مهام المرحلة الانتقالية في دول الربيع العربي ليست سهلة.. برأي فوزية أبل
زاوية الكتابكتب إبريل 1, 2014, 1:05 ص 843 مشاهدات 0
القبس
المرحلة الانتقالية
فوزية أبل
• ليس من السهل انجاز مهامها للعبور الى دولة الاستقرار
المرحلة الانتقالية.. الدستور الانتقالي.. الحكومة الانتقالية.. مصطلحات سيطرت على أذهان متابعي أحداث الربيع العربي خلال السنوات المنصرمة، ولا يزال وضع بعض هذه الدول في معمعة المناقشات المتعلقة بالانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى.. والأحزاب والتيارات المتصارعة (أو المتعايشة)، هي أيضا تمر على الصعيدين التنظيمي والفكري بمرحلة تتطلب منها إعادة النظر في كثير من المفاهيم.
المرحلة الانتقالية، من حيث المبدأ، تقوم على محاولة إيجاد البديل عن النظام الذي أسقط، وعن الحاكم الذي استقال، أو أقيل. فالبديل لا يتكون بين لحظة وأخرى، وهذا إذا استثنينا الانقلابات العسكرية البحتة (في القرن العشرين)، وحيث يتسلم الجيش، أو منشقون عن الجيش، السلطة، ويتولى قائد عسكري رئاسة الدولة.
لماذا لا نبدأ من حيث الانتفاضة الأولى: تونس. كثيرون توقعوا أن تصل حركة النهضة الإسلامية إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. لكن البرلمان الانتقالي، ومعه حكومة ائتلاف النهضة وحلفاؤه وقعوا في عدة معوقات بسبب نزعة الاستئثار بالسلطة.. والوضع الأمني المتدهور. إلى أن ارتضت «النهضة» حل حكومته والقبول بتأليف حكومة مستقلة للتمهيد للدستور الجديد، والانتخابات البرلمانية وما يرتبط بها.
في ليبيا المرحلة الانتقالية يتخللها العجز عن إعادة بناء القوات المسلحة المركزية، وصعوبة تخطي المرحلة الانتقالية، وصولا إلى وضع ثابت لمستقبل ليبيا.
وفي اليمن فإن المرحلة الانتقالية تتشعب حلقاتها، خاصة أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح (رئيس الحزب الحاكم) لا يزال قادرا على المساهمة في إعاقة جهود الحكومة الانتقالية -حكومة الوحدة الوطنية- كما أن هجمات الحوثيين في الشمال وجناح متطرف من الحراك الجنوبي في مدن من الجنوب تزيد من المصاعب.
وفي مصر بالذات يحاول الممسكون بالوضع الحالي إنهاء التداعيات المستمرة لمرحلة حكم محمد مرسي الذي كان يفترض أن يكون منطلقا لبناء مصر الجديدة، وإذا به يتحول إلى سلطة مستهترة بمكونات المجتمع المصري.. فقامت الثورة الجديدة (في 30 يونيو). وبوشر مجددا في وضع أسس المرحلة الانتقالية: الانتقال إلى انتقال آخر!
وحاليا لا تزال السجالات قائمة حول كيفية وضع الدستور الجديد بعد أن تجرى الانتخابات الرئاسية، لكن عقبات لا تزال تشوب هذه المرحلة الانتقالية أمنيا، وسياسيا، واقتصاديا.
وهكذا فإن تجارب الربيع العربي تدل على أن المرحلة الانتقالية ليس من السهل إنجاز مهامها للعبور إلى دولة الاستقرار، دولة المؤسسات البديلة عن نمط الأنظمة التي تم إسقاطها. والأمر يحتاج إلى جهود مضنية لكي توضع الأمور في نصابها.
تعليقات