حصاد ملفات أوباما العسكرية في الرياض

خليجي

4466 مشاهدات 0

أوباما ووعوده !

انهارت الذرائع التي ساقها الرئيس الاميركي أوباما في ملفات إيران،سوريا ومصر.فكان لابد من أن يعيد انحناءات قام بها أول مرة امام خادم الحرمين الشريفين عام 2009م. ولم يكن الملك في مزاج يسمح له بتجاوز اخطاء مارسها الديمقراطيون بقيادة اوباما بحق حليفهم الاستراتيجي. لقد سادت الملفات العسكرية في زيارة أوباما الاخيرة،أو مناورته الأخيرة.فافتتح مفرداته بتخفيف حدة الخلاف مع الرياض قائلا:إن مصالحنا 'الاستراتيجية' لا تزال مشتركة،وبحثنا بعض الخلافات 'التكتيكية.' 

ظهر أوباما كرجل مصاب بتناقضاته،غير جازم بما يريد،أيرفع سيفه أم يرفع صوته مما اعطى السعوديين فرصة لتحقيق اختراق في ملفات عسكرية ثلاثة،هي تسليح المعارضة السورية بأسلحة دفاع جوي، وتزويد مصر بحاجتها من السلاح ثم تزويد الرياض بطائرات بدون طيار. وحتى الان لا نعلم ان كان القرار ايجابا بشكل قاطع حول تزويد مقاتلي المعارضة السورية بصورايخ 'مانبادس' (MANPADS).و'مانبادس' ليس طراز صواريخ ارض/ جو كما اعتقدت وسائل اعلام عدة بل اختصار لوصف هذا النوع من الاسلحة ' Man-Portable Air-Defense Systems' والطراز الاميركي المطلوب هو' ستنغر'.

فبينما تريد السعودية دعم المعارضة بهذا القواذف وسلب الاسد السيادة الجوية ،تخشى واشنطن أن تستخدمها جماعات إرهابية ضد الغرب أو الطائرات التجارية،اوضد الغطرسة الاسرائيلية فوق الجولان وحتى غزة .المناورة السعودية كانت حين أستغلت الرياض قلقل واشنطن المعلن من تدفق السلاح لسوريا.فأعلنت نيتها شراء اسلحة للمعارضة من الصين وباكستان،رافق ذلك تسرب انباء نهب مخازن سلاح ليبية واختفاء 15 ألف صاروخ مضاد للطائرات.

فبدأ اوباما جولته بقول مسئول أميركي' ان واشنطن لا توافق على ان تسلم السعودية مقاتلي المعارضة صورايخ 'مانباد' . لتنتهي الزيارة بتصريح من مسؤول أمريكي آخر 'إن أوباما يدرس مساعدة مقاتلي المعارضة بإرسال نظام الدفاع الجوي المحمول، المعروف بـ'مانبادس' فهل يكون الاختراق السعودي بداية قلب التوازنات على أرض المعركة ؟

لقد ظهر رجال البيت الابيض بعد سقوط حسني مبارك غير قادرين على وصل الاسباب بالنتائج،فبعد إزاحة حكم الاخوان أوقفت واشنطن المساعدات العسكرية لمصر،وكان من ضمنها طائرات F-16 و دبابات ابرامز M1A1 وصواريخ هاربون' Harpoon'وطائرات هيليوكبتر' Apache'.

و لم يرق للسعوديين ولغيرهم من اصدقاء النظام الجديد حجب الأباتشي الهجومية عالية التسليح والفعالة في مكافحة الإرهاب .ورغم ان جون كيري يقر ان طائرات مصر الــ30 بحالة سيئة وبحاجة للصيانة الاميركية الا انهم لم يستطيعوا تصور تبعات غيابها عن مسرح سيناء لمطاردة الارهاب. و قد زاد من الازمة اتهام وزير الخارجية المصري واشنطن بالاحتفاظ بالاباتشي التي كانت بأميركا للصيانة، فتوقف الارسال وتوقفت الصيانة وتوقفت الباتشي .

المسوغ الرسمي الاميركي هو ازاحة الاخوان بغير صندوق الاقتراع، لكن المخاوف الاميركية الحقيقة في تقديرنا تعود للخوف على اسرائيل واتفاقية كامب دافيد التي تحدد نوع السلاح في سيناء .لكن التناقض الاكبر تبجح تل أبيب انها لاتمانع،بل ومحاولتها التوسط لعودة الاباتشي لحفظ أمن سيناء. لقد غضبت الرياض و دول الخليج فعرضت شراء أسلحة بـ 3 مليار دولار من روسيا.

تشمل طائرات مقاتلة MIG-29، ومنظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات و مروحيات عسكرية. فصعقت واشنطن من قدرة الرياض على المناورة ومن الصفقة التي ستؤدى إلى تراجع التفوق النوعى لإسرائيل في المنطقة،فوصف معهد كارنيجي للسلام الدولي الصفقة 'بوضع إصبع السعودية في عين أمريكا.'

من جهة اخرى رافق تغير القواعد الإقليمية في المنطقة تغير العقيدة العسكرية لمواجهة التحديات، ومن ذلك استخدام الطائرات بدون طيار. ففي الوقت الذي كانت CIA” “تديرعمليات طائرات بدون طيار من قاعدة بالسعودية قتل منها أنور العولقي باليمن، الا ان واشنطن رفضت بيع الرياض هذه الطائرات، رغم ان المملكة في حربها ضد الارهاب في حاجة ماسة للطائرة. وما كان من الرياض إلا ان اشترت طائرات إيطالية وروسية، كما طورت الطائرة بمركز الأمير سلطان للأبحاث مع جنوب افريقيا.

لقد دفع الرياض لهذه الطائرات التفوق النوعي لطهران في هذا المجال ووصلت حد جَـعْـلِ طائرة 'سكان إيغل' الاميركية ان تهبط هبوطا طبيعيا على أراضيها بمساعدة الصينيين،وقد اثار ذلك الرعب في اسرائيل التي تصنع وتبيع وتستخدم الطائرات بدون طيار ولعل هذا هو سبب تردد واشنطن الحقيقي في بيعها للرياض.لكن اخبار ترددت ان وزير الداخلية السعودي نجح في تأمين صفقة بيع أكدها أوباما اثناء زيارته .

أن التشابه في مقدمات الملفات العسكرية الثلاثة السابقة وهو التعنت الاميركي قد لا يفضي بالضرورة الي تشابها في النتائج، فتحولات اوباما الحادة تجعل من الصعوبة استشراف الموقف الاميركي في ملف تسليح المعارضة السورية بأسلحة دفاع جوي،أما تزويد مصر بحاجتها من السلاح و تزويد الرياض بطائرات بدون طيار فيبدو اكثر احتمالا للحدوث .

الآن -د.ظافر محمد العجمي- المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك