البصري يرثو الفنان الراحل عبدالحميد السيد

وفيات

3255 مشاهدات 0


مع رحيل المبدعين تتجدد الذكريات و يسمو الحنين لأيام الزمن الجميل وحيث البساطة و الإبداع و التالق وصنع وطن جميل يزهو بأبنائه و يفخر ، ويقدم أولئك الأبناء عصارة جهدهم من أجل إبراز أسم و مكانة الوطن ، ولدولة الكويت و الفن تاريخ حافل و مجيد منذ أن كانت جنينا ينمو ويتطور ثم ينطلق و يبدع في عوالم المعرفة و الإبداع ، ومع رحيل الفنان الكويتي و المطرب و الملحن الجميل المغفور له بأذن الله عبد الحميد السيد ينضم لقافلة الخلود رمز آخر شكل بعطائه و أبداعه خارطة الإبداع الكويتية المستمرة التي لم تنقطع أبدا عن التواصل و العطاء وحفر الأعمال الجليلة في ذاكرة الوطن و سجل الخلود ، لقد كان المرحوم الفنان عبد الحميد السيد شجرة طيبة نبتت في تربة طيبة و أعطت إنتاجا و ثمرات شكلت جزءا فاعلا من تاريخ الكويت الحديثة ، تلك الكويت التي أنجبت الطاقات الخلاقة و المبدعة في مختلف مجالات المعرفة و الإبداع وحيث كان للفن الراقي و السامي حضوره الأزلي في الساحة الكويتية ، فظهرت قوافل ثرية من المبدعين لم تنقطع عن العطاء و لم تستسلم لراية الخيبة و الإحباط بل حفرت بالصخر و الدموع و الآلام أبدع نتاجاتها التي ستظل بعد أن ترحل الأجساد و الأرواح لبارئها عنوانا على حالة الإبداع الكويتية المستمرة رغم العثرات و الإنتكاسات الطارئة و العابرة ، فوطن النهار لا يمكن إلا أن يكون أمينا لتاريخه و لحقيقته الوجودية و ينتج أجيالا من المبدعين يفخر بهم شعب الكويت العربي الأصيل ، لقد ظهر و تألق المرحوم عبد الحميد السيد في مرحلة بدايات الدولة الكويتية الحديثة ، وكان عنصرا فنيا لامعا من عناصر النهضة الوطنية الكويتية الشاملة ، وعاصر و تعايش و تعلم من أسماء ورموز كويتية مبدعة كعيسى الرجيب و سعود الراشد و أحمد باقر و عوض دوخي و عثمان السيد و محمود الكويتي و عبد اللطيف الكويتي و الأجيال التي ظهرت بعدهم ورفعوا إسم الكويت عاليا بين شعوب الأرض المحبة للفن و السلام و العطاء ، لقد قدمت الكويت الصغيرة جمهرة من المبدعين الذين ملئوا الدنيا و شغلوا الناس ردحا من الزمن ، وكانت الكويت ولا زالت مصنعا للرجال و الطاقات الخلاقة في مختلف مجالات العلم و المعرفة و الفن و الأدب ومنهم وفي طليعتهم ذلك الفنان الجميل و الهاديء عبد الحميد السيد الذي صعد للذرى وهو يقدم الإبداع الكويتي للعالم العربي من خلال أغنيته الخالدة ( ياهلي ) التي كتبها الشاعر وليد العوضي ولحنها عبد الحميد السيد وغناها ثم قدمها كجوهرة فنية للراحل عبد الحليم حافظ وحيث تحولت لإيقونة فنية حقيقية لا زالت خالدة في سماء الفن العربي حتى اليوم ، ثم توالت مسيرة عطاء الراحل الكبير على المستوى العربي لتزدهي المكتبة الغنائية العربية بأغنية الفنانة هيام يونس ( يامن يسلم لي على الغالي ) والراحل وديع الصافي في أغنية ( ياهلي ردوا السلام )... لتنضم للقافلة المطربة المغربية المعتزلة ( غيتة بن عبد السلام ) لتغني ( شرع الهوى )... لقد إنطلق عبد الحميد السيد بالفن الكويتي الأصيل و الجميل على المستوى القومي فكان ظاهرة عربية كويتية جميلة لم يتم للأسف الإحتفاء بها و تكريمها بالشكل اللائق و المتناسب مع روعة الأداء و خلود العمل ، بكل تأكيد و يقين فإن وزارة الإعلام الكويتية ممثلة بمعالي السيد الوزير الشيخ سلمان الحمود الصباح وهي تصوغ مفردات و ستراتيجيات العمل الإعلامي الكويتي تتحمل مسؤوليتها الإعتبارية الكبرى في تخليد رموز الفن الكويتي و إعادة تسليط الأضواء و تعريف الأجيال الشابة بنتاجات و إبداعات تلكم الطبقة الرائدة من فناني الكويت الذين كان لهم شرف رفع راية الفن الكويتي عالية خفاقة بين شعوب الأرض ، وكلنا ثقة بأن السيد الوزير وهو المثابر و النشيط في صياغة و تنفيذ الستراتيجية الإعلامية لن يألوا جهدا في المبادرة و العمل لتخليد رموز الكويت من الفنانين بإعتبارهم أحد أهم وجوه الإنطلاقة الكويتية ورموز شاخصة في مسيرة الإستقلال و النماء الكويتية ، فموسيقيين كبار خالدين من أمثال أحمد باقر و عبد الرحمن البعيجان و راشد الخضر وغيرهم العشرات هم الوجه الحقيقي للثقافة الكويتية المبدعة وهم رسل الكويت الحضاريين للعالم ، مسيرة الفن الكويتي تظل خالدة و مستمرة في ظل دعم ورعاية القيادة الكويتية التي حافظت على الشخصية الوطنية الكويتية بمختلف السبل و الأدوات ، وحيث يشكل فنانو الزمن الجميل من الرواد أهم عنصر من عناصر الحالة الكويتية الحضارية الدائمة و المستمرة.. وياهلي يكفي ملامي و العتاب... فرحم الله جيل الرواد وأدام طريق العطاء و التواصل مع المستقبل الزاهر بعون الله.

 

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك