ضمن احتفالات 'الألسكو' بيوم اللغة العربية
شباب و جامعاتد. الطيان حاضر ببيت الحكمة بقرطاج بجمهورية تونس
مارس 30, 2014, 1:23 م 958 مشاهدات 0
ضمن إحتفالات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألسكو ) بيوم اللغة العربية أقامت محاضرة بعنوان 'ملامح من بيان العربية' قدمها الاستاذ الدكتور حسان الطيان منسق مقررات اللغة العربية في فرع الجامعة العربية المفتوحة بدولة الكويت في مقر بيت الحكمة بمدينة قرطاج بجمهورية تونس ضمن احتفالات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بيوم اللغة العربية بحضور معالي الدكتور عبدالله حمد محارب، المدير العام لمنظمة الألكسو، وثلة من الجامعيين والأدباء ورجال الفكر والسياسية والإعلاميين، إلى جانب عدد من كبار الموظفين في الألكسو وجمهور من المهتمين باللغة العربية
هذا واستهل د.الطيان ندوته قائلا انني سوف أجزء المحاضرة إلى ثلاثة أجزاء: البيان الساحر، الإيجاز الباهر، الثراء النادر، وذلك باعتبار أن هذه المكوّنات الثلاثة هي التي أسست لعظمة اللغة العربية وجمالها حيث تناولة المحاضرة في الجزء الأول من محاضرته معنى سحر البيان، مشير إلى أن أصل العبارة من حديث للنبي (صلى الله عليه وسلم) إذ قال: «إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة». كما تعرض المحاضر إلى بعض التعريفات لمصطلح «البيان»، مثل تعريف ابن المعتز (البيان ترجمان القلب وصيقل العقول) أو تعريف الجاحظ (البيان اسم جامع لكل ما كشف لك من المعنى)، قبل أن يقدّم نماذج من قوة تأثير البيان في النفوس مستمدة من القرآن الكريم والشعر والنثر العربيين ومن كلام العرب عموماً، تشير إلى أن «سحر البيان» هو ذلك «الكلام الذي يمتزج بأجزاء النفس لطافة، وبالهواء رقة، وبالماء عذوبة، إذا ماسمعته فكأنّه السحر يدب في جسدك».
وعدد المحاضر بعد ذلك مختلف مظاهر عناية العرب بالبيان، من أسواق ومهرجانات ومن تقدير للكلمة الفصيحة، والشعر البليغ والقول المؤثر، حتى قيل عن العرب إنهم «أمة سجدت للبيان قبل أن تسجد للأوثان» منتقلا إلى الجزء الثاني من محاضرته متناولا «الإيجاز الباهر» في اللغة العربية منطلقا من أن البلاغة عرّفت قديما بأنها الإيجاز، ذاكرا بعض الأقوال في هذا الشأن، ومن بينها قولة الجاحظ: «أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه»، وقولة البحتري: «خير الكلام ما قل وجلّ ودلّ ولم يملّ». ثم استعرض المحاضر نماذج من هذا الإيجاز استمدها من القرآن الكريم وحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأمثال العرب وكلام الفصحاء والشعراء.
أما الجزء الثالث من المحاضرة فقد خصصه الأستاذ الدكتور حسّان الطيّان للحديث عن «الثراء النادر» الذي يميّز لغة الضاد، وهي التي قال عنها الإمام الشافعي «كلام العرب لا يحيط به إلا نبي». ومن الأمثلة التي قدمها المحاضر عن ثراء العربية مثال النظام الصرفي العربي، وهو نظام تظهر فيه قدرة اللغة العربية على الاشتقاق والتوليد، وقد ذكر في هذا الصدد أحد مشروعات مركز الدراسات والبحوث العلمية بدمشق والذي تمثل في معالجة اللغة العربية بالحاسوب، مطبقا ذلك على النظام الصرفي العربي، وكان من نتائج هذا التطبيق أن ولّد الحاسوب ملايين الكلمات انطلاقا من حوالي سبعة آلاف جذر عربي، مما يؤكد قابلية اللغة العربية للاشتقاق القياسي.
وقدم المحاضر عنواناً آخر عن ثراء اللغة العربية، وهو باب المترادفات، حيث أشار إلى أن المعاجم وكتب اللغة تضمنت إشارات عديدة إلى المسميات المتعددة للشيء الواحد (مثل السيف والأسد والجمل) أو إلى الفروق الطفيفة بين الكلمات في نفس المجال المفهومي، مثل مفهوم النظر أو مفهوم الزمن، وبيّن ذلك ببعض الأمثلة والشواهد.
وختم د.الطيان محاضرته بأن الضعف الذي يتحدث عنه البعض بخصوص اللغة العربية ومدى قدرتها على التعبير عن المفاهيم العلمية والثكنولوجية ليس من ضعف اللغة العربية بل من عجز مستعمليها عن تطوير هذه اللغة، خاتما بالقول: «إن المشكلة ليست في اللسان، بل المشكلة في الإنسان».
جدير بالذكر : أن الأستاذ الدكتور حسّان الطيّان هو عضو بمجمع اللغة العربية بدمشق، وشارك في تأليف وتحقيق حوالي عشرين كتابا في مختلف مجالات اللّغة العربية، كما أسهم في مشاريع ونظم حاسوبية تعنى بالعربية ومعاجمها وتعليمها وتصريفها
تعليقات