الموت المجاني في سورية!.. بقلم صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 643 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  الموت من أجل الموت

صالح الشايجي

 

المقاتلون في سورية من غير السوريين، وممن يقاتلون من أجل النظام، أو من يقاتلون النظام، ليس لهم مصلحة مباشرة في هذا القتال، على عكس السوري الذي ربما له مبرراته في الاطاحة بالنظام.

ما الذي سيستفيده اللبناني أو المغربي أو الشيشاني أو العراقي أو أو أو من أي جنسية كان ذلك المقاتل من تغير النظام السوري أو بقائه كما هو؟!

في الحقيقة لا استفادة مباشرة له من ذلك، فإن كان المواطن السوري قد ثار من أجل الحرية، فإن هذه الحرية ـ إن تحققت ـ فلن ينعم بها العراقي ولا اللبناني ولا أي طرف مقاتل من أي من الفريقين، بل هي خاصة بالسوري وحده لن يشاركه أي من المقاتلين بها.

إذن لماذا يقاتل هؤلاء، يهجرون بيوتهم وأسرّتهم وأحضان امهاتهم، وابتسامات أطفالهم، ورغد عيشهم، وراحتهم وهدوءهم وسلامة أرواحهم، ليحلقوا بعيدا الى ساحات الموت، قاتلين أو مقتولين؟!

يقتلون من لايعرفون وقد يقتلهم من لا يعرفهم.

القاتل مجهول وكذلك القتيل، في لعبة نسميها الموت لأجل الموت ليس إلا!

النتيجة.. أمّ تُثكل وقد تموت حسرة على فلذة كبدها الذي مات بلا سبب ولا هدف، أو أنه قتل بلا سبب ولا هدف!

في كلتا الحالتين ثمة ميت، وثمة أمّ تلتاع أو زوجة تترمل وسط عيال جياع قد يأخذها جوعهم إلى طريق وعر من طرق الحياة.

أولئك المقاتلون أو بعض منهم، لا يعملون من أجل هدف دنيوي ويدركون أنهم لن يستفيدوا من سقوط النظام السوري استفادة مباشرة، ولكنهم يستفيدون من موتهم لآخرتهم، فالطريق إلى الجنة يمر عبر الموت في سورية، فقد سبقهم إليها ـ إلى الجنة ـ من مات في افغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك ومن فجر نفسه في العراق وقتل عمالا بسطاء ينتظرون قوت يومهم على قارعة الطريق، وتسعة عشر كوكبا من كواكب «بن لادن» اخترقوا بطائرة يستقلونها برجا في نيويورك فقتلوا أنفسهم وركاب الطائرة وسكنة البرج، ليجمعوا رقما قياسيا في القتل، ثلاثة آلاف قتيل!

هو موت مجاني لأنفسهم وقتل لمن لا يعرفونهم!

عيشوا صالحين تدخلوا الجنة!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك