رئيس جمعية الاستجابة اللبنانية في حوار:
مقالات وأخبار أرشيفيةالمساعدات الاغاثية الكويتية للنازحين من سوريا هي الأهم والأشمل
مارس 17, 2014, 4:14 م 1697 مشاهدات 0
ارتفع عددالنازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان ، هربا من جحيم الحرب التي اندلعت في سوريا منذ ثلاث سنوات دون رحمة بالمدنيين العزل ، وارتفع حجم المساعدات التي تحتاجها العائلات النازحة نظرا لحجم المأساة التي تمر بها ، وكان للمؤسسات والجمعيات وبعض الدول الدور الكبير في التخفيف من معاناة النازحين، ولا شك بأن لدولة الكويت ولمؤسساتها وجمعياتها ، والمحسنين فيها الدور الواسع في تقديم المساعدات للنازحين السوريين والفلسطينيين ليس في لبنان فحسب بل وفي الدول الجاورة .
جمعية الاستجابة في مدينة صيدا اللبنانية، إحدى أبرز المؤسسات التي وزعت المساعدات الكويتية على النازحين من سوريا إلى لبنان.
التقينا الشيخ نديم حجازي رئيس جمعية الاستجابة وأجرينا معه هذا الحوار :
كيف يمكن تقييم المساعدات الكويتية للنازحين من سوريا الى لبنان ؟
تعتبر المساعدات الكويتية للنازحين السوريين والفلسطينيين من سوريا الى لبنان هي الاكبر والاهم من بين المساعدات التي تصل إليهم ، وهذه حقيقة تستند إلى حجم هذه المساعدات واستمرارها وسعة الأماكن التي تغطيها . وتصل هذه المساعدات اما من جمعيات اهلية او من مؤسسات تعتبر نصف حكومية او حكومية وجمعيات خيرية عاملة على الارض في دولة الكويت الشقيق ، كذلك من متبرعين كويتيين يقدمون التبرعات الانسانية خلال زيارتهم الى لبنان خلال أوقات معينة. ذلك لن اهل الكويت الكرام يعتبرون لبنان بلدهم الثاني ، ويقدمون المساعدات بشكل مباشر للعائلات النازحة التي يتم التعرف عليها من خلال اصدقائهم اللبنانيين ،وهذا العمل خارج نطاق الجمعيات والمؤسسات العاملة بنطاق دعم النازحين ، حيث يتحملوا مشقة السفر ومشقة الوصول الى أماكن سكن النازحين لا لشئ انما مرضاة لرب العالمين. ونستطيع القةل أن 80%من المساعدات التي تصل إلى النازحين من سوريا إلى لبنان هي من دولة الكويت الشقيق .
ما هو شكل هذه المساعدات ؟
توزع المساعدات على عدة أقسام ، القسم الاكبر هو الاغاثة الذي يتضمن تأمين الاحتياجات الخاصة بالنازح وتأمين مكان سكن وما يستلزم السكن من تأمين فرش،بطانيات،ادوات مطبخ ووسائل تدفئة .هذا قسم كبير من مشروع الاغاثة . وفي حال وصول عائلة نازحة من 7او9 أفراد، يتم تأمين مكان للسكن لهم (خيمة –كراج- ملجأ)بالاضافة لتأمين فرش وبطانيات وادوات مطبخ .وهذه المساعدات تطورت وتوسعت مع حلول فصل الشتاء الذي استلزم وجود وسائل للتدفئة .
وبعد تأمين أماكن الايواء بدأت تظهر مشكلة تأمين الطبابة والعلاج ومعاينة الأمراض ، خاصة ان مشكلة النازحين هي مشكلة مجتمع بحد ذاته وهذا المجتمع نزح مع كل أزماته ، ومشاكله وامراضه وأفراده من النساء الحوامل وأمراض الشيوخ والاطفال والمعوقين وصولا الى مرضى غسيل الكلى و الامراض المزمنة .
هذه العائلات كانت مستورة في بيوتها مع امراضها ومشاكلها الاجتماعية . العائلات النازحة تعاني اليوم كثيرا ، بسبب احتياجهم لكثير من الامور الحياتية الطبيعية وحاجتهم لبعض العلاجات الطبية ،مثل ادوية ،سماعة اذن ،نظارة طبية وكذلك حاجتهم للدم بسبب مرض التلاسيما وأيضا حاجة بعضهم لاجراء عمليات جراحية .
أما أصعب المشاكل والأمراض التي يتعرض لها النازح من سوريا هي الامراض السرطانية التي تكلف الكثير من الاموال ، وهذا ما يشير إلى أن مشكلة الطبابة هي مشكلة كبيرة .ليس من السهل استيعابها أو تلبية حاجة المصابين بها .
توطدت العلاقة بالاخوة الكويتيين من خلال جمعية صندوق أعانة المرضى فهم يقدمون مساعدات كبيرة ولهم جهد كبير جدا وخاصة على الحدود السورية- اللبنانية و الحدودالسورية- الاردنية والحدود السورية- التركية وحتى في داخل سوريا .
اما القسم الثالث من المعاناة الذي طرأت بعد النزوح هي تأمين بدل ايجارات المساكن من أجل ابقاء هذه العائلات في بيوتها ، جمعية احياء التراث الاسلامي في دولة الكويت وهي المعنية مباشرة بهذا الامر ،لم تقصر لحظة في الشأن الاغاثي ولم تتخلف عن مساعدة النازحين من سوريا منذ انفجار الأحداث ، وخاصة في موضوع تأمين بدل الايجارات .ولكن المشكلة تفاقمت مع استمرار الصراع وتصاعد الأزمة السورية .
جمعية احياء التراث الاسلامي أرسلت أكثر من مرة عدد من الشاحنات محملة مواد غذائية و فرش و بطانيات . هناك جمعيات اخرى كجمعية النجاة ، تعمل على تنفيذ مشاريع أغاثية أيضا .الآن انطلقنا بمشروع جديد وهو إيجاد أعمال استثمارية للنازحين السوريين ، لأن المجتمع السوري فيه الكثير من أصحاب المهن البارعين والمتخصصين بمهنتهم وهناك أيضا وفرة في اليد العاملة .
خلال 15 يوما سنقوم بافتتاح مشغل خياطة يستوعب عمال خياطة من الماهرين بعملهم وهذا المشروع على نفقة احد المحسنين ( ) الكويتيين جزاه الله كل خير.
هناك أيضا مشروع المطبخ للاطعمة والحلويات وهو عبارة عن تجهيز المأكولات للافراح والاتراح ما يساهم في تشغيل أعداد من الطباخين الماهرين . كذلك لدينا مشروع فرن للخبز الافرنجي والكعك ولدينا معلم للعمل في هذا المشروع ونحن الان بصدد تجهيز المشروع . ونعمل حاليا على دراسة مشروع كبير وهو انشاء مشغل للقطنيات والكلسات سيقوم على الاشراف عليه رجل من سوريا كان صاحب معمل للقطنيات في سوريا ولكن الحرب دمرت معمله و بيته .
سنقوم برفع هذه المشاريع لاخوة ومؤسسات وجمعيات كويتية من أجل تمويلهاو . من المشاكل التي نعانيها مع النازحين هي مشكلة الطبابة ،لان هناك حالات لا نستطيع تأجيلها أو تأخيرها مثل عمليات جراحية ،ونقوم بالتعاون عبر مندوبين للجمعيات الكويتية على تسديد نفقات العمليات الجراحية .وقدمت جمعية الاستجابة لعدد كبير من المرضى وما زال يوجد عدد اكبر . ونفذت جمعية الاستجابة العديد من المشاريع مثل مشروع التدفئة الممول من د.فلاح السعيد و د.فرحان بن عبيد الشمري وعندما انتشر خبر توزيع المدافئ ،تفاجأنا بأعداد النازحين الكبيرة التي توافدت في اليوم الثاني ، بالطبع ليس باستطاعتنا تأمين مساعدات لكل هذه الاعداد الكبيرة .
نقوم بتسجيل النازحين يوميا :50 عائلة في اليوم الواحد . تعلمنا من تجربتنا في مجال الخدمة الاجتماعية كيفية حصر النازحين وذلك من خلال تسجيلهم على برنامج ندخله على الحاسوب الالي ،يتضمن اسم النازح ورقمه الخليوي وبياناته العائلية وعنوانه و نوثق هذه الاسماء . كل متبرع لجمعية الاستجابة نقدم له كشف مفصل بأسماء المستفيدين من النازحين السوريين ،كذلك ارقامهم الخليوية حتى يكون باستطاعتهم الاتصال بهم مباشرة للتأكد من مصداقية الكشوفات . جمعية احياء التراث الاسلامي وجمعية صندوق إعانة المرضى تقدم الاموال و نحن بدورنا نقدم لهم أسماء النازحين وأرقامهم الخليوية مع الكشوفات لإعطاء الثقة للمتبرع أن الاموال وصلت الى اصحابها .
ما هو دور جمعية الاستجابة في توزيع هذه المساعدات الكويتية؟
دور جمعية الاستجابة هو دور إغاثي .في البداية اختلف عملنا تماما بحكم التجربة التي مرينا بها و تعلمنا كيفية تطويروتوثيق عملنا وتسهيل أمور النازح الذي ياتي للتسجيل .من خلال البرنامج الذي اتبعناه على الكمبيوتر نستطيع معرفة اذا كان قد سبق له التسجيل والاستفادة من جمعيتنا وعدد المرات التي استلم فيها مساعدات من جمعيتنا ،تحاشيا لتعرض النازحين من نساء وأطفال للاهانة . نسجل كل أيام الأسبوع ما عدا الجمعة والسبت والاحد .نسجل كل يوم 50 عائلة ،نصور المستندات ونأخذ رقمهم الخليوي ونوثق مستنداتهم ثم نتصل بهم عبر هواتفهم كل 50 عائلة في يوم محدد . في آخر كل الشهر يكون لدينا حوالي 800 عائلة مسجلة بجمعية الاستجابة . على سبيل المثال يكون لدينا 1000كرتونة تموينية للتوزيع نقوم بالاعلان عن هذا المشروع ،يتوافد اعداد كبيرة من النازحين ،يتم التوزيع بشكل فوضوي و بشكل متضارب و غير لائق بالنازحين و يبقى العديد منهم بدون مساعدات .. تداركنا الوضع قمنا بتقسيم العائلات النازحة ،كل 50 عائلة تأتي في يوم معين و يكون مؤمنا لهم 50 كرسي في القاعة من باب حفظ كرامة النازح .
نوزع العائلات المسجلة لدينا على أيام الاسبوع ونقوم بإدخال كل عائلة لوحدها ،نوثق بياناتهم حتى نستطيع توزيع المساعدات بشكل يليق بهم وبكرامتهم .يأتي العدد الذي اتصلنا به فقط وتتسلم العائلات التي حدد لها يوم الاستلام المساعدات بشكل لائق ومنظم .
هل هناك تنسيق بين جمعية الاستجابة ومؤسسات الدولة اللبنانية أو وزارة الشؤون ؟
ليس هناك من تنسيق بين جمعية الاستجابة ووزارة الشؤون والمؤسسات المعنية بالدولة اللبنانية . وأماكن تواجد وعمل الجمعية بعيدة عن مؤسسات الدولة ونطاق عملها .
جمعية الاستجابة من الجمعيات الناشطة و المعروفة بعملها ولها فترة طويلة بهذا العمل الانساني . المساعدات تأتي من خلال الجمعيات والمؤسسات الاهلية نصف حكومية او حكومية و من خلال المتبرعين والمحسنين .الشعب الكويتي منغمس بالخير ومندفع لعمل الخير ، يقدمون زكاة اموالهم و صدقات التي يتقربون بها الى الله عز و جل وهذه الجمعيات قائمة على المتبرعين وأهل الخير والشكر موصول للجمعيات والهيئات التي طوعت فريق عملها لنقل هذه الاموال للفقراء والمعوزين والمحتاجين، هذه الجهات لا تستطيع نقل هذه الاموال الى خارج البلد لولا موافقة الحكومة الكويتية التي اهتمت و شجعت نقل هذه الاموال عبر السفارة الكويتية في بيروت مشكورة ، لذلك نحن ندعو الله أن يديم نعمته على الشعب الكويتي ،هذا الشعب الطيب المحب لعمل الخير تقربا لله .
ونشكر الشعب الكويتي والجمعيات والهيئات الخيرية و اخص بالذكر من الجمعيات التي اتعامل معها بشكل مباشر جمعية احياء التراث الاسلامي – جمعية النجاة – جمعية صندوق اعانة المرضى .. والشكر ايضا لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي أوعز وشجع ورعى هذه المسيرة ونشكر السفارة الكويتية و سعادة السفير الذي رعى وصول هذه المساعدات .
تعليقات