الشعبي، أو ان يقرر ذلك سمو الأمير - وهذا أمر لا يستطيع احد تقديره عدى سموه. لذلك فتكاتف الجهود لتشكيل تجمعات سياسية -تكاثرت مؤخراً- يوضح لنا انها ستعمل على هدف واحد، وستوحد جهودها ناحية 'الحشد الشعبي' كي تُسقط رئيس الحكومة. السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيلقى رئيس الوزراء الحالي نفس الدعم الذي حظي به رئيس الوزراء السابق؟ أم ان 'الموجة الثورية' الأولى ستكون كفيلة بأن تقول له: ارحل! الله أعلم.

الآن - رأي / ناصر بدر العيدان

تعليقات

اكتب تعليقك