مصير 'التغيير الديموقراطي' في سورية؟!.. بقلم خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 701 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  مؤسسات بريطانية لتربية أطفال المسلمين

خليل علي حيدر

 

نَمى العديد من مراكز البحوث الاوروبية والامريكية جوانب من اهتماماتها العربية والاسلامية، لمتابعة تيارات التطرف الاسلامي وملاحقة اخبار جماعاته.. وبخاصة الذاهبين الى الجهاد في سورية والعائدين منها.
فتيات بريطانيات يتدفقن على سورية، القبس 2014/2/19، «للزواج من جهاديين يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد».
البداية تكون عبر شبكة الانترنت، وتمجيد الصورة الجهادية للارهابيين واضفاء هالة من التقديس عليهم. وبعد اتمام التعارف تسافر الراغبات في رحلات سياحية الى سورية عبر تركيا.. من خلال وسيط يدعى «ابوعبدالله البريطاني» المقيم في «بورتسموث». اغلب الفتيات من اصل باكستاني وافغاني وعربي، واخريات من بلدان اوروبية متنوعة. وقد اتهمت شرطة لندن قبل شهر الطالبتين الجامعيتين «أمل الوهابي»، 27 عاما و«نوال مسعد»، 26 عاما، بجمع اموال لمصلحة النشاط الارهابي.
يتزايد عدد «المجاهدين» الاوروبيين، من بريطانيا وفرنسا، في سورية يوما بعد يوم، ويسبب ذهاب هؤلاء القلق، كما عودتهم.. الى المجتمعات الاوروبية.
وقد اعرب مسؤولون بريطانيون عن قلقهم من تنامي خبرات ارهابية لدى هؤلاء العائدين، حيث جرى اعتقال ما لا يقل عن 14 بريطانيا بتهم تتعلق بالسفر الى سورية او العودة منها خلال فبراير 2014 مقابل 24 للعام الماضي. ويقول مسؤولون امنيون ان مئات البريطانيين انضموا الى المعركة في سورية، وان العدد يفوق الاعداد التي شاركت في افغانستان والعراق، لسهولة السفر جوا الى تركيا، ومن ثم الدخول الى ارض المعركة في سورية.
ويقول «جيمس كلابر» في الاستخبارات الامريكية، ان الحرب السورية قد اجتذبت نحو 7000 من المقاتلين الاجانب من نحو خمسين دولة.
ثمة اليوم مركز دولي لدراسة التطرف ICSR، وهو يقدر ان نحو الفي شخص قد سافر من اوروبا الى سورية للقتال الدائر هناك، وان هذا العدد يزداد بشكل سريع. ويقول مسؤولون فرنسيون ان نحو 700 فرنسي سافروا الى سورية، وقال وزير الداخلية الفرنسي ان المقاتلين العائدين من سورية يمثلون التهديد الاكبر الذي تواجهه البلاد خلال السنوات المقبلة.
وقال «ريتشارد والتون» الذي يقود جهود مكافحة الارهاب في شرطة اسكوتلنديارد البريطانية، «اننا نشهد هذا الامر كل يوم، هناك مئات من الناس يذهبون الى سورية، وان لم يقتلوا، فانهم يتحولون الى متطرفين».
وتقول الباحثة «شيراز ماهر» في المركز الدولي لدراسة التطرف، «ان معظم الاوروبيين الذين ذهبوا للقتال في سورية لم ينضموا للجماعات المعتدلة، وهي المعارضة المدعومة من الغرب، والتي يغلب عليها السوريون ويقاتلون حكومة الرئيس بشار الاسد في المقام الاول، بل على العكس من ذلك، انضموا للمتطرفين والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، والتي ترحب بانضمام الاجانب لها». (الشرق الاوسط، 2014/2/1).
كانت الحكومات العربية والاسلامية والغربية وجهات اخرى تجمع المعلومات عن «الجهاد الافغاني» عام 1980، وربما كذلك الجهاد في العراق والبلقان والشيشان وغيرها في السنوات اللاحقة، من خلال «زرع» المجاهدين في هذه الساحات.
ولا اجد سببا يمنع اليوم سورية او روسيا او ايران من عدم الاستفادة من هذا «الفلتان الجهادي»، ومحاولة التأثير في توجهات وتحركات هذه الجماعات بالمال والدعم السياسي، ولربما استفاد حتى «حزب الله» بماله من خبرة دولية وعلاقات ممتدة في هذا المجال.. من الوضع بمجمله!
تقرير الشرق الاوسط يقول ان الحكومة البريطانية، «لا تعرف سوى القليل جدا عما يحدث في سورية، وهناك الكثير من المناطق في سورية غير مأهولة بالسكان حيث تستطيع الجماعات الارهابية العمل والتدريب على درجة عالية».
ويقول مسؤول بريطاني في مؤسسة لمكافحة التطرف، ان العديد من هذه الجماعات التي تستوحي افكارها من «تنظيم القاعدة»، تقول علنا «ان مسلمين يقاتلون ضد مسلمين، وبالتالي، فإن الحكومة البريطانية ينبغي ألا تتدخل»! الحكومات الاوروبية لا تعرف من اين تبدأ بمكافحة داء الارهاب الوبيل الذي ينقله المتطرفون من شباب العالم الاسلامي الى بلدانهم، ومن والى.. اوروبا!
في بداية مارس الحالي، دعا رئيس بلدية مدينة لندن «بوريس جونسون»، الى «انتزاع الاطفال المسلمين المعرضين لخطر التطرف، من عائلاتهم، لمنع تحولهم الى انتحاريين محتملين، ووصف التطرف الاسلامي بالفيروس الشنيع». واضاف جونسون ان بعض الشبان المسلمين «يعتنقون افكار التطرف في منازلهم على يد ابائهم وامهاتهم، وتشير التقديرات الى احتمال ان يكون هناك مئات الاطفال تعلموا اشياء مجنونة على غرار التوق للقتل والموت». (الوطن، 2014/3/4).
وكان جونسون قد اكد كذلك ان مشكلة التطرف تزداد سوءا، وان اجهزة الامن البريطانية تهتم بهذه الجماعات، «والتي استأثرت عمليات مراقبتهم بكمية كبيرة من عملها لضمان عدم وقوع ضحايا جدد لتطرفهم».
من يحمي المجتمعات الاسلامية والعربية من تطرف هذه الجماعات؟ ما مصير «التغيير الديموقراطي» في سورية؟

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك