عن إخوان تركيا والديموقراطية الشرق الأوسطية!.. يكتب الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 859 مشاهدات 0


القبس

معارض وليس إرهابياً

عبد اللطيف الدعيج

 

السيد رئيس وزراء تركيا وصف الشاب الذي قتلته الشرطة التركية بأنه «مرتبط بمنظمات ارهابية». طبعا وصف السيد الرئيس قد يكون صحيحا، وقد لا يكون، وما هو ارهابي بالنسبة له قد يكون مسؤولية ووطنية عند الآخرين، لسنا معنيين هنا بالوضع التركي، ولن نقحم انفسنا بما لا ناقة لنا فيه ولا جمل، لكن السيد اردوغان ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين، الذين يحكمون تركيا اليوم، ويحلمون بحكمنا غدا، ليس لدينا اعتراض على احلام البعض او حقهم للدعوة لما يعتقدون انه الصح، لكن لدينا اعتراضا على استخدام وصف «الارهابي» لتبرير قتل شاب بريء لم تثبت ادانته في شيء بعد.

هذه الايام يصف البعض جماعة الاخوان المسلمين انفسهم في اي مكان بأنها جماعة ارهابية، ونعتقد ان شاء السيد اردوغان أم لا فإن وصفه للشاب بأنه ارهابي يسير في الخط ذاته والتصفية ذاتها التي تحاول انتهاجها بعض الانظمة ضد اشقائه او اخوانه من الاخوان.

نحن ندافع عن الشاب البريء الذي لم تثبت ادانته تماما، كما ندافع عن الاخوان المسلمين الذين كانوا بالامس احباب السلطات والمفضلين لديها، واليوم وبعد اختلاف المصالح تحولوا بقدرة قادر الى ارهابيين وخطر على الامن القومي لشعوب المنطقة. تحولوا الى ارهابيين ومجرمين بلا محاكمة او ادانة او حتى قضية. لا لشيء في الواقع إلا لأنهم اخيرا شقوا عصا الطاعة عن الانظمة التي احتضنتهم ورعتهم طوال السنوات الماضية. واستخدمتهم بفعالية لمحاصرة المد الوطني والتقدمي في عموم المنطقة.

وهذا تماما حال الشاب البريء، الذي نحن على ثقة بأن مصرعه تم بالخطأ. وكان أحرى بالسيد رئيس وزراء تركيا الاعتذار عن الحادث المأساوي الذي نتج عن محاولة الشرطة التركية فض التظاهرات وليس القتل المباشر والمتعمد للناس. لا نعترض على وصف الشاب بالارهابي على انه حجة الضعيف وتبرير المسيء فقط، لكننا نعترض عليه بالدرجة الاساسية خوفا من ان يكون النموذج «الديموقراطي» التركي هو الاساس وهو المقياس لدى شعوب المنطقة.

ان الاخوان المسلمين في تركيا يؤسسون لديموقراطية شرق أوسطية او اسلامية، ونحن هنا لسنا معنيين بالوضع التركي بقدر ما اننا معنيون بأن تكون التجربة التركية مثالا يحتذى ويتم التطلع إليه من قبل بقية شعوب المنطقة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك