الأفنيوز مفخرة للكويت برأي المقاطع
الاقتصاد الآنمارس 31, 2014, 1:07 ص 3428 مشاهدات 0
مفخرة للكويت
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
أوجِّه تحية تقدير لعائلة الشايع الكرام على إنجازهم لمشروع حيوي أعطى نموذجاً لدور القطاع الخاص في الإنجاز إلى جوار وجه مشرق للبلد، وما يمكن أن تكون عليه أحوالها إذا أسهم القطاع الخاص بصورة جادة في المشاريع التنموية ذات البعد الإيجابي، فلا شك أن مشروع مجمع أسواق الأفنيوز يعد عملا رائدا من قبلهم، تمكنوا من خلاله من إشادة مجمع ضخم بتكلفة مالية عالية، والتزامات مالية كبيرة، لكنهم تمكنوا بهذا المشروع المفخرة من أن يضربوا مثلا على امكانات القطاع الخاص في تقديم الكويت التجارية والعمرانية والحضارية من خلال وجهها المشرق، والمعروف منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي.
أدرك تماما أن إقامة مثل هذا المشروع لضخامة حجمه وتعدد نشاطاته وتباين نظام بنائه وسعة مواقفه، ليس أمرا سهلا، خصوصا أن نظام الروتين الحكومي القاتل، بتراخيصه المتعددة وإجراءاته ومتابعاته المملة وتفتيشاته غير الموضوعية، وضعف قدرته على دعم البنى التحتية للمشروعات الحيوية، جميعها عوائق حقيقية أمام أي مبادرة أو مشروع ذي طبيعة عادية، فما بالنا أن يكون هذا المشروع بهذه الضخامة، وعلى النموذج الذي وصلت إليه حال الأفنيوز، الذي يعتبر وبحق نموذجا للمشروعات الناجحة، والذي يتفاخر أبناء الكويت بوجوده على أرضها الطيبة، بل ويصل الأمر الى أنهم يتمنون وجود مشاريع أخرى مماثلة، إذ ان هذا المجمع الرائد يتزاحم عليه الزوار والرواد بصورة منقطعة النظير، مما يدل على أنه جاء ليسد حاجات حقيقية لدى الناس في وجود مثل هذا المشروع، فضلا عن أنه أصبح أحد أماكن تمضية الأوقات العائلية بصورة إيجابية، سواء للترفيه أو لتناول الوجبات أو للتسوق العام، فشكرا لآل الشايع الكرام على هذه المبادرة الكريمة.
وتبقى كلمة، لابد من أن نوجهها الى القطاع الخاص، الذي يتسابق على الاستفادة من المشاريع الحكومية ومناقصاتها، ويحاول أن يحقق أكبر العوائد من خلال تعاملاته مع الدولة، انه آن الأوان أن نرى من هذا القطاع مشاريع مماثلة، بدلا من الاكتفاء دائما بمطالبات للتوسع في المشاريع الحكومية وتنشيط القطاع الخاص من خلال مشروعات حكومية، في الوقت الذي يقف هذا القطاع على تعظيم عوائده خاصة، ولا يقوم بأداء دور اجتماعي واقتصادي مهم للبلد، خصوصا أن الكويت ليست فيها ضرائب، والقطاع الخاص يستفيد بصورة كبيرة من أوجه عديدة للدعم الحكومي، فأتمنى أن نلمس منهم ذلك.
اللهم إني بلغت،
تعليقات